متابعة / المدى
مع حلول السابع أكتوبر/ تشرين الأول تكون الحرب في غزة قد أكملت عاما كاملا، مخلفة مأساة إنسانية عجز العالم حتى الآن عن وقفها.
وشهدت عدة مدن وعواصم عربية واجنبية، يوم أمس، تظاهرات كبيرة دعما لغزة والقضية الفلسطينية، ولوقف العدوان، مع حلول الذكرى السنوية لبدء الحرب. وتظاهر آلاف الأشخاص وشخصيات سياسية في العاصمة البريطانية أمس، دعما لغزة في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب. وسار المتظاهرون إلى وسط لندن صباح أمس السبت، حيث لوّحوا بلافتات وأعلام فلسطينية ولبنانية، حسبما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. وشاركت شخصيات سياسية في هذه التظاهرة، بينها الزعيم السابق لحزب العمّال (مستقل حاليا) جيريمي كوربن ورئيس الحكومة الاسكتلندية السابق حمزة يوسف. وهتف المتظاهرون "أوقفوا القصف" و"فلسطين حرة حرة" و"أوقفوا قصف المستشفيات". وردّد الحشد عبارات تنتقد رئيس الحكومة كير ستارمر. وقال "يدا ستارمر ملطخة بالدماء" و"ستارمر، ستارمر، لا يمكنك الاختباء، سنوجّه إليك اتهامات بالإبادة الجماعية". وجرت تظاهرة مماثلة في العاصمة الإيرلندية دبلن. وتظاهر مئات الأشخاص في وسط مدينة كيب تاون بجنوب افريقيا أمس وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرددون شعارات معادية لإسرائيل. كما خرجت مسيرات في العاصمة صنعاء و14 محافظة يمنية أخرى، تحت عنوان "وفاءً لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر". في المغرب، كذلك تظاهر آلاف المغاربة، بعد صلاة أمس الأول الجمعة، في مختلف المدن والقرى، استنكارًا للمجازر الوحشية المستمرة بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وتنديدًا بالعدوان "الإسرائيلي" على لبنان.
كذلك شارك الآلاف من الأردنيين في مسيرات حاشدة، يوم أمس الأول الجمعة، وقد جاءت الفعالية الأردنية والتي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وعدد من الأحزاب الأردنية، تأكيدًا على استمرار زخم التأييد الشعبي في الأردن ومختلف دول العالم انتصارًا للشعبين الفلسطيني واللبناني.
ضربة موجعة
ونتيجة لهذه الحرب الدامية والمدمرة، تلقى مسلسل التطبيع بين إسرائيل ودول عربية ضربة موجعة، يقول الكثير من المراقبين إنها أدخلته لمرحلة جمود على أكثر من مستوى. بعد معاهدة السلام مع مصر في 1979، والمعروفة بـ"كامب ديفيد"، واتفاقية "وادي عربة" للسلام مع الأردن في 1994.. عاد قطار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية ليقلع من جديد في 2020 تحت رعاية أمريكية (خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب)، في إطار معاهدة أبراهام للسلام، حاملا معه الإمارات، البحرين فالسودان ثم المغرب. وتلقى مسلسل التطبيع هذا ضربة موجعة مع هجوم "طوفان الأقصى" لحماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قبل أن ترد تل أبيب عسكريا عبر حرب "السيوف الحديدية"، والتي خلفت "معاناة مروعة" كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. ويجمع المهتمون اليوم أن هذه الحرب حكمت على مسلسل التطبيع بنوع من الجمود، وأدخلته ثلاجة الانتظار على أكثر من مستوى، لاسيما مع التنديد الواضح للدول المطبعة بالوضع في القطاع، ودعواتها المتعددة لوقف الحرب مع تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولة. هذا الواقع الفلسطيني الأليم لم يشجع حكومات الدول العربية المطبعة في الاستمرار في نهج سياسة دبلوماسية منفتحة كليا على إسرائيل. وبادرت في خضم الضغط الشعبي والوضع الفلسطيني الكارثي إلى الخروج بمواقف قوية وصارمة تجاه إسرائيل، لاسيما مصر والمغرب والأردن في توازن صعب، يمكّنها من الحفاظ على شعرة معاوية مع الدولة العبرية، ويقنع في الوقت نفسه شعوبها بأنها ترفض ممارسات الاحتلال.
تظاهرات عربية وعالمية تندد بالحرب.. عامٌ على «طوفان الأقصى» وجمود مشروع التطبيع
نشر في: 6 أكتوبر, 2024: 12:01 ص