TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (اللي ما عنده عتيك، ما عنده جديد)

هواء فـي شبك: (اللي ما عنده عتيك، ما عنده جديد)

نشر في: 15 يناير, 2011: 08:19 م

 عبدالله السكوتيوهذه كناية عن وجوب التزام الانسان بواجب الوفاء، لأن من لايفي لصاحبه القديم، لايفي لمن صاحبه من بعده، ومن الملح المتداولة في هذا: ان جماعة من اصحاب الحديث الشريف، ابصروا شيخا ذا هيبة ووقار، وأرادوا ان يأخذوا عنه شيئا، فقالوا له: ياشيخ هل عندك حديث؟ فقال: لا ولكن عندي عتيق سنين، واذا به يهودي خمار.
ويشبه هذه الحكاية ماحدث به الاستاذ عبود الشالجي عن السيد حسن الامين، عن والده العلامة السيد محسن الامين العاملي المجتهد الكبير المتوفى سنة 1952 وكان يقيم في دمشق، ويصطاف في كيفون في لبنان، وكان في احد الايام قاصدا كيفون في سيارة، فلما وصلت السيارة الى شتورة نزل منها ركابها لقضاء مصالح لهم، وبقي السيد فيها، وكان الوقت صيفا، فخلع عمامته السوداء، فمر به احد بائعي الخمور، وكان السيد بملابسه السوداء وبلا عمامة، فحسب الرجل حسابا آخر، فأقبل عليه يرغبه في شراء الخمرة منه، ويصف له جودتها، والسيد لايزيد على الابتسام، حتى اذا انهى كلامه ضحك السيد وقال له: اننا قد تعودنا على ان نجهز انفسنا بما نحتاج اليه من اول السنة. لم يكن حديث الخمرة الا حديثا عابرا كالذي تعرض له السيد الامين من لدن بائع الخمرة، فكان السيد رحب الصدر واجاب باجابة مهذبة تنم عن ثقافة عالية، وتفهم لابناء الطوائف الاخرى واعتزاز بمشاركتهم الحياة التي تستوعب مشاعر الجميع، على اختلاف عقائدهم واختلاف ثقافاتهم، رد جميل ولطيف لايحتوي على اي من كلمات التكفير والتصفير يخرج من فم مجتهد كبير هو اقرب الى المزحة منه الى الجد، لم ينهره ولم يصده وانما اعتذر بكلمات لائقة مليئة بالاحترام، وهي تختلف عما حدث حين طرحت المدى وجهة نظرها بشأن كبت الحريات، فقامت قيامة البعض، واصبح التهديد والوعيد على قدم وساق، حتى وصلت الامور الى اننا في المدى نمثل خط المواجهة الاول (الحجابات)، ويوصي الاخرون بان نكون حذرين في طروحاتنا، والامر لايستحق هذا العناء، فهي بضعة كلمات سلطنا الضوء فيها على حقوقنا الدستورية، التي يحاول البعض متعمدا ان يغمض عينيه عنها، والحرية هي النهر الأول في قائمة المصرفات العربية كما يعبر عنها الشاعر الكبير مظفر النواب، حين ذكر نهر الكارون، والحرية آخر ما يطالب به الفرد في المجتمعات الشرقية، لانه بحسابات هذا الشرق مارق وضال، ولاغرابة على هذا في مجتمعات تعودت القهر والحرمان وادمنت الظلم والاستبداد وهي اي الحرية حق ضائع في الأول والآخر، تدفع الشعوب ثمن تحررها لتسجل هذه الانجازات بأسماء افراد لم يكونوا على لائحة المناضلين، بل هم غالبا مايكونون من متصيدي الفرص السانحة لاغير، واذا بهم يتصدرون المجالس ويفصلون بين الحق والباطل، منهم من خلع الزيتوني قبل سقوط النظام بدقائق ليستبدله بالدشداشة والعقال، ويمحص الامر في بيته بروية، ويستخرج بدلة مع ربطة للعنق ليحضر اللقاء الأول مع الاميركان في شيراتون، او يتزيا بزي آخر ويطلق من ذات الكلاشنكوف التي كان يحملها عونا للنظام السابق عدة اطلاقات ينظم خلالها الى حركة تحميه من انتقام الآخرين، ومن ثم تعطيه مركزا مرموقا يستطيع به ان يكون عونا لها، في حين بقيت الامور على ماهي عليه لبعض دفع ضريبة للحرية في زمن الديكتاتورية البغيض، واعطى من دمائه الكثير وهو الشعب الذي يرفض المساومة على مبادئه؛ ومن المؤكد ان يكتب الشعراء عن الحرية بنغمة الدماء ويرسم الفنانون صورها معبدة بدماء الاحرار وقد صدق من قال: وللحرية الحمراء باب                       بكل يد مضرجة يدق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"إسرائيل" ترفض الانسحاب الكلي من لبنان وبري يعارض الشروط

بارزاني: "قسد" لا تمثل الأكراد كافة

مقتل طالب في كلية الشرطة بهجوم مسلح

الصدر: عهداً ووعداً لن نحيد عن التمهيد والإصلاح ما حيينا

مركز الفلك الدولي يحدد الاول من شهر رمضان المبارك

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram