نجحت"ثورة الجياع"كما سمها المراقبون في تونس في ارغام الرئيس زين العابدين بن علي، على التخلي عن السلطة يوم امس الاول الجمعة مما أثار حالة من القلق في المحيط العربي خوفا من انتقال العدوى اليها لاسيما الحكومات التي تقيد حريات شعوبها وتقمعها بشتى الاساليب.
وترك ابن علي السلطة بعدما أمسك بزمامها لنحو 23 عاما وقد غادر البلاد ليحط الرحال في اخر المطاف في المملكة العربية السعودية التي استقبلته بشروط قاسية بعدما رفضت دول عديدة استقباله لاسيما فرنسا وقطر وقبلهما مالطا.وقال رئيس الوزراء محمد الغنوشي في كلمة للتونسيين انه سيتولى السلطة لحين اجراء انتخابات مبكرة، فيما ساد الهدوء شوارع تونس في ظل تواجد أمني كثيف لكن بعض المحللين شككوا فيما اذا كان تغيير واجهة السلطة سيرضي المحتجين.وبعد أيام من الاضطرابات التي انتشرت من بلدات اقليمية الى العاصمة تونس وخلفت عشرات القتلى بعدما حاولت قوات الامن احتواء مظاهرات الشبان الغاضبين أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وفرضت حظرا للتجول من غروب الشمس حتى الفجر.واخفقت اخر محاولة لاعادة الهدوء وفي غضون ساعات اعلن ان ابن علي ترك السلطة.وأثار العنف والتحول السريع في مسار الاحداث قلقا في أنحاء العالم العربي حيث تواجه أنظمة حكم ضغوطا مشابهة من أعداد متنامية من الشبان والمصاعب الاقتصادية وتزايد التشدد لاسيما في الجزائر والاردن والمغرب ومصر.وقالت مؤسسة ستراتفور الامريكية لاستشارات المخاطر السياسية"يمثل سقوط ابن علي أول سقوط لنظام استبدادي في مواجهة انتفاضة شعبية في العالم العربي"سينظر الان الزعماء في أنحاء العالم العربي لاسيما في منطقة شمال افريقيا الى المثال التونسي بقلق بشأن كيف يمكن أن يتكرر الوضع في بلدانهم."وبدت تونس هادئة نسبيا مساء الاول الجمعة ولم تظهر ادلة على وقوع احتجاجات جديدة بعد اعلان الغنوشي تولي السلطة الى حين اجراء انتخابات، ومازال من الممكن سماع اصوات اطلاق نار بين الحين والاخر. وحلقت طائرات للشرطة فوق المدينة بعد ان وعد الغنوشي خلال مقابلة مع محطة تلفزيون خاصة بحماية الناس من اللصوص.وبدا ان الهدوء الذي حل بعد ايام من اعمال العنف الشديدة في الوقت الذي قال فيه بعض التونسيين ان المظاهرات قد تستأنف قريبا، وقال فاضل بالطاهر وهو شقيق رجل قتل في الاشتباكات لقناة الجزيرة ان الاحتجاجات ستستأنف قريبا مضيفا ان المتظاهرين سيعودون الى الشارع اليوم في ميدان الشهداء لمواصلة العصيان المدني الى ان يذهب هذا النظام.ولكن البعض كانوا في حالة ابتهاج بشكل اكبر. وقال محمد فاضل وهو عضو في نقابة عمالية محلية ان نحو خمسة الاف شخص تجمعوا في مدينة منزل بو زيان جنوبي تونس في الشوارع للاحتفال بمغادرة ابن علي. وتغض الدول الغربية الطرف منذ فترة طويلة عن الحكام في المنطقة الذين يوفرون لها حصنا في مواجهة الاسلاميين الراديكاليين.وقادت الولايات المتحدة دعوات دولية للهدوء واعطاء الشعب التونسي حرية اختيار حكامه.
جياع الشعب أرغموا الرئيس على التخلي عن كرسيه!

نشر في: 15 يناير, 2011: 06:25 م