علي حسين
قبل ان يظهر ابو علي الشيباني ومعلمه الذي يطير في الهواء ، كان أشهر عراف في التاريخ هو الفرنسي نوستراداموس المتوفي قبل ما يقارب الخمسمائة عام ، وظل كتابه الشهير " تنبؤات " يشغل الناس في كل مكان وزمان حيث لاتزال الناس تلهج بتوقعاته وتنبؤاته ، كان هذا بالتأكيد قبل ان يظهر استاذ الحدس والتنبؤ حميد الهايس ، الذي اخبرنا في حوار ضاحك من انه الأصلح لتولي منصب امني لانه ضليع بالاستخبارات ويمتلك قدرة على التنبؤ .
تذكرون كيف أن حميد الهايس خرج ذات يوم ليقول إنه أفضل من يصلح لكرسي وزارة الثقافة، يا سادة نحن نعيش في ظل ساسة يؤمنون بأن ابراهيم الجعفري فاق حتى المرحوم "مونتسكيو" في علوم السياسة.
يجب أن تعلموا أن كل ما نراه من مهازل، هو صناعة سياسية تُطبخ تحت قبة البرلمان، فبأيدي ساستنا الأشاوس نكتب أسوأ صفحات في التخلف، الكل يصرخ "هذه حصتنا" الكل يقف على المنصة ويطالب بقطعة من "الكعكة العراقية"، الكل مشغول بابتكار وسائل جديدة للفلفة المال والمناصب.
انا ومثلي جميع العراقيين نحمل إعجابا كبيرا للسيد حميد الهايس ، وكيف لا نعجب به نشاهده في الشهر الواحد أكثر من عشر مرات متنقلا من فضائية إلى اخرى، وفي كل مرة نسمعه نشعر كعراقيين بأننا مدينون له بهذه الطلة الكوميدية ، فليس مطلوبا منه أن يخرج علينا أكثر من مرة ، لكن هموم الوطن ومصالح " الجوبي " تتطلب منه أن يبذل هذا الجهد الذي يأخذ من وقته الكثير. السيد الهايس وأنا اسمع ما جادت به قريحتك في برنامج تلفزيوني كنت تصول وتجول به وتقول فيه: " إن مصرفك الشهري يتجاوز المئة مليون دينار عراقي ، وإنك تملك اسطولا من السيارات الحديثة " واتضح لنا انك تريد ان تطيح بالمسكين إيلون ماسك من عرش أغنى رجل في العالم ، ولهذا أدعو السيد الهايس صادقا ومخلصا إلى الاعتراف بدوره ودور زملاء له في فرقة " اضواء المسرح السياسي " ، ليس في تسميم الحياة السياسية، وتلويث الجو بعبارات فاقدة للصلاحية ، ولا أطالبهم بدفع ثمن الخراب الذي حل بالبلاد، لكنني أدعو الهايس إلى اعتزال الفضائيات. ولأنني مواطن مغلوب على امره ، لم يبق لي إلا أن ارفع كفي إلى السماء وأقول بصوت شاكٍ اللهم لا تجعلنا اسرى زعاطيط السياسة .. اللهم اخسف الأرض بتنبؤات جماعة حميد النوستراداموس ، وشتت شملهم حتى لا يفكر الهايس يوما بتقديم برنامج على غرار برنامج ابو علي الشيباني .