اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الشعوب وحقّ التغيير

الشعوب وحقّ التغيير

نشر في: 15 يناير, 2011: 05:15 م

إيمان محسن جاسمثورة من نوع خاص، لأول مرة نجد حكومة عربية ترضخ لمطالب الشعب، الرئيس التونسي يقيل حكومته، يحل البرلمان، يقدم وعودا سخية بالإصلاح الديمقراطي، والتظاهرات مستمرة، المواجهات مستمرة، وكل شيء يسير باتجاه التغيير.وأخيرا يرضخ ويتنحى عن السلطة ويختار منفاه.
هل وصلت الشعوب العربية للقناعة بأنها قادرة على التغيير؟ يبدو إن هذه القناعات مترسخة بشكل قوي لدى الشباب التونسي في ثورة الشباب وكأني بالشابي يقول: إذا الشباب يوما أراد الحياة فعلى الدكتاتور أن يغادر .حقيقة الأمر من السهل جدا إسقاط النظم الفاسدة، وآفة النظام العربي تتمثل في الفساد الذي ينخر جسد الدولة العربية في كل مكان وزمان، وحين يصل هذا الفساد لما وصل إليه في تونس والجزائر يكون أحد أبرز العوامل التي تساهم في إسقاط النظم الحاكمة، لكن المشكلة هنا ليست في النظام الحاكم إذا ما سقط، لكن المشكلة بأننا لا نمتلك مقومات دولة بل كل ما نمتلكه في عالمنا العربي حكومات وأحزاباً لها مطلق الحرية في أرضنا، ما في باطن الأرض ملك لهم ومن يمشي على الأرض عبيد لهم، هذه هي صورة النظام العربي منذ قرون عديدة .وعدم وجود بديل سواء من أحزاب المعارضة أو الحزب الحاكم نفسه مأساة للشعب العربي سواء في تونس أو غيرها، ويكون البديل هو الفوضى، الفوضى التي أحرقت كل شيء بفعل فاعل ويتراءى لي بأن أجهزة النظام وميليشيات الحزب الحاكم هي من قاد الفوضى ونظمتها فأحرقت المستشفيات وفتحت المخازن  .وهذا يقودنا لأن نقف حقيقة أمام شخصية أحزاب المعارضة في عالمنا العربي وما هو دورها وحجم تواجدها وشعبيتها ؟ نعرف في أمريكا مثلا الحزب الديمقراطي يحكم والجمهوري معارض، بريطانيا العمال والمحافظين، فما الذي يمكننا أن نضعه في الكفة الثانية في عالمنا العربي؟ كلا الكفتين يشغلهما الحزب الحاكم في كل بلدان العرب باستثناء لبنان والعراق، فأحزابهما لا يحبان مقاعد المعارضة إلا في الأشهر الأخيرة من عمر الحكومة المنتخبة حين تكون (المعارضة) طريقاً للعودة لمقاعد البرلمان .لذا أحيانا كثيرة يكون البديل كما في الشأن التونسي هي الفوضى والتخبط ومزيداً من الدماء المراقة، في ظل غياب تام لمشروع دولة قائمة على التعددية والديمقراطية، ربما العرب يتطيرون من الديمقراطية ويجدونها تتناقض وتركيبة الدولة العربية القائمة على البيعة الدائمة والحكم مدى الحياة وغيرها من التسميات التي قادتنا نحن العرب لأن نلخص دولنا في حكامنا ونجد دائماً بأن المواطن الذي ينتقد رئيس الدولة يعدم! ونجد في نهاية كل عام ميلادي تخرج صحفنا لتؤكد بأن الرئيس شخصية العام وابنه أفضل شاب للعام وزوجته (أم المؤمنين) وهلم جرا! كنت أظن في السابق بأننا في العراق فقط كنا نعيش الدكتاتورية بأبشع صورها، لكنني وجدت بأننا ربما تخلصنا منها ولكن لنا أخوة ما زالوا يحلمون بالخلاص ولم يجدوه.مشكلة النظام السياسي العربي إنه يدار من قبل مافيا تحيط بالرئيس أو الزعيم، شاهدت فليم (طباخ الريس) ومن شاهد هذا الفيلم يكتشف كم هو دور (مافيا الحزب الحاكم) الذين يؤكدون ويقسمون أغلظ الإيمان بأن (طبق الكوشري بنص جنيه) ويباع وفق التسعيرة، والواقع بأن الطبق بسبعة جنيهات!! الغريب إنهم هم من يدير عملية البيع هذه.سقط بن علي، وسقطت حاشيته، ولكن بقيت تداعيات هذا السقوط، أولها موجة الفوضى والتخريب التي ينفذها بلا شك مأجورون كانوا يعتاشون من النظام، ما أخشاه وما يجب أن يخشاه كل تونسي في الأيام المقبلة أن تدخل القاعدة على الخط فتعيث فسادا في الأرض الخضراء لكي تجعل التوانسة يندمون على التغيير ويقولون (بن علي  أفضل وأحسن برشه)، أقول هذا وأنا أجد بوادر تدخلات لأجندات كبيرة قد تنفذ في تونس المحاطة بدول هي الأخرى شمولية حد النخاع.دول قد تسعى لمقاومة التغيير الشعبي في تونس، نعم هو تغيير شعبي ولم يكن نتيجة تدخل خارجي بالتالي فمشروعية التغيير متوفرة طالما إنها إرادة شعبية، ومع هذا هنالك مؤشرات كثيرة تجعل البعض يتطير من هذا التغيير الذي ربما بل الأكيد سيفتح شهية الشعوب العربية لممارسة حقها ليس في الحياة بل في التغيير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram