TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دراما المصارف الأهلية

دراما المصارف الأهلية

نشر في: 8 ديسمبر, 2012: 08:00 م

بلغت مساهمة القطاع المصرفي في الناتج المحلي الإجمالي لسنة   2010 (85 ر 1 %)  قياساً بالدول المجاورة كالسعودية التي تبلغ مساهمة قطاع المصارف في ناتجها المحلي (9ر11%)  ومصر  (96ر14%)، (جمان حسن علي مجلة لحوار عدد/ 32  تموز 2012  ص 28).
باختصار شديد القطاع المالي تمخض فولد؟  
وكان ناتجه أقل من الضريبة أو الكمارك. وهذا المخاض يقوده القطاع العام المصرفي لما يشكله من هيمنة نوعية وكمية إذ يبلغ الـ (93%) تقريباً حصته من السيولة، أما المهضوم القطاع الخاص المصرفي إضافة لتكبيله بموجب قانون  ( 94 )  وفي مواده  ( 27 ، 28 ، 29 ، 30 ) فإنه ليس لديه لحد الآن تمثيل في سلطة القرار أو الوجود المتميز في البرلمان. فهذا اليتم الأم التنفيذية والأب البرلماني سدت الأبواب بوجهه تماماً وكانت النتائج مثلاً كما تجسدت في نكبة مصرف الوركاء وانحراف مصرف البصرة وخسارة مساهميهم ومودعيهم التي لا تغفرها الناس للذي كان السبب.
فأسباب الدراما كثيرة كماً ونوعاً أهمها أن لدى المصارف الحكومية  3ر93% من السيولة والباقي ليتيم المصارف. فهذه القسمة لا تؤهل لأي تكامل أو تعاون أو تكافؤ وذلك من خلال عدم الحاجة.  كما هي تتجسد في باقي القطاعات الزراعة والصناعة، حيث طغت التجارة النفطية بيد صاحبها ولم تعد هذه القطاعات المسكينة مهمة بقدر ما هي كم تستطيع أن تستوعب من البطالة وليس لإنتاجها لأننا الحمد لله يوفر لنا الاستيراد من عبوة ماء الشرب إلى الباص ذي الطابقين.
فالمصارف الأهلية البالغ عددها  (45 مصرفاً عراقياً وأجنبياً)  ستبقى تراوح في خانة الصيرفة وغسيل الأموال المتهم بها بعضها من باب مجبراً أخاك. عندما سدت عليه المنافذ المواد من (27 ـ 30) من قانون (94)  الذي عجز برلماننا أو حتى البنك المركزي وحتى المالية واللجنة المالية في البرلمان عن فك هذا القيد الذي يدفع التحرر منه إلى الاستثمار الحقيقي لتلعب هذه المصارف دوراً على الأقل يناسب (خرجيتهم) لماذا؟ لا نعلم إلا إذا كان هناك موقف رسمي.  فما هي مصلحة البنك المركزي في تحجيم دور المصرف الأهلي هل ليدفعه إلى دروب الشيطان لا اعتقد وما هي مصلحة المالية وما هي مصلحة اللجنة المالية البرلمانية.  في حسم مشاكل البنوك المتعثرة على الأقل.
ونحن أحوج  ما نكون إلى مصارف أهلية كما ينصحنا صديقنا صندوق النقد الدولي الذي بيده أوراق نادي باريس على الأقل.  وعرابو الصندوق من رواد الخصخصة، الناس أيضاً ينصحون فعلى الأقل يكون لنا قطاع مصرفي متقدم أحسن ما ندخل في غياهب خصخصة مشاريع القطاع العام وحتى الدخول إلى غنيمة القطاع العام تحتاج مصارف أهلية لشراء أسهمها أو المشاركة فيها.  ولكن في الختام أن من يملك القوة المالية والذي لا يعتد كثيراً باللاعبين الصغار بل فقط يعمل على دولة خدمات بتنمية مستدامة وهذا عين العقل فلنفتش عن آلياته لتسحب هذه القاطرة كل القطاعات.  
وتكون هدفاً مركزياً وفلسفة للدولة وقليل دائم خير من كثير منقطع بالتأكيد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

خلافات "الإطار" تنتظر عودة البرلمان للتضييق على رئيس الوزراء

العراق يواجه التطرف الإلكتروني: معركة جديدة بعد داعش!

الموارد تطمئن العراقيين حول الوضع المائي

البرلمان البريطاني يدعو لمحاكمة إرهابيين ارتكبوا جرائم في العراق وسوريا

تحت جلد البصريين.. حكاية ماء ملوث لم يعد يصلح حتى للزرع!

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بيل غيتس ودراويش بلاد الرافدين

العمود الثامن: الزعيم منزعجاً

العمود الثامن: الطبيب أنور وصاحب "ألوان"

العمود الثامن: نائب يكره القانون !!

أي نجفٍ بعد السيد علي السيستاني؟

العمود الثامن: إخجلوا !!

 علي حسين يخوض السياسي العراقي، وعذراً على كلمة "سياسي" التي لا تنطبق على 80 بالمئة ممن نشاهدهم على شاشات الفضائيات، معارك من اجل المغانم بحجة انهم تبحروا في علوم السياسة حتى تجاوزوا عميد...
علي حسين

قناطر: قبورنا التي تلتهمنا

طالب عبد العزيز بعيداً عن السردية الدينية التي تؤسس لمقبرة النجف(وادي السلام) يتوجب على الدولة العراقية أنْ تفكر ملياًّ في المساحات الشاسعة من الأرض التي تقضمها المقبرة، إذا ما علمنا بأن 500.000 الف جنازة...
طالب عبد العزيز

الغاز الإيراني و الفرصة التاريخية

ثامر الهيمص نعم الغاز الايراني بات درسا، بل قاسيا وضعنا في حرج شديد ووضع الحليف الامريكي في الاشد انسانيا واخلاقيا. اذ لا زال الغاز الايراني يتدفق باريحية عالية الى تركيا, فبطلت الحجة. وهكذا بلا...
ثامر الهيمص

بيت المنقسم والمعركة المؤجلة: أزمة الشرعية في ظل استحقاق انتخابي مضطرب

محمد علي الحيدري حين تقترب اللحظة الانتخابية، لا تختبر الأنظمة السياسية فقط قدرتها على التنظيم والإدارة، بل تُعرّي أيضًا بنية التفاهمات التي قام عليها التوازن السياسي في مرحلة ما. وفي الحالة الراهنة، يبدو أن...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram