TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: أين اختفى نور زهير؟

العمودالثامن: أين اختفى نور زهير؟

نشر في: 13 أكتوبر, 2024: 12:26 ص

 علي حسين


هل تعرف عزيزي القارئ ما هي المشكلة المزمنة التي نعاني منها في بلاد الرافدين ، انها الذاكرة .. الكثير منا لا وقت لديه لكي يتذكر احداثا جرت قبل اشهر ، فهو مشغول البال بالترند الجديد الذي يكتسح مواقع التواصل الاجتماعي ، لا مكان لمراجعة الاحداث ، ولا سؤال عن القضايا التي كانت تشغلنا قبل اسابيع قليلة واصبحت اليوم بلا اجابات ، بل ان البعض يريد لها ان تغيب في دهاليز النسيان ، قبل أيام كنت أقرأ خبراً عن فتاة أمريكية تعاني من مشكلة صحية حيرت الكثير من الأطباء حيث أن ذاكرتها تعيد ضبط نفسها كل ساعتين، ووصل بها الحال أنها لا تتذكر الناس الذين قابلتهم في نفس اليوم. وقال الأطباء إن الفتاة تعاني من مرض اسمه "ذاكرة السمكة" الذي يقول العلماء إن صاحبتنا السمكة تعاني الضعف في مسألة الذاكرة .
تذكرت السمكة وذاكرتها وأنا اتابع اخبار" الفتى المدلل " نور زهير ، فقد عشنا مع اخباره ، ولم يكن يمرّ يوم من دون أن نقرأ أو نسمع عن سرقة القرن، وكيف أن الدولة مهتمة باستعادة الأموال التي نهبت في وضح النهار.. والأموال كما يعرف جنابكم الكريم تقترب من ثلاثة مليارات دولار، وفي كل مرة نسمع جعجعة فقط ، ولا نرى افعالا باستثناء التصريح " الحاسم " الذي فاجأنا به القاضي ضياء جعفر حيث اخبرنا " مشكورا " بانه كان وراء قرار اطلاق سراح نور زهير ، اما قرار سفره فربما صدر عن جهات عليا اخرى من اجل ان يعيش الرجل حرا يتمتع بما لديه من أموال ، فيما نحن منشغلون بـ " ترند " جديد يعيد ضبط ذاكرة هذا الشعب.
يكتب الحائز على نوبل للآداب وول سوينكا: "تعلمت أن لا أثق أبداً في سياسي"، وأعتقد أن العراقيين اليوم وبعد 21 من تحارب الفشل لا يثقون بالساسة، مثلما لا يصدقون ان هذه البلاد ستعيش عصر النزاهة ما دامت الفضائيات مصرة ان تذكرنا اننا نعيش عصر حميد الهايس .
بعد 21 عاما لا بد ان نؤمن ان بناء هذا البلد لا يتم عبر الخطابات والاهازيج . إننا، أيها السادة، نعيش الآن، صراع الوجود لا صراع الطائفية. وفي نهاية هذه المعركة ثمة طريقان: أما بلاد تسعى للمستقبل، واما الاستمرار في البحث عن أصحاب "ذاكرة السمكة".
المشكلة الكبرى في هذه البلاد أن الجميع يتحدث بالقانون، لكنه يرفض التمييز بين العدالة والكوميديا، وفي الدول العادية يكون القانون سيفاً قاطعاً لمحاربة سراق المال العام. أما في بلاد الرافدين فنجد المسؤول والسياسي يصر على اننا شعب بلا ذاكرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

صحة الأنبار تُغلق مطعمين وتتلف مواد غذائية في هيت

صادرات الصين إلى أميركا تهبط بأعلى وتيرة منذ 2020

حرارة أربعينية في محافظات وسط العراق وجنوبه مصحوبة بغبار

شفاء الـ214 حالة المصابة بالتسمم في الفلوجة

"إسرائيل": تأكدنا من التعرف على جثة محمد السنوار

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"دربوا طلاب الدكتوراه ليكونوا مفكرين لا مجرد متخصصين"

العمود الثامن: من ترامب إلى المالكي

العمود الثامن: ماذا فعلت بنا الديمقراطية ؟!

العمود الثامن: سفير "كامل الدسم"

العباءة الزينبية و"بلاغة السوق" في زمن التديّن السلطوي

العمود الثامن: من ترامب إلى المالكي

 علي حسين اتابع مما يكتبه الدكتور عماد عبد اللطيف سالم، سواء المقالات التي ينشرها على صفحته في موقع الفيسبوك، او التي تنشرها له بعض المواقع الاعلامية، قبل ايام نشر الدكتور عبد اللطيف مقالا...
علي حسين

كلاكيت: سميحة أيوب سينمائيا

 علاء المفرجي بالرغم من الصفة التي خٌلعت عن الفنانة الراحلة سميحة أيوب وهي (سيدة المسرح العربي)، لحضورها الدائم والمتألق على خشبة المسرح، إلا ان أن أيوب كانت لها حصة كبيرة في السينما تجاوزت...
علاء المفرجي

متى يصبح العراق أولاً؟

عصام الياسري كلما تظهر على السطح ملفات السيادة الوطنية العراقية للنقاش، من خور عبد الله جنوبا إلى آبار النفط على حدود إيران شرقا، يجد العراقي نفسه أمام مشهد يتكرر بتفاصيله الموجعة: تنازلات تمرر بصمت...
عصام الياسري

العباءة الزينبية و"بلاغة السوق" في زمن التديّن السلطوي

سهام يوسف علي في خضم هذا الركام الذي نعيشه، خرجت علينا رئيسة لجنة البيئة (!) في مجلس محافظة بغداد بمقترح لاعتماد "العباءة الزينبية" زيًا رسميًا في دوائر الدولة للموظفات. لا نعرف بالضبط أي علاقة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram