بغداد/ وائل نعمة اكدت مصادر مسؤولة في الشرطة المحلية لمدينة بغداد قيام لجنة خاصة –كما اسمتها- من قبل مجلس محافظة بغداد بالملابس المدنية وبسيارات الدفع الرباعي الحكومية وبهويات المجلس، باقتحام جمعية اشور بانيبال، وتكسير وتحطيم الاثاث ومصادرة بعض الممتلكات.
المصدر الذي رفض ذكر اسمه، اشار لـ"المدى"الى ان اللجنة قامت باستقدام دوريات من قبل احد مراكز الشرطة القريبة من مكان الحادث، بالاضافة الى دوريات النجدة والشرطة الاتحادية.rnولفت المصدر إلى ان الدوريات وقفت امام الجمعية"متفرجة"-على حد قوله- وهي تراقب تصرفات اللجنة التي كسرت الباب ودخلت الى البناية وكسرت الاثاث وعبثت بالممتلكات وصادرت بعضها.ويوضح المصدر ان مجلس محافظة بغداد هو السلطة الاعلى في المحافظة وهو يمتلك الحق في امرة شرطة بغداد وحتى قائدها، ونحن لانملك غير تنفيذ الاوامر.مؤكدا في الوقت نفسه ان الجمعية كانت مغلقة. ومااشيع حولها بانها مازالت مستمرة في بيع الخمور وانها تقف ضد قرار مجلس محافظة بغداد بغلق كل محال الخمور والنوادي لااساس له، لان المصدر ذكر ان اللجنة قامت بكسر الباب الرئيسية.واشار الى ان الممتلكات التي تم التحفظ عليها في مركز الشرطة القريب من الحادث مولدتين فقط، مشددا ان الممتلكات ستعود الى اصحابها بعد ان يثبت القاضي عائديتها.وكان العاملون في الجمعية اكدوا لـ"المدى"في وقت سابق، قيام المهاجمين بسرقة أربع أجهزة موبايل فضلا عن جهاز طابعة واستنساخ و(لابتوب)، وقاموا بتخريب كل محتويات الجمعية، فضلا عن محاولتهم فتح خزنة تحتوي على اموال لغرض سرقتها.ومن جهة اخرى اكدت مصادر الشرطة ان من حق الاشخاص الذين تعرضوا لضرر تقديم شكوى ضد مجلس المحافظة، لكن في الوقت نفسه اوضحت المصادر ان لااحد قدم شكوى ضد اي جهة، معتقدة انهم يخشون تقديمها، بسبب تعرضهم لتهديد من قبل تلك اللجنة، والحال ينطبق على محلات الخمور التي تم مهاجمتها من اللجنة نفسها في منطقة الكرادة قبل ايام، والتي اعطاها القاضي الحق بتقديم الشكوى لكن لم يتقدم احد باي شكوى.كما نفى المصدر ان يكون تحرك اللجنة التابعة لمجلس محافظة بغداد على اساس شكوى قدمت من الاهالي القريبين من الجمعية الى مركز الشرطة، كما قالت بعض الانباء ان مهاجمة الجمعية جاء على اساس نداءات وشكوى قدمت من الاهالي.بالمقابل اكد المقدم مشتاق طالب مدير اعلام شرطة بغداد انه لايمكن لمجلس محافظة بغداد مداهمة مكان او مصادرة ممتلكات مالم يكن بمرافقة الشرطة المحلية. رغم عدم علم"المقدم"بملابسات الموضوع.لكن في الوقت نفسه اخلى طرف الشرطة من اي عمل عشوائي او عمل غير مهني واشار إلى ان اي اتهامات قد تصدر من البعض ضد الشرطة فهي تستهدف تشويه سمعتها والنيل من منجزاتها.وكانت قوة أمنية اقتحمت في ساعة متأخرة من ليلة الخميس الماضي مقر جمعية آشور بانيبال الثقافية وسط بغداد وهي مؤسسة مدنية تعنى بنشر التراث الثقافي السرياني.وقالت رئيسة الهيئة الإدارية للجمعية جنان صليوا في تصريحات صحفية إن القوة تسببت بإحداث أضرار مادية، وطالبت كبار المسؤولين في الحكومة بالتدخل والحد من هذه الهجمات التي يتعرض لها المكون المسيحي في العراق.من جانبه اكد عبدالكريم ذرب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد في اتصال مع (المدى) بان المجلس بريء من هذا الحادث، وبصفته رئيس اللجنة فانه يشدد على ان العمل هو ارهابي وانهم يحاولون ان يلصقوا التهمة على المجلس نظرا لانجازاته الكبيرة-على حد وصفه.كما اشار الى امكانية لجوء المتضررين الى القضاء لرفع شكوى ضد الجهات التي قامت بمهاجمتهم لاننا نعيش وعلى حد وصفه باجواء ديمقراطية بعيدة عن الارهاب والميلشيات التي يتهمها في الوقت نفسه بمهاجمة الجمعية!مؤكدا ان المتضررين في الحادث هم"اخواننا"! والمجلس يقف مع المواطن ولا يقبل بالضرر لأي شخص.من جانبها اكدت هناء ادور الناشطة في مجال منظمات المجتمع المدني لـ"المدى"ان الجهات الرسمية ووزارة الداخلية لم تتحرك ولم تعلق على الحادث، وحتى رئيس الوزراء الذي يمسك بحقيبة الداخلية بالوكالة لم ينف ولم يؤكد.واشارت إلى ان موقف مركز شرطة المسبح غريب ايضا، لانه لم يعلق على الحادث ولم تصدر منه اي اشارة.من جانب اخر تعتقد ادور ان هناك تشجيعاً على الحادث، كما قرأته من تدرج الاحداث، بالوقت الذي يتحدث الجميع عن حماية المواطنين والاقليات والحريات العامة.لافتة الى ان السكوت كما نعرف بانه"علامة الرضا"، فهل القائمين على البلاد راضون؟الجدير بالذكر ان الجهات الرسمية لم تصدر اي بيان او تعليق ولم توعز بتشكيل لجنة تحقيقية كعادتها، والتي يعدها الناشط في مجال حقوق الانسان وليم وردة من الايجابيات، لانه يعتقد ان اي قضية تريد ان تئدها في مهدها فاعد لها لجنة تحقيقية، مؤكدا ان الاوساط السياسية تدرك ان اللجان لاتنفع ولاتضر.وليم وردة رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان يجد ان الغموض يلف قضية الجمعية، لانه وحسب قوله تابع وحاول ان يتقصى الحقيقة وراء مداهمتها، فهو لايعلم ان كان الامر خطأ او مقصودا، سيما ان الجمعية هي منبر فني وثقافي ويجتمع فيها عدد