محمد سعيد الصكار ولاية خامسة و23 عاما في السلطة، والشعب التونسي ينوء بفقدان أوليات الحياة الطبيعية من حرية الفكر، ومكافحة الجوع والبطالة وانغلاق وسائل الحياة الطبيعية، وانضواء تونس، قسرا، إلى زمرة القادة العرب الذين جيء بهم، أو جاؤا، رغما عن حاجة ورغبة شعوبهم، إلى كرسي الحكم المطلق الذي لا يقيم وزنا لدساتيرهم، ولا للإحتجاجات المكبوتة طوال عقود من الزمان.
ولم يكن من الغريب أن يكون هؤلاء العتاة المتسلطون على الرقاب ومصائر الشعوب من منبع واحد، هو الروح العسكرية التي لا قيمة لكرامة الإنسان أمام نزعتها العسكرية الضاربة لكل القيم الإنسانية والأخلاقية، وصولا إلى سلطتها المسلوبة من حرية الشعب وحقوقه.rnها نحن في حالة المراجعة لهؤلاء الجبابرة الذين جاءوا لأنفسهم بدساتير وقوانين نسفت كل الدساتير المتعارف عليها وطنيا وعالميا، وأسسوا لأنفسهم وشعوبهم قيما وسلوكيات لا عهد لهم بها.rnفهم يحكمون مصر والسودان واليمن وليبيا وتونس، وكلهم من المؤسسة العسكرية العربية، وبعضهم من دوائر المخابرات في أوطانهم ممن يهندسون طرق خنق الحريات، ويريدون لشعوبهم أن يخضعوا للأوامر العسكرية التي لا يعرفون سواها. فهم لا يقرؤون نجيب محفوظ ولا الطيب صالح ولا عبد العزيز المقالح ولا ابراهيم الكوني ولا السعدني؛ وتكفيهم مذكرات بوش ورامسفيلد، ومختصر كتاب (الأمير) لميكيافيللي.أما عبد الكريم قاسم وسوار الذهب والليندي وكيفارا ونيلسون ماندللا، فهي تدوخ رؤوسهم وتسلب راحتهم، وتقزم أقدارهم، وتجعلهم يستعيدون مآثر كوبلز و يلمسون مسدساتهم عندما تذكر الثقافة.rnاليوم يسحب الشباب التونسي المظلة الواقية عن هذه الوجوه، ويكشف عورة الحكم عمن يريد ولاية خامسة ومن يختبئ تحتها. واليوم يعلنون غضبهم النبيل، ويقدمون له الفداء، ويرغمون قادتهم على النكوص أمام فورة الشعب، والتصريح بعدم النية في الترشيح لدورة رئاسية مقبلة.rnإنه نصف النصر لأهلنا في تونس العزيزة.إنه وفاء جزئي ثمين لمحمد بو عزيزي وزملائه الشهداء في هذا الصراع من أجل الحق والحرية والعدالة. وهو، بعد في بداية الطريق الطويل ضد العسكريتاريا والاستئثار بمقاليد الحكم والتوريث لمن لا يستحقه خارج الدستور وقوانينه.rnتحية مباركة لشبابنا التونسي الذي يعصف بالظلم ويحمي شرف النضال وكرامته.
نصف النصر.. تحية لشباب تونس
نشر في: 15 يناير, 2011: 05:08 م