خاص/المدى
في ظل تواصل التوترات التي تشهدها مدن جنوب لبنان واشتداد الصراع بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله، أعلنت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين إطلاق حملة كبرى لإغاثة العائلات اللبنانية.
وقال المفوض السامي في المنظمة، ماجد الركبي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "الحملة التي انطلقت تحت عنوان لبنان في قلوبنا هي حملة إغاثية إنسانية لدعم الأسر النازحين والفارين جراء الحرب"، مستدركاً أن "المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين وحقوق الإنسان تعمل على إرساء السلام ومساعدة النازحين جراء الصراع المستمر في لبنان وفلسطين"، داعياً إلى "الإسراع بالتدخل الفوري لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة".
وأردف، أن "المنظمة الدولية لحقوق الإنسان سجلت لغاية اليوم 250 ألف مهجر، ونحو 2500 قتيل و10000 جريح لذلك يجب على الجميع ان يعملوا على تقديم يد العون للتخفيف عن معاناة العائلات اللبنانية".
وأبدى الركبي "مخاوفه من جر المنطقة إلى حرب يدفع ثمنها الأبرياء لأن الحرب الدائرة في لبنان بين إسرائيل وإيران قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى ستنعكس بداعيات كبيرة على العراق والمنطقة".
وفي ظل محاولات بعض الجهات المسلحة جر العراق إلى الصراع الدائر في المنطقة عبر المفوض السامي للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين عن "أمله بتدخل عاجل من الحكومة العراقية للتعامل مع الأمر بحكمة كبيرة لتحييد العراق وإبعاده عن هذا الصراع الذي من شأنه ان يحمل البلد أعباءً كبيرة".
وشهدت الحملة اقبالا كبيرا على إرسال المساعدات العينية والمواد الغذائية التي تحتاج إليها الأسر التي نزحت نحو المناطق الآمنة حاليا.
وقال الناشط المدني، شاخوان صباح، إن "عددا من الناشطين في مدينة اربيل تطوعوا لجمع التبرعات العينية وان المنظمة الدولية للهجرة لن تستقبل أية أموال فقط، وإنما ستستقبل المواد الغذائية والعينية"، مشيراً إلى أنه "من الضروري المساهمة بالسبل المتاحة من قبل ميسوري الحال سيما، ومع اقتراب فصل الشتاء فإن الأسر تحتاج الأغطية والوقود ومستلزمات الحياة اليومية الأخرى".
واقبل كثيراً من المواطنين والتجار وأصحاب الشركات الكبرى للتبرع بتلك المساعدات العينية التي تحتاج إليها العائلات اللبنانية .
وتعيش مدن جنوب لبنان توترات كبيرت وموجات ونزوح مستمرة لمئات الآلاف من الأسر بعد ان دخلت إسرائيل بحرب مفتوحة مع عناصر حزب الله.
وتزامنا مع حملة لبنان في قلوبنا بدأت كثير من الشركات والمصانع في إقليم كردستان، وكذلك مدن وسط وجنوب العراق بتزويد هذه الحملة بالمساعدات العينية التي من شأنها التخفيف عن وطأة الظروف القاسية التي تتعرض إليها الأسر النازحة.
إلى ذلك، أكد خليل خوشناو، وهو صاحب مصنع في اربيل، خلال حديث لـ(المدى)، إن "هناك وقوفا وتعاطفا كبيرا من أهالي إقليم كردستان مع الشعب اللبناني حيث اتفق كثير من التجار وأصحاب المصانع مع المنظمات الدولية لرفدها بالمساعدات العينية العاجلة بغية إرسالها إلى الشعب اللبناني الذي يعاني ظروفا عصيبة جراء النزوح المستمر"، مؤكداً أن "الشعب اللبناني يعاني الأمرين جراء الظروف القاسية التي يعيشها خلال فترة الحرب المستمرة في الجنوب اللبناني التي تسببت بنزوح إعداد كبيرة من المواطنين".
يشار إلى أن "الحكومة العراقية خصصت في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت الثلاثاء المصادف 8-10-2024 مبلغ ثلاثة مليارات دينار عراقي لتقديم الدعم والمساعدة للعائلات اللبنانية التي قدمت إلى العراق، بسبب الحرب الإسرائيلية على بلادها، وسط تأكيدات بوصول أكثر من ثمانية آلاف لبناني إلى العراق حتى الآن".
كما وصل الآلاف من المواطنين اللبنانيين إلى مدن عديدة في العراق عبر منفذ القائم الحدودي ومطار بغداد الدولي وسط تسهيلات كبيرة مقدمة إليهم .