ترجمة / حامد أحمد
نقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن محليين ومسؤولين امنيين وعسكريين غربيين توقعاتهم بعودة تهديدات داعش على مستوى المنطقة والعالم مشيرين إلى ان التوترات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والوضع الهش في سوريا يتيح للتنظيم إعادة تجميع صفوفه وكسب مجندين جدد في وقت تتوقع فيه الولايات المتحدة تضاعف أعداد عناصر داعش ما بين العراق وسوريا الى 2500 مسلح.
وتشير التلغراف الى انه رغم العملية الامنية المشتركة التي نفذتها قوات كوماندوز عراقية وأميركية محمولة في صحراء الأنبار بتاريخ 29 آب بمشاركة 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية والتي تعتبر الأكبر منذ سنوات وأسفرت عن مقتل 14 عنصرا من داعش عبر مواجهة استمرت لساعات بضمنهم أربعة قياديين ومقتل زعيم داعش في العراق، احمد العيثاوي، فإن ذلك يشير الى ان تهديد التنظيم وبعد القضاء عليه في عام 2017 في العراق وطرده من آخر معقل له في سوريا بتاريخ 2019، فانه ما يزال موجودا في المنطقة ويشكل تهديدا للعالم اجمع.
وبينما يستمر التواجد العسكري الأميركي في المنطقة والعالم بالتضاؤل تدريجيا، فان مجاميع مسلحة متطرفة لها ارتباطات بالقاعدة وداعش بدأت تعيد تجميع صفوفها وتنشط عبر وادي بانشير في أفغانستان امتدادا الى سلسلة جبال بونتلاند الصخرية في الصومال.
مدير جهاز المخابرات العسكرية البريطانية MI5، كين ماكلوم، أصبح أحدث مسؤول أمنى عالمي يحذر من مغبة عودة تهديدات التنظيمين الارهابيين وخصوصا تنظيم داعش وما يشكله من تهديد لبريطانيا.
وقال المسؤول الأمني ماكلوم في تصريحات صحفية "تنظيم داعش اليوم هو ليس بنفس القوة التي كان عليها قبل عقد من الزمن. ولكن بعد سنوات قليلة من تثبيت نفسه من جديد، بدأ يستأنف جهوده لتصدير الإرهاب".
وقال ان هذا العام وفي كانون الثاني نفذ عملية خارج منطقة تواجده، حيث تعرضت إيران لأعنف هجوم إرهابي بتاريخها الحديث نفذه تنظيم داعش باستهداف تجمع جماهيري تأبيني في ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بطائرة مسيرة أميركية في 2020 راح ضحيته أكثر من 100 شخص.
وبعد ذلك الحادث بشهرين، فتح مسلحون من تنظيم داعش النار على تجمع في قاعة احتفالات في موسكو قتل فيها 154 شخصا، في حين أحبطت وكالة المخابرات الأميركية CIA في آب الماضي محاولة لداعش بتفجير قاعة حفل غنائي لمطربة أميركية في فيينا.
وأشار التقرير الى ان الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان وعودة حركة طالبان للسلطة قد مكن من إعادة احياء كل من تنظيمي القاعدة وداعش على الأرض الأفغانية على الرغم من أسباب مختلفة أخرى، حيث وفرت عناصر متنفذة من داخل طالبان الحماية والدعم للقاعدة وازدادت قوة ونفوذ حتى بعد مقتل زعيمها أيمن الظواهري بهجوم طائرة مسيرة أميركية على مقره في كابول عام 2022.
من جانبه، حذر قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية الجنرال، مايكل كوريلا، من ان تواجد مسلحي داعش في العراق وسوريا قد تزايد على نحو سريع بحيث انه أصبح قادرا على تنفيذ هجمات في الخارج، متوقعا تضاعف اعداد مسلحي داعش في العراق وسوريا الى 2500 عنصر، في حين ان البيئة المضطربة في المنطقة ما بين الحرب في غزة ولبنان توفر مجالا وفرصة لتجنيد المزيد من المسلحين.
بينما انتهى وجود التنظيم في العراق سوى بعض الجيوب التي هي تحت الملاحقة، فان الولايات المتحدة تبذل جهدا لاحتواء نمو تواجد داعش في بادية البلد المجاور سوريا، حيث المنطقة الصحراوية الى الضفة الغربية من حوض الفرات، الخالية من أي تواجد أمنى، يستغلها التنظيم لتدريب مجندين شباب ليصبحوا انتحاريين.
وكانت هجمات تنظيم داعش في سوريا قد ازدادت الى أكثر من ضعف خلال هذا العام وذلك على الرغم من زيادة الضربات الجوية الأميركية ضد اوكار التنظيم داخل الأراضي السورية التي كانت آخرها الضربات الجوية التي نفذت الجمعة الماضية بتاريخ 11 تشرين الأول على عدة أهداف للتنظيم هناك.
ومع احتفاظها بـ 2500 جندي في العراق و900 جندي آخر في سوريا، فان الموقف العسكري الأميركي في المنطقة يتجه نحو التقليص خصوصا مع تعرض قواعده في المنطقة لهجمات من فصائل مسلحة مدعومة من إيران. وفي هذه الاثناء توصلت الحكومة العراقية لاتفاقية تمهيدية مع واشنطن ستفضي الى تقليص تواجد القوات الأميركية في العراق ومغادرتها البلد عبر السنتين القادمتين.
من جانب آخر يحذر خبراء من احتمالية فشل الجهود الأميركية في احتواء تنظيم داعش في سوريا بدون اسناد وغياب تواجد لها في العراق. مع ذلك يقول الخبير الأمني بشؤون الشرق الاوسط، جوشوا لاندز، من جامعة اوكلاهوما، بان الحل العسكري لوحده لن يكون قادرا على حل المشكلة، محذرا من ان سوريا ستبقى بيئة خصبة لنمو داعش من جديد طالما ان البلد ما يزال وضعه هشا ومقسما الى ثلاث مناطق متفرقة جزء تحت سيطرة تركيا وآخر تحت سيطرة قوات سورية كردية مدعومة من الولايات المتحدة والآخر تحت سيطرة النظام الحاكم.
وأضاف الخبير الامني لاندز بقوله "داعش بإمكانه النمو مرتكزا على هذه المناطق الثلاث المتفرقة داخل سوريا الخالية من أي تواجد أمنى ويستطيع الإفلات من الملاحقة لأن القوى المتنفذة في هذه المناطق تعتبر الطرف الآخر هو عدوها الرئيسي وليس داعش".
- عن التلغراف البريطانية