الموصل/ نوزت شمدين دعا الدكتور معاذ حامد مصطفى عميد كلية البيئة في جامعة الموصل، إلى تشكيل شرطة خاصة بالبيئة، وتشريع قانون يعاقب كل من يقطع شجرة بتغريمه، جاء ذلك خلال ندوة عقدتها مديرية بلدية الموصل بالتعاون مع كلية الزراعة والغابات في جامعة الموصل حملت عنوان(لنعمل جميعا على زيادة التشجير والحد من التصحر)، قدمت خلالها (14)بحثاً، تركزت على ضرورة المحافظة على بيئة مدينة الموصل من خلال التشجير.
عبد الستار الحبو مدير بلدية الموصل قال للمدى أمس أن الباحثين ناقشوا مشروع الحزام الأخضر حول مدينة الموصل، وشددوا على حاجة المدينة لإقامته من جهتين نظرا لتمدد ظاهرة التصحر التي يعاني منها العراق عموما والموصل بشكل خاص، كضرورة لتقليل التأثيرات المناخية والبيئية الحاصلة". وأضاف أن الهدف من إقامة الندوة حث المواطنين في المدينة على زيادة التشجير أمام منازلهم، وتعزيز جهود البلدية في تشجير الساحات العامة والجزرات الوسطية. بينما ذكر مدير كلية الزراعة في جامعة الموصل، أن التصحر حقيقة واقعة بالفعل، وهي علميا تعني فقدان التربة خواصها ما يؤدي إلى قلة إنتاجيتها من المحاصيل الزراعة، وهو ما يؤثر على اقتصاد البلد، وهذه مشكلة عالمية تعاني منها الموصل أيضا، وعلينا العمل للحد من هذه الظاهرة حيث هناك عشرات القرى غمرتها الرمال في محافظة نينوى والكثير من الأراضي الزراعية فقدت إنتاجيتها نتيجة التصحر. وبين أن الحزام الأخضر الذي بحثته بعض البحوث في الندوة، سيكون سلاحا مهما لوقف تمدد التصحر تجاه مدينة الموصل، لأنه سيمسك بالتربة ويعيد خواصها إليها، ولن تكون مهمته مجرد صد العواصف وتلطيف الهواء. وأكد عميد كلية البيئة د.معاذ أن (23)عاصفة رملية شهدتها مدينة الموصل خلال فصل الصيف الماضي، في حين أن في المواسم السابقة لم يكن يسجل سوى هبوب عاصفتين أو ثلاث كأقصى حد، وذكر أن هناك عوامل كثير تسبب هذه العواصف بعضها بشرية مثل تحويل منطقة السهل الرسوبي والبساتين المحيطة بها من جهتها الجنوبية إلى مناطق سكنية، وكانت هناك 264 بستانا في بداية القرن الماضي تروى بالواسطة خصوصا من جهتها الشمالية الشرقية والجنوبية، ومع توسع المدينة لم تبق ولا مزرعة واحدة، وإذا كان رمز البصرة شجرة النخيل فرمز الموصل شجرة الفستق، لكن زراعة الفستق انتهت واندثرت مزارعها وتحولت إلى منازل. وأضاف " نحن نقول أن توسع المدينة يجب أن لا يكون على حساب المزارع، وإنما باتجاه التلال الصخرية التي لا تصلح للزراعة، للحفاظ على المساحات الخضراء الحالية والغابات وتوسيعها. واختتم أن لتخطيط العمراني الآن لا يحسب حساب التيارات الهوائية، فالمناطق الصناعية الجديدة أنشئت ضمن مسار التيارات الهوائية، والتي تنعكس تأثيراتها السلبية على المدينة بشكل مؤكد. احد المشاركين في الندوة قال : إن أي مشروع للتشجير ينبغي أن ترافقه إدامة مستمرة، وهناك تجربة في الموصل بهذا الصدد، من خلال حملة تشجير واسعة في الجزرات الوسطية وبعض المساحات الفارغة، ولم يفرز ذلك أية نتيجة بسبب قلة الاهتمام، من سقي وغيرها من الإجراءات، إضافة إلى قطعان الماشية التي تتجاوز عليها دون رقيب أو محاسب، وقال إن الحل الوحيد إزاء ذلك، أن يكون التشجير منزليا، أو بإشراف الأهالي أنفسهم، كما أن الحزام الأخضر الذي تتم مناقشته حاليا لابد أن يحول إلى مشروع ترصد له ميزانية من مجلس محافظة نينوى ضمن المبالغ المخصصة لتنمية الأقاليم، وان يتم اختيار خط للحزام بطريقة علمية دقيقة، وان تختار نوعية الأشجار المطلوب زراعتها بعناية فائقة.
باحثون يدعون إلى تشكيل شرطة للبيئة ..وفرض عقوبات على قاطعي الأشجار
نشر في: 15 يناير, 2011: 06:36 م