باسم عبد الحميد حموديوانا اشاهد التلفاز خلال ثورة الشعب التونسي المباركة ظهر (بن علي) على الشاشة التونسية (مخبوصا) مضطربا وهو يحكي ويعلن ويعد بما حرم منه الشعب طيلة سنوات القهر الطويلة: الحرية والخبز لكن مد الجياع والمضطهدين جرفه خارج الحدود , وانتصرت الارادة الشعبية ولكن:
ليلة امس اتصلت هاتفيا بأحد الاصدقاء العراقيين المقيمين في العاصمة التونسية منذ سنوات لاسأله عما يجري واطمئن عليه وعلى عائلته فاجاب: ((الوضع جيد عموما ونحن نرقب سيطرة الجيش على رجال العصابات التي تتبع النظام الدكتاتوري لبن علي والامور في تحسن وقد بدأ الناس هنا بالتبضع ساعات السماح بالتجوال),ولابد من الاشارة هنا الى أن تونس الخضراء ٌ قد حباها الله بجو اخاذ وعناية واضحة بأماكن السياحة ومنتجعاتها الجميلة في كل التراب التونسي , من المهدية الى الحمّامات الى نابل وصولا الى سوسة الميناء الجميل المطل على المتوسط والذي يتخذه فنانو العالم منتجعا ومكانا لتصوير المسلسلات والكليبات. تألمت كثيرا لانباء الدمار الذي اصاب منتجع الحمّامات السياحي ومدينة (نابل) القريبة منها والتي اعتادت على استقبال الفرق المسرحية والعروض الفولكلورية. فيما كانت منطقة (حمام الانف) التي كان يرأس بلديتها قبل سنوات الشاذلي القليبي الامين العام السابق لجامعة الدول العربية منطقة شد وجذب لا نتمناه. واذا كانت الثورة الشعبية التونسية قد بدأت من مدينة (سيدي بو زيد) فالتوانسة والمغاربة وسائر شعوب الشمال الافريقي يعرفون ان معظم المدن لتونسية ترتبط بالسيرة الهلالية ارتباطا وثيقا , فسيدي بوزيد ترمز الى الفارس الاسود (أبو زيد الهلالي) أمير بني هلال وقرية (سيدي عامر) تمتد باصولها التاريخية الى شخصية الامير العراقي (عامر الخفاجي) الذي حكم قصر الاخيضر العراقي واستضاف بني هلال عند مرورهم بالعراق ورحل معهم الى تونس وقاتل معهم حتى قتل غيلة (ولي كتاب عنه طبع مرتين في بغداد والقاهرة),فيما تنتشر اسماء شخصيات السيرة الهلالية الكبرى في عدد من المدن والدساكر التونسية. تونس الخضراء , لا تملك غير القطن والزيتون وموارد السياحة والمطلوب هو الهدوء لاعادة صياغة النموذج الديمقراطي التونسي...بلا نار تحرق ولا تبني إلا الخراب , وهو ما لا نريده لتونس الجميلة الرائعة ولشعبها الكريم. تونس الخضراء.. وطن يستحق كل خير – كما الاوطان جميعا – وساسته الذين عركتهم تجارب القهر والاضطهاد ينبغي ان يقدموا لوطنهم ما يستحق من حياة حرة كريمة , دون احتراب واثارة نعرات بل تعاون من اجل أن تبقى تونس كما نريدهــــــا: بلدا حضاريا ديمقراطيا زالت عنــــــــه غمة الديكتاتورية والتسلط وسرقة قوت الشعب، ومن اجـــــــل ان تبقى تونس الخضراء خضراء أبدا.
العمود الثامن: تونس الخضراء

نشر في: 17 يناير, 2011: 07:11 م