اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > فـي ضوء ثورة الياسمين الشعبية ..احذروا ثورة الفقراء والمحرومين وغضبهم!

فـي ضوء ثورة الياسمين الشعبية ..احذروا ثورة الفقراء والمحرومين وغضبهم!

نشر في: 17 يناير, 2011: 05:03 م

طارق الجبوريما زالت أحداث ثورة الياسمين في تونس تستقطب اهتمام الكتاب والمحللين السياسيين  في ارجاء العالم كافة خاصة في محيطنا العربي الذي لم يألف نجاحاً شعبياً في التصدي للمستبدين من الحكام منذ فشل ثورة الزنج في البصرة ، تلك الحركة التي قادها علي بن محمد في القرن التاسع الميلادي (869الى883م،255الى 270هـ)
ضد المستغلين من ملاك الاراضي الكبار، وفيها استطاع " البرقع" او " المقنع " من استقطاب بعض القبائل العربية الى جانبه لتتحد مع العناصر الزنجية الثائرة ، من اجل الحرية والعيش الكريم .rn وبغض النظر عن الآراء بشأن الثورة الشعبية التونسية ومآلها الذي نتمنى ان يكون لصالح الشرائح المسحوقة واهدافها ، فان نجاحها يؤكد حقيقة سبق ان اطلقها الفيلسوف سقراط عندما(تنبأ قبل ماركس) بأن الصراع بين الاغنياء والفقراء، هو السبب الرئيس للثورات ، أي ما اصطلح عليه في ادبيات الفكر الماركسي لاحقاً (حتمية الصراع الطبقي) ، ما يعني بالنتيجة ان هنالك خللاً كبيراً ، ما زال سائداً في المجتمعات كافة ، بما فيها ما يصطلح على تسميتها مجتمعات الرفاهية ، التي تتيح فسحة الحريات فيها الى غلبة سيادة مفاهيم التطور والاصلاح لإحداث التغييرات الاجتماعية كبديل عن طريق الثورة التي تؤجج اوارها مظاهر القمع والاستبداد والدكتاتورية ، وما أكثرها في مجتمعاتنا العربية التي اعتادت تسخير المبادئ لصالح الحكام وضمان بقائهم في السلطة .وبشكل عام فقد كانت الثورة ومنذ اقدم الازمنة تعبيراً قوياً عن حالة الرفض لما هو سائد من ظلم ودعوة لتغيير جوهري في الاوضاع السياسية والاجتماعية ، واعتاد المهتمون بالشأن السياسي على التفريق بين الثورة والانقلاب على نظام الحكم، فالثورة يقوم بها الشعب بنفسه من اجل تغييرات كبيرة، في حين ان الانقلاب ابطاله رجال الحكم سابقاً والذين استعيض عنهم بالعسكريين في دول ما يسمى بالعالم الثالث يهدفون من ورائه إعادة توزيع السلطة حسب .وشهد التاريخ عبر مراحله ثورات كبرى ، بقيت رغم فشل بعضها نبراساً للمضطهدين  وكانت أول ثورة في التاريخ البشري ثورة -لوكال زاكيزي - في العراق وكان من مبادئها :توزيع الثروة بشكل عادل ومضمون وإلغاء القوانين القديمة واستبدالها بقوانين جديدة كي يحصل الشعب على حقوق مدنية جديدة معترف بها من قبل السلطات . كما يعتبر اوروكا جينا أول مصلح اجتماعي، قام بأول انقلاب اجتماعي في التاريخ. كما يعتبر الكثير من المؤرخين إنها أول ثورة اجتماعية في التاريخ البشري، ومنها عرفت أو تذكر كلمة الحرية لأول مرة في التاريخ باسمها السومري. وأوروكا جينا هو ملك لكش (لجش) (2363 - 2355) قبل الميلاد ، ويعرف (اور - انم - كينا) أي مدينة الكلمة الصادقة ، وثورة سبارتكوس في إيطاليا التي ( وقعت حوالي سنة ٧٣ قبل الميلاد ضد الرومان ، إلاّ أنها فشلت بسبب عدم وجود لغة موحدة يتفاهم بها الثائرون وذلك يعود الى كونهم من شعوب مختلفة وقوميات متعددة.وبدأت الثورة ب ٧٠ رجلا بقيادة اسبارتاكوس ، الذي أسر وبيع كعبد لأحد الرومان الذي كانت لدية مدرسة لتدريب العبيد ، لاستخدامهم مبارزين ومصارعين في حلبات خاصة تقام لاجل المتعة، فثارهو والعبيد الآخرون الذين كانوا معه، وألحقوا هزائم عديدة بالجيش الروماني إلى ان قتل في آخر معركة ، وبموته انتهت الثورة وصلب العبيد الآخرون في الساحات العامة،وعلقت  روما٦٠٠٠ ثائر من أرجلهم ورؤوسهم وتراجع بذلك العبيد ، وخضعوا لنظام الرق والعبودية طوال٢٠٠٠ عام بعد ذلك ، ولم يبق من ثورة - أسبارتاكوس - إلاّ الذكرى المؤلمة والموجعة . وقد يكون مناسباً الإشارة الى نماذج من الثوريين الذين رسموا لنا طريق الثورة منذ ذلك الحين في مجتمعنا العربي ، غير ان الكثير منا حاد عنه وحرّفه، وفي مقدمتهم الامام علي وابنه الحسين عليهما السلام و الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري عندما تحدى جبروت معاوية وانتقد استئثار الاغنياء بالاموال في الشام ، فكان ان شكاه معاوية الى الخليفة عثمان بن عفان الذي امره بالتخلي عن خطابه الاسلامي (الثوري)، وعندما رفض  أمر عثمان بنفيه الى احدى قرى المدينة البعيدة (الربذة) ليموت فيها وحيداً كما وعده رسول الله (ص)، دون ان ننسى ما كان يقوم به شاعر الصعاليك عروة بن الورد من غزوات على اموال الاغنياء ليوزعها على الفقراء تعبيراً عن رفضه الاستغلال . وتعاقبت ثورات الفقراء في التاريخ الحديث التي كان من ابرزها الثورة الفرنسية 1798 والثورة الروسية في 1917، ليتطور معهما مفهوم العدالة وإلغاء الاستغلال وتوفير فرص عمل عادلة للجميع دون اي تمييز وتوفير التعليم وغيره . وقد يكون مناسباً ان نستذكر بأسى جزءاً من نداء البيان الشيوعي الاول عام 1948عندما أشار إلى ضرورة الثورة فقال (ليس لدى الطبقة العاملة ما تخسره سوى قيودها ، لكنّ أمامها عالماً لتكسبه ، يا عمال العالم اتحدوا)، ونتوقف عند مستوى التراجع الذي وصلنا إليه الآن في مجالات تحقيق العدالة الاجتماعية والكفاية ، وانحسار دور القوى والحركات القادرة فعلاً

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram