متابعة / المدى
شهدت العاصمة بغداد صباح أمس الاثنين تلوثا واضحا في الهواء حيث يسيطر ما يعرف بـ»الضباب الدخاني» على الأجواء بشكل واضح، الامر الذي دفع العديد من المواطنين لالتقاط صور لأجواء بغداد الان ونشرها على مواقع التواصل.
ويتضح لجميع من يتواجد في بغداد حاليا، وجود تضبب واضح في الأجواء، مع وجود رائحة انبعاثات غازية.
وتظهر منصات قياس جودة الهواء، ان نسبة التلوث في الهواء حاليا في بغداد تبلغ 247، قبل ظهر الامس، ويعد اعلى مستوى مسجل خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث ان اعلى رقم تم تسجيله خلال اليومين الماضيين كان في 12 تشرين الأول/أكتوبر في الساعة العاشرة صباحا وبلغ 264، في الوقت الذي يعد مؤشر جودة الهواء طبيعيا عندما يكون بين 0 و 50 درجة.
وتركيز الجسيمات الملوثة PM2.5 بلغ 172 مايكروغرام/ متر مكعب، أي مايعادل 34 ضعف المعدل الموصى به من منظمة الصحة العالمية.
وأعلن رئيس الوزراء يوم أمس عن تشكيل لجنة تحقيقية بالموضوع. وشدد السوداني على وجوب وضع حلول جذرية للمشكلة، ودراسة الأمر من جميع جوانبه، على أن تقدم اللجنة تقريرها الخاص بالموضوع خلال يومين اثنين.
ومع الحيرة بأسباب السحابة التي تغزو السماء واستمرارها بشكل يومي، يطرح مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقترحات وتفسيرات للخلاص منها، فبعضهم يقول ان سببها هو مصفى الدورة، وآخر يرجعها لعوادم السيارات، بينما يقول آخرون ان هناك محارق يملكها متنفذون لا تقوى الدولة على ايقافهم في أطراف بغداد، واخرون يرجعون السبب لمعامل الطابوق”.
وأظهرت مقاطع فيديو وثقها مواطنون، أن الرؤية تكاد تكون شبه معدومة في أحد المناطق وسط بغداد، بالقرب من المنطقة الخضراء، التي من المفترض أن تكون مليئة بالأشجار.
وفي مقطع فيديو آخر تم توثيقه من قبل مواطنين في مجمع بسماية السكني جنوب شرق بغداد فجر أمس، ظهر منظر مرعب يعكس مدى تلوث الهواء وانعدام الرؤية في المدينة.
من جانبها، أعلنت وزارة البيئة العراقية عن عقد جلسة “طارئة” لمناقشة حلول تلوث الهواء في بغداد برئاسة محافظ العاصمة. وقالت في بيانٍ لها إن الجلسة شهدت مناقشة مستفيضة لمشكلة تلوث الهواء وسبل مواجهتها.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر مطلع، بأن الحكومة العراقية تدرس مقترحاً لنقل مصفى الدورة إلى خارج العاصمة، حيث أبلغ المصدر بأن مجلس الوزراء يدرس مقترحاً لتفكيك ونقل المصفى من بغداد. ويتضمن المقترح عرض مساحة المصفى في بغداد لمشروع استثماري.
في السياق، عبر مواطنون في بغداد عن استيائهم من أزمة التلوث الحادة التي تعاني منها المدينة، حيث قال عباس الجبوري استاذ جامعي، “خرجت إلى وظيفتي صباحاً وصدمت بهذا المنظر، كأننا في كوكب آخر مثل المريخ. أين السلطات من هذا؟ ما الذي يجري؟”
وأكد، أن الرؤية شبه انعدمت، مما دفع بعضهم إلى ارتداء الكمامات للحماية من التلوث.
فيما قال حسين حميد، موظف حكومي، معبرًا عن قلقه: “أشعر بالحزن والخوف مما يحدث في بغداد، مشاهد التلوث والدخان المظلم التي تغطي سماء العاصمة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، وكأننا نعيش في كوكب آخر بعيد عن النقاء والهواء النظيف”.
وناشد المواطنون الجهات المختصة بالتدخل العاجل لاتخاذ إجراءات فعالة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة وتحسين جودة الهواء في العاصمة.
غمامة بغداد الكبريتية تتفاقم والبغداديون خائفون!
نشر في: 15 أكتوبر, 2024: 12:55 ص