حيدر عبد الخضرضمن برنامجه الثقافي في تسليط الضوء على تجارب المبدعين والاحتفاء بمثقفي المحافظة استضاف البيت الثقافي في مدينة الناصرية الأديب والناقد المغترب حيدر عودة  في أمسية نقدية حملت عنوان (الرسم الأمريكي الجديد ) ، أدار هذه الأمسية وقدم لها الأديب والصحفي
 حيدر عبد الخضر الذي افتتحها قائلا (.. هل يستطيع الفن التشكيلي كأحد أوجه النشاط البشري المتقدم ان يؤسس لخطاب فلسفي معاصر يواكب عبره كل المتغيرات والأحداث التي عصفت بالفكر الإنساني وجعلت الانسان يعيش صراعات متعددة .. تشكل الذات البشرية احد أهم مراكز وأقطاب ذلك الصراع .. والفن التشكيلي الذي يعد أهم أداة جمالية يتعامل على ضوئها المبدع مع مايحيط به من ظواهر وأحداث لم يكن بعيدا عن المناخ العام والتحولات الدراماتيكية السريعة التي عصفت بمنظومة القيم والمفاهيم وجعلت البشر يتفاعلون رغما عنهم مع مآس وكوارث شوهت الكثير من أبعاد الرسالة الإنسانية التي وجد الانسان من اجلها .. . ولم يكن الفن التشكيلي الأمريكي او الرسم الاميركي الجديد خارج اطار هذه التموضعات والمتغيرات التي حددت اطره وأنساقه وجعلته احد اهم مرتكزات التعبير الفني المعاصر عن هموم الإنسان ورغبته في الانعتاق والتحرر .. وكان رواد ما بعد الحداثة أمثال .. راوشن بيرك ،بريجيت رايلي ،فرانك ستيلا ،سيزار ،وغيرهم .. يدركون ابعاد وطبيعة هذه التحولات .. فبرزت بالإضافة الى هذه الأسماء تجارب وتيارات أخرى ضمن توجهات المدرسة التشكيلية ومنها ما يدعى بتيار الرسم الأمريكي الجديد الذي سيحاول الناقد حيدر عودة ان يوضح بعض توجهات  وآليات اشتغال هذه المدرسة ..) بعد ذلك استعرض الناقد المحتفى به حيدر عودة جانبا من الموضوع مفتتحا إياه بمقدمة تشير الى دور الهجرات العديدة الى اميركا في التأثير المباشر على التوجهات والوعي الفني وكذلك استعرض دور السكان الأصليين، أي الهنود الحمر، في تكريس الفنون اليدوية كالصياغة والحياكة والطرق على الجلود والذين توزع نشاطهم بشكل بارز في ولايتي أريزونا وكاليفورنيا  ... ومع انتشار الأعمال الفنية التي تناقش موضوعة الوجود وغيرها من المفاهيم المعاصرة دخل الفن التشكيلي مرحلة الحداثة والتجريب وبعدها ظهور تجارب كثيرة أدخلت قيما ومعالجات جديدة على العمل الفني ... وضمن كل هذه المتغيرات ظهر اتجاه فني يدعى بالرسم الأمريكي الجديد  مشيرا الى أن هذا التوجه يعتمد في بعض تجاربه على الجانب الأكاديمي او التصويري في اللوحة أما الموضوع فلا يشكل اهمية كبيرة في العمل الفني فقد يكون العمل لفتاة تحمل كرة سلة وتقف أمام منزلها او لأطفال يلعبون في الشارع او صور للاعبين وغيرها مما تزخر به الحياة اليومية للأمريكيين وأظن ان تلك الأعمال تمثل استراحة المقاتل.. إن المجتمع وطبيعة الحياة اليومية تجعل من الفنان يخوض تحديا كبيرا اذا ما عرفنا ان السوق مليئة بفن الاستنساخ مما يجعل أصحاب القاعات  يقتصرون على الفنانين المعروفين فيما يحاول الفنانون الجدد عرض أعمالهم في المقاهي والمطاعم والمهرجانات المحلية التي تعرض أعمالهم خارج قاعة العرض .. ثم تحدث الناقد بعد ذلك عن مفهوم الهوية في الفن ودور البيئة والمجتمع في تحديد هوية الفنان ومسار تجربته الفنية شريطة ان لا يكون الفنان حبيس التجربة الواحدة وضرورة ان يركز على الخصائص والتجارب الإنسانية المشتركة .. وبعد كل هذا استعرض المحاضر احدى التجارب التشكيلية المهمة في الولايات المتحددة والتي حققت رواجا وحضورا عالميا مهما الا وهي تجربة الفنان العراقي المغترب احمد السوداني المقيم في مدينة نيويورك الذي حملت معارضه بصمة خاصة  لما تحويه من خطاب إنساني ومعاناة كبيرة تجسد خلاصة التجارب والأزمات الانسانية المعاصرة ...بعد ذلك تم فتح باب الحوار والمداخلات التي شارك فيها كل من الفنان اسعد الشطري والقاص عقيل هاشم والفنان محمد سوادي وآخرين.هذا وقد حضر الأمسية نخبة طيبة من أدباء وفناني المحافظة .وتجدر الاشارة الى ان حيدر عودة تولد الناصرية 1972 ، دبلوم اخراج مسرحي 1991/1992، مارس النقد التشكيلي منذ التسعينيات ونشر الكثير من الدراسات داخل العراق وخارجه ،هاجر الى عمان عام 2000 وهناك اصدر مجموعة قصصية عن دار أزمنة ثم بعد ذلك هاجر الى الولايات المتحدة الاميركية وهناك درس الرسم والسيراميك في ولاية كاليفورنيا ، أسس مع مجموعة من الأدباء هناك دار نشر باسم ( مقهى ) واصدر مجلة  ثقافية بنفس التسمية ، يعمل حاليا على مشروع توثيق ثقافة الناصرية في كتب يصدرها عن دار مقهى وفي مجالات الأدب والفن التشكيلي .