 متابعة/ المدىأعربت العديد من منتسبات"تنظيم بنات العراق"في محافظة ديالى شرقي العراق عن خشيتهن من انفراط عقد تنظيمهن، وبالتالي فقدانهن لمصدر عيشهن واسرهن، نتيجة عدم تسلم المرتبات الشهرية منذ ثمانية أشهر.
وفي هذا الصدد، قالت اسماء الخزرجي لوكالة أنباء (شينخوا) وهي تقف في نقطة تفتيش للنساء يديرها تنظيم بنات العراق قرب سوق بعقوبة الشعبي شمالي المدينة، انها ارملة فقدت زوجها قبل ثلاث سنوات في دوامة العنف ولديها ثلاثة اطفال لا تزيد اعمارهم عن ثماني سنوات، انخرطت في صفوف تنظيم بنات العراق بعدما اصبح بالنسبة لها بارقة أمل ابعدت عنها شبح العوز والفقر القاسي الا أن فرحتها لم تدم طويلا.وأضافت"انها لم تتسلم أي مرتب منذ ثمانية اشهر وهي في حيرة من امرها، مؤكدة انها بدأت تستدين المال من الاقارب في خطوة للاستمرار من اجل ألا تفقد موقعها في التنظيم".من جانبها، قالت سعدية محمد وهي تقوم بتفتيش امرأة مسنة في حاجز أمني في طريق رئيسي يؤدي إلى مركز مدنية بعقوبة"انها انضمت إلى التنظيم منذ عامين تقريبا، بعدما اصبح السبيل الوحيد امامها للحصول على مصدر مالي تعيل اسرتها الصغيرة"، مبينة انها باتت تخشى على مستقبل اطفالها بعد أن انقطع راتبها.وأشارت إلى أن 70 بالمئة من منتسبات التنظيم هن من الارامل اللواتي فقدن ازواجهن في دوامة العنف الطائفي الذي اتسعت شرارته في اغلب مناطق مدن المحافظة بين عامي 2006- 2007، مؤكدة انها تعرضت إلى الكثير من التهديدات من قبل الجماعات المسلحة نتيجة الانضمام إلى تنظيم بنات العراق لكنها واصلت العمل الامني رغم خطورته.إلى ذلك، اعربت نجلاء مصطفى (40 عاما) عن خيبة أملها الكبيرة، مما حال اليه واقع التنظيم رغم الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل منتسباته في دعم المنظومة الامنية في السنوات الماضية.وتساءلت نجلاء قائلة"كيف يكون شعورنا ونحن نعيش المجهول منذ ثمانية اشهر من توقف رواتبنا التي كانت اشبه ما يكون قارب النجاة بالنسبة لنا لتبعد عنا شبح الفقر والعوز المادي؟".بدورها، قالت وجدان عادل مسؤولة تنظيم بنات العراق في محافظة ديالى، إن جميع منتسبات التنظيم، الذي يزيد عددهن عن 300 امرأة لم يتسلمن رواتبهن منذ ثمانية أشهر، مما سبب معاناة انسانية كبيرة لهن، نتيجة اعتماد النسبة الاكبر منهن على وراتبهن في تمشية أمور معيشتهن باعتباره مصدر الدخل المالي الوحيد لاسرهن.وتابعت أن القوات الامريكية كانت تدعم التنظيم وتوفر رواتب شهرية لمنتسباته، الا انها توقفت عن التمويل واحالت ملف تنظيم بنات العراق إلى الجهات العراقية، لافتة إلى أنها تلقت بعض الوعود من جهات حكومية لايجاد الحلول لملف التنظيم في القريب العاجل.من جانبها، طالبت ايمان عبدالوهاب، عضو مجلس محافظة ديالى، الحكومة المركزية بالتدخل وحسم ملف رواتب تنظيم بنات العراق قبل انهياره وخسارة الاجهزة الامنية، لتشكيل نسوي يمتلك الكثير من المهارات الامنية التي يمكن أن تدعم المنجز الامني، داعية إلى دمج تنظيم بنات العراق بالاجهزة الامنية لتثبيت الحقوق لجميع منتسباته واعتبارهن مفتشات امنيات كما حدث في محافظات عراقية أخرى.على صعيد متصل، أكد الناطق الاعلامي باسم شرطة محافظة ديالى الرائد غالب الكرخي أن التنظيم يمثل جزءا حيويا من المنظومة الامنية المحلية لايمكن التفريط به، موضحا أن هناك خطة منظمة لضم التنظيم باكمله داخل الاجهزة الامنية من قبل الحكومة بعد اطلاق اوامر التعيينات المركزية في صفوف الاجهزة الامنية.ويرى جهاد البكري، خبير في الشؤون الامنية، أن تنظيم بنات العراق والذي تم تأسيسه بدعم وتمويل أمريكي جاء لبناء وحدات أمنية نسوية لمواجهة التنظيمات الانتحارية النسوية التي زاد معدل عملياتها في عموم مناطق ديالى بين عامي 2007- 2008، مؤكدا أن التنظيم خضع لدورات تأهيلية عديدة.وأشار إلى أن الخبرة الميدانية والمشاركة بالعمل الامني على ارض الواقع اسهمت في جعل تنظيم بنات العراق اكثر قدرة على مواجهة الاخطار الامنية ومعالجتها وفق اسلوب مهني احترافي.