TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > العراق يفقد مساحاته الخضراء.. التصحر يتسارع رغم حملات التشجير!

العراق يفقد مساحاته الخضراء.. التصحر يتسارع رغم حملات التشجير!

نشر في: 9 أكتوبر, 2024: 02:47 م

متابعة/المدى

يشهد العراق تقلصًا ملحوظًا في مساحاته الخضراء على الرغم من الجهود المستمرة لإطلاق حملات التشجير، مما يشكل تهديدًا بيئيًا يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي والمناخي في البلاد. فقد ارتفعت معدلات التصحر والجفاف نتيجة للتغيرات المناخية والاستخدام الجائر للأراضي الزراعية، بالإضافة إلى التوسع العمراني غير المنظم.

وعلى الرغم من إطلاق مبادرات حكومية ومجتمعية بهدف زيادة المساحات الخضراء، مثل حملات زراعة الأشجار في المدن والمناطق الريفية، إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة. من أبرز هذه التحديات هو نقص التمويل وضعف البنية التحتية لدعم هذه المشاريع بشكل مستدام. فضلاً عن تراجع منسوب المياه في الأنهار الرئيسية كدجلة والفرات، مما يؤثر على توفر المياه اللازمة للري.

وتشير تقارير بيئية إلى أن العراق فقد جزءًا كبيرًا من غاباته ومساحاته المزروعة خلال العقود الأخيرة، حيث زادت وتيرة إزالة الغابات والتصحر بسبب عوامل متعددة منها الحروب المتتالية، بالإضافة إلى الإهمال البيئي. كما أن سوء التخطيط الحضري ساهم في تقليص المساحات المفتوحة المخصصة للزراعة والتحريج داخل المدن.

وبالرغم من هذه التحديات، تستمر الدعوات لتكثيف حملات التشجير وتفعيل السياسات البيئية الحكومية لتعزيز الغطاء النباتي، إذ يُنظر إلى التشجير كأحد الحلول الرئيسية لمكافحة التغير المناخي والحد من آثار التصحر. لكن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تنسيقًا أكبر بين مختلف الجهات المعنية، بالإضافة إلى توعية مجتمعية شاملة حول أهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.

وقال عضو مرصد "العراق الأخضر" عمر عبد اللطيف، إن "المساحات الخضراء تقلصت من نحو 50 إلى 17 بالمائة بسبب التغيرات المناخية، أبرزها ندرة المياه وعدم اهتمام المواطنين بالزراعة وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب وجود تقصير واضح في توفير المساحات الخضراء من قبل المواطنين والجهات المسؤولة".

وأردف، أن "العراق بحاجة إلى مساحات خضراء، وأن توفير مساحات خضراء يستغرق من عام إلى عامين، لذلك يجب المباشرة بها مبكراً لأن المستقبل مرعب من ناحية التغيرات المناخية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والتلوث"، مبيناً أن "في هذا العام يلاحظ ارتفاع درجات الحرارة على نحو غير طبيعي ما يتطلب إعادة النظر بكل الخطط وجعل المساحات الخضراء هي الأساس لإنعاش الأجواء ومزاج العائلة العراقية".

وجدير بالذكر أن المساحات الخضراء تعمل على تحسين جودة الهواء والصحة العامة والترفيه والترويح عن النفس، ثم إنَّها تساعد على تخفيض درجات الحرارة وامتصاص الملوّثات، وكذلك الحماية من الأشعة فوق البنفسجية وتقليل حدة الضوضاء والشعور بالاكتئاب.

من جهته، يقول الناشط في مجال البيئة والزراعة، فلاح حسن، أن "غياب المساحات الخضراء في المدن سببه السياسة الحكومية والأوضاع التي شهدها العراق بعد سنة 2003، وأن "في دول العالم هناك قوانين تمنع تغول الأسمنت على المساحات الخضراء".

وأكمل، أن "المباني تحتفظ بالحرارة في ظل غياب الغطاء النباتي، لذلك تعد المساحات الخضراء حاجة ملحّة، وليست ترفاً كما تراها بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية".

وطالب حسن، حكومة بغداد ووزارة الزراعة والدوائر المعنية بالاهتمام بعمليات التشجير وزيادة المساحات الخضراء، فضلاً عن دعم المبادرات الأهلية وعدم الاعتماد على الغابات القديمة، بل العمل على تكوين غابات جديدة وزراعتها بأشجار ملائمة لظروف البلاد الحالية.

وتؤكد وزارة الزراعة العراقية، أن البلاد بحاجة إلى زراعة أكثر من 15 مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي يقضي على التصحر، فيما يرى مختصون أن إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بالنفايات الضارة من العوادم والمصانع وغيرها.

ويحتل العراق المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثاً، فيما جاءت العاصمة بغداد بالمرتبة 13 من بين المدن العالمية خلال عام 2022، وذلك وفق مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء.

ويضرب التغير المناخي العراق بقوة خلال الأعوام القليلة الماضية وبصورة غير معهودة، حيث يعد خامس الدول الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية العالمية وفق وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة.

ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جراء التصحر، ثم إنَّ أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50 في المائة وفق تصريحات رسمية.

ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، فقد باتت مساحات الغابات في العراق لا تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 2% من إجمالي مساحة البلاد.

ويُعاني العراق من نقصٍ حادٍ في المساحات الخضراء، حيث تُقدر المساحة الخضراء لكل فرد بـ 0.2 دونم فقط، وهو ما يقل بكثير عن المعدل العالمي البالغ 12 دونماً، كما تُعدّ كثيراً من المدن العراقية من أكثر المدن تلوّثًا في العالم، حيث تُساهم كثافة السيارات والمصانع في تلوّث الهواء بشكلٍ كبير.

وتُؤدّي تغيرات المناخ إلى تفاقم هذه المشكلة، حيث تُؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، مما يُؤثّر سلبًا على نموّ الأشجار والنباتات. كما تُؤدي قلة الأمطار إلى شحّ المياه، وهو أمرٌ ضروريّ لريّ المساحات الخضراء والحفاظ على صحتها.

وإضافةً إلى ذلك، تُؤدي العواصف الرملية المتكررة إلى دفن الأشجار والنباتات، مما يُؤدّي إلى موتها، ويُمكن ملاحظة تأثيرات تغيرات المناخ على المساحات الخضراء في العراق بشكلٍ واضح، حيث تُعاني كثيراً من الحدائق والمتنزهات من الجفاف، كما أنّ الأشجار والنباتات تُصبح أكثر عرضةً للأمراض والآفات.

المصدر: وكالات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أزمة جديدة تضرب سوق العقارات في العراق بعد ضريبة تصل إلى 100%

"إسرائيل" تُهدد بقصف أكثر من 35 موقعاً في العراق

طقس بارد ينتظر العراق في هذا الموعد

حجز ضابط استخبارات وعزل آمر في الجيش بعد كمين زغيتون الدامي

واشنطن بوست: 20 صاروخا إيرانيا سقط في قاعدة جوية إسرائيلية

مقالات ذات صلة

العراق يفقد مساحاته الخضراء.. التصحر يتسارع رغم حملات التشجير!

العراق يفقد مساحاته الخضراء.. التصحر يتسارع رغم حملات التشجير!

متابعة/المدى يشهد العراق تقلصًا ملحوظًا في مساحاته الخضراء على الرغم من الجهود المستمرة لإطلاق حملات التشجير، مما يشكل تهديدًا بيئيًا يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي والمناخي في البلاد. فقد ارتفعت معدلات التصحر والجفاف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram