TOP

جريدة المدى > الملاحق > تونس.. حلم الثورة ونهازو الفرص

تونس.. حلم الثورة ونهازو الفرص

نشر في: 17 يناير, 2011: 07:15 م

تبدأ الثورات في أغلب الأحيان بشرارة غالبا ما يقوم بها اناس يؤمنون بأنفسهم وبأنهم قادرون على الفعل "الثوري" الذي يتردد البعض عن القيام بمثله وتكون تلك الشرارة مهماز البعض للالتحاق بالعمل "الثوري" ليكون الفعل أشمل وأكثر فاعلية وأوسع مدى.
فقد قام بائع خضار بسيط يطالب ب "حقه الدستوري" في منحه فرصة عمل شريف (محمد بوعزيزي) باطلاق شرارة الثورة في تونس باحراق نفسه ، لتلتحق به الجماهير الغفيرة التي كظمت غيظها سنين عدة والتي لم يجد الدكتاتور نفسه ازاء ثورتها الا راكبا طيارته يحوم في الأجواء بحثا عن مكان يأويه هو وعائلته لساعات قبل أن تسمح له السلطات السعودية – وأعتقد بعد توسل والحاح- بالهبوط في جدة "بشروط".rnوغالبا ما يستغل الانتهازيون "الفرص السانحة" للظهور وسرقة "كل شيء"، فثمة سراق صغار يسرقون أموال الناس وممتلكاتهم وارزاقهم، وثمة سراق أكبر يسرقون جهد غيرهم ،وثمة السراق الأكبر الذين يسرقون أحلام الناس وطموحاتهم وثوراتهم، وقد ابتلي شعب تونس خلال ثورته – حتى الان- بالسراق من النوعين الأول والثاني وأخشى أن الصنف الثالث لازال يتربص متحينا الفرصة المناسبة للانقضاض على الفريسة "أحلام الشعب وطموحاته" التي لا يتجاوز أقصاها العيش بفسحة من الحرية وفرصة عمل شريفة لا يستدعي الحصول عليها احراق المرء لنفسه.rnلقد أعلن رئيس الوزراء التونسي (الغنوشي) في بداية تسلمه زمام الأمور بعد رحيل بن علي عن رغبته في تشكيل حكومة ائتلافية من جميع الأحزاب والفعاليات السياسية والاجتماعية في تونس، وقد قام بتوجيه الدعوات لرؤساء أحزاب المعارضة "المعترف بها رسميا" أي تلك التي كان زين العابدين بن علي قد سمح بوجودها -لا أريد ان أقول صنعها لمتطلبات الديكور كما يفعل أغلب المتسلطين- ولم يقم بتوجيه دعوات مماثلة الى احزاب المعارضة التي نكل بها زين العابدين بن علي ايام حكمه من يساريين وليبراليين وغيرهم، ولا نعلم – ولم يعلن السيد الغنوشي- لماذا؟rnلابد من الافتراض ان ثمة أطراف دولية وأقليمية ومحلية تحاول توجيه الأمور الوجهة التي يريدها كل طرف منها، بما في ذلك بعض الأطراف والعناصر التي كانت ضمن الحلقة الضيقة المقربة من زين العابدين بن علي ايام حكمه التسلطي (رئيس وزرائه ووزير داخليته-مثالا-)، بعبارة اخرى ستسعى جميع الأطراف الى الالتفاف على الثورة التونسية وتوجيه الأمور – كل بطريقته الخاصة- وجهة غير تلك التي يريدها الشعب التونسي و(محمد بوعزيزي).rnبدأت بعض الجهات والأطرافاً المؤثرة في الشأن التونسي بالحديث –منذ الان- عما هو "دستوري" و"غير دستوري" من الاجراءات التي يتم اتخاذها الان من قبل رئيس الوزراء، واتساقا مع هذا النهج لم يقم رئيس الوزراء (الغنوشي) بتوجيه دعوات الى بعض الشخصيات التونسية المعروفة في ما كان يسمى في تونس "المعارضة غير المعترف بها" وهذه واحدة فقط من محاولات استثمار الثورة التونسية وتوجيهها لغير صالح الشعب التونسي الذي لم ينفعه ويحل مشاكله "الدستور" ولا "المعارضة المعترف بها" ولا كل ما هو دستوري زمن زين العابدين بن علي.rnمن المهم أن لا تنساق وسائل الاعلام وراء ما تطرحه بعض وسائل الاعلام العربية والغربية في الحديث عن الشأن التونسي وعن "دستورية " و "لا دستورية" أفعال واجراءات معينة يقوم بها هذا الطرف أو ذاك، حيث ان من أهم ما يجب تغييره في تونس هو هذا "الدستور" البغيض الذي سمح لزين العابدين بن علي البقاء في السلطة 25 عاما متسلطا على رقاب الشعب التونسي والذي أدى بمواطن تونسي الى احراق نفسه لمجرد "الحصول على عمل".rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram