ترجمة: عدوية الهلالي بعد عشرين عاماً ، تتقوض الحياة الزوجية بخيانة مؤلمة فهل ينتهي كل شيء وتستسلم الزوجة أم تخوض معركة محاولة انقاذ عائلتها من الغرق؟.. الكاتبة الايرلندية كيت اوريودان تجيب على هذا السؤال في روايتها الجديدة (حب آخر) الصادرة مؤخرا عن منشورات جويل الفرنسية..
عندما ارتبطت (كوني) بزوجها (مات)، كانت قد اختارت رجلا فاتنا ورائعا و- خالياً من التعقيدات – كما تحب ان تدعوه دائما.. كانت قد وقعت في حبه وهي في سن الخامسة عشرة في المدينة الرومانية خلال احدى العطلات الصيفية، وبعد عشرين عاما وبينما كانا يزوران المكان نفسه، غزت التعقيدات حياتهما حين التقى (مات) صديقة طفولته وحبه الأول وتجدد حبهما فأقدم على خيانة زوجته لتعود (كوني) وحيدة الى لندن حيث ينتظرهما أولادهما في منزلهم الكبير.تتساءل كوني وهي في طريق العودة ان كانت قد أحبت حقاً ومن أحبت طوال تلك السنوات العشرين. تسيطر عليها صدمة الخيانة وتنهكها، لكنها، وحين تقترب من أولادها تقرر معالجة الأمر بالكذب عليهم وعلى أقاربها كذلك. تعمل كوني بهدوء على قياس ما قد تخسره وهل سيبقى لديها شيء من حب زوجها الذي حظيت به منذ مراهقتها ام ستفقده كله؟. وحين يلوح لها شبح الخسارة واضحا تشعر بالدوار وتكاد تفقد توازنها لكنها تعود فتتماسك من اجل كرامتها وحياة أولادها.. تعري كوني مشاعرها وتراجع أفكارها حول الحياة الزوجية دون اندفاع ولاجنون ودون سخط او حقد ولكن بوضوح حزين جدا ونية صارمة لأدراك ما يجري حولها ومعرفة سبب مغادرة زوجها عشها الجميل الآمن الى حضن ماضيه الطفولي..تكشف رواية (حب آخر) عن براعة نادرة في تصوير المشاعر الغامضة والمبهمة لزوج ممزق بين حب حقيقي مستقر وحب صاخب زائل، كما تستقصي مشاعر (ماري) صديقة كوني التي تشهد انهيار عائلة نموذجية طالما حلمت ببناء مثلها، ولا تنسى بالتأكيد الغوص في مشاعر المرأة المنافسة (غريتا) التي تخطف بجمالها الزوج (مات) من زوجته المحبة وتعيده صاغرا الى ذكريات ماضيه العذبة..تمنح الكاتبة الايرلندية اوريودان بطلتها كوني تماسكا رائعا وقدرة غريبة على مناقشة الامرمع نفسها ودراسة كل الاحتمالات التي قد تنشأ من فقدانها زوجها فتقرر العودة الى روما ومحاولة استرداده بطريقتها فتخوض معركة شرسة ضد مشاعر زوجها وليس زوجها ذاته وضد سلوك حبيبته وليس ضدها شخصيا لكنها لا تضمن الخروج منتصرة بعد اصطدامها بتمسك زوجها بما هو زائل وجحيمي.. بهذه الطريقة تناضل كوني لدرء التصدع في جدار حياتهما الزوجية محافظة باستمرار على تماسكها ورباطة جأشها وحبها الكبير – المشروخ من الداخل – بجرح الخيانة الزوجية ..