TOP

جريدة المدى > سياسية > أزمة الجفاف في ميسان تهدد بيئة المدارس وصحة التلاميذ

أزمة الجفاف في ميسان تهدد بيئة المدارس وصحة التلاميذ

نشر في: 16 أكتوبر, 2024: 12:07 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

ألقت ظاهرة جفاف ذنائب الأنهار في محافظة ميسان بظلالها الثقيلة على التلاميذ والطلبة مع انطلاق العام الدراسي الجديد. تصاعدت أصوات المعنيين والناشطين للمطالبة بتحقيق بيئة صحية مناسبة في مدارس القرى الواقعة على ضفاف الأنهار التي تشهد شحًا مائيًا كبيرًا، ويعاني سكان تلك المناطق من تداعياتها.

أكد مختصون أن عشرات المدارس الابتدائية والمتوسطة في قرى ناحية المشرح تعاني من عدم توفر مياه للاستخدام الشخصي، وإن توفرت فلا تصلح للاستخدام، فضلًا عن نقص المياه الصالحة للشرب. يأتي ذلك بسبب تعرض ذنائب نهر المشرح إلى الجفاف أو قلة المياه الواصلة إليه منذ أشهر، رغم مطالبة أهالي تلك القرى بتوفير المياه دون جدوى.
في هذا السياق، أوضح أحد مدراء المدارس، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب إدارية تتعلق بوظيفته، لـ(المدى): «منذ انطلاق الدوام الرسمي في المدارس للعام الجاري، تخلو خزانات المياه في المدرسة بسبب جفاف النهر. أبلغت المشرفين التربويين الذين زاروا المدرسة بذلك، ونتيجة لذلك اضطررنا نحن الكادر التربوي لشراء المياه من السيارات الحوضية لملء الخزان للاستخدام الشخصي وإيصالها لحمامات التلاميذ». وأضاف: «هذا غير مياه الشرب التي فقدتها مدارسنا منذ سنوات، ولا يوجد حل سوى جلب التلاميذ مياههم معهم أو شراء الكادر للمياه وتوزيعها على التلاميذ».
شخص الناشطون في المجال الإنساني والبيئي في المحافظة تلك المشكلة، التي أدت إلى تعطيل دورات المياه والمرافق الصحية. وأفاد الناشط الإنساني حيدر عدنان لـ(المدى): «تأثرت المدارس الريفية، وبالتحديد في ناحية المشرح، نتيجة الجفاف وانخفاض مناسيب المياه بشكل كلي، مما أدى إلى تفاقم الأمراض الجلدية وغيرها نتيجة تلوث المياه. انعكس هذا التأثير على طلاب وتلاميذ المدارس الريفية بشكل كبير وملحوظ». وأضاف: «يُضاف إلى ذلك الإهمال الحكومي؛ حيث تعاني أغلب المدارس في المناطق الريفية من عدم وجود مرافق صحية متكاملة تقدم خدمات ضرورية. أغلب طلاب المدارس الريفية يعانون من عدم وجود مرافق صحية تلبي حاجتهم مثل الاغتسال والحفاظ على نظافتهم، مما سبب لهم حالة من الحرج والانزعاج، ويؤثر ذلك على حالاتهم النفسية، التي بدورها تجعلهم لا يرغبون في الذهاب إلى المدارس».
وأكد أن «عدم توفر مياه صالحة للشرب يعتبر بالغ الخطورة في البيئة الريفية، لذا فإن تلك المشكلة تعد من ضمن أهم المشاكل التي تسببت بنزوح وهجرة سكان المناطق الريفية إلى المدينة. لذا، من الواجب مطالبة الحكومة بمعالجة هذه المشكلة بوقت قياسي لأنها غير مكلفة لكنها ضرورية».
وحذرت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) خلال بيانها الصادر في شهر آب/أغسطس من عام 2021، من تعرض صحة الأطفال العراقيين للخطر جراء عدم حصولهم على المياه الصالحة للشرب. وتابع بيان اليونيسيف: «أقل من نصف عدد المدارس في العراق تمتلك خدمات المياه الأساسية، وأن ثلاثة من كل خمسة أطفال لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب، ما يهدد تغذيتهم ويعرض صحتهم للخطر».
وأشار تقرير سابق نشرته جريدة (المدى): «تتعرض القرى الواقعة على أطراف أهوار ناحية المشرح، جنوب شرق مدينة العمارة، لأزمة مائية كبيرة بسبب قلة المياه الواصلة إليها عبر ذنائب النهر. وقد أدت هذه الشحة إلى أضرار بيئية كبيرة يدفع ثمنها أبناء قرى مويلحة والعوينية وغيرها».
وأكد متحدثون من أبناء قرى ناحية المشرح لـ(المدى) خلال تقارير سابقة: «المياه التي تمر بالقرى عبر النهر القادم من نهر المشرح شحيحة جداً، ولا نستطيع توفير احتياجاتنا من المياه بسبب التجاوزات من قبل أهالي القرى الأخرى الواقعة على النهر. ونتيجة لهذه الشحة، يتعذر علينا توفير المياه لاحتياجاتنا اليومية أو لسقي المواشي، واضطر الأهالي إلى شراء المياه من الحوضيات لتلبية احتياجات المواشي والغسل».
من جانبه، أوضح رئيس منظمة أبناء الأهوار الإنسانية، علي محسن، في حديث خص به جريدة (المدى): «بينا سابقاً نتائج الجفاف ومدى قوة تأثيره، خصوصاً على القرى الواقعة على ذنائب نهر المشرح، المتمثلة بقرى مويلحة وزويدة والشويطي وشط الأعمى والخويط والجادل وغيرها، والتي تعتبر المناطق الأكثر تأثراً بالجفاف وعانت ما عانت من سلبياته في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من أبناء هذه المناطق بسبب موت مواشيهم وفقدان مصدر رزقهم الوحيد».
وأضاف: «بالنسبة لتأثير الجفاف على وضع الطلبة والتلاميذ في المدارس الواقعة في تلك المناطق، ففيما يخص المياه الصالحة للشرب فلا توجد في تلك المدارس، ويضطر التلاميذ والطلبة والكوادر التعليمية والتدريسية إلى الاعتماد على قناني المياه المعبأة التي يستصحبونها معهم أثناء توجههم للمدارس، وبعض التلاميذ يتحملون ساعات الدراسة بدون ماء، كما لاحظنا، وعدم وجود برادات مياه في تلك المدارس، وإن وجدت فلا تتعدى كونها صغيرة وخاصة بالكوادر».
مضيفاً: «بالنسبة للمياه الصالحة للاستخدام الشخصي في الحمامات ودورات المياه، غالباً ما يتم ملء خزانات المدارس من مياه المبازل أو ما تبقى من مياه النهر شبه الجافة، وهي مياه غير صحية، ولكن التلاميذ والطلبة مجبرون على استخدامها كونها المياه الوحيدة المتوفرة في المدارس، والتي يمكن أن تسبب أمراضاً للتلاميذ منها جلدية، مع حقيقة وجود العديد من الأمراض، وأن المدارس الواقعة في هذه المناطق تعاني كثيراً من شحة المياه».
منوهاً: «ومن خلال تواصلنا مع أبناء تلك المناطق والقرى، وجه العديد منهم مناشدات عبرنا للجهات المعنية بتوفير خزانات كبيرة للمياه في تلك المدارس وتأمين سيارات مياه حوضية صالحة للاستخدام البشري، تكفي لمدة معينة للحفاظ على صحة التلاميذ من الإصابة بالأمراض التي تسببها المياه غير الصالحة للاستخدام».
وبينت تقارير إعلامية اطلعت عليها (المدى): «يواجه التلاميذ انعدام المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية الضرورية للأطفال، ولا يقتصر غياب الخدمات على المدارس القديمة، بل حتى المدارس الجديدة والمشيدة حديثاً تفتقر لخدمات المياه الصالحة للشرب وكذلك المياه في المرافق الصحية، ما يضعها خارج الاستخدام».
وفي سياق متصل، قالت ممثلة اليونيسيف في العراق، شيما سين غوبتا، في وقت سابق عبر بيانات رسمية تابعتها جريدة (المدى): «إن شح المياه في العراق ينذر بالخطر، لأن الأطفال لا يستطيعون النمو ليبلغوا كامل طاقاتهم بدون مياه».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بغداد تتلقى طلباً أمريكياً بـ
سياسية

بغداد تتلقى طلباً أمريكياً بـ"حل الحشد".. و"الإطار" يناور

بغداد/ تميم الحسن عندما دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري المعتكف عن السياسة منذ أكثر من عامين، إلى "دمج الحشد" في عام 2017 - وهو مطلب كرره لاحقًا عدة مرات - وُصف حينها مطلبه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram