متابعة/ المدىكما كان متوقعا، فأن حدثا كبيرا كثورة التونسيين واسقاطهم بن علي سيشكل مصدر قلق للانظمة الشمولية وإلهاماً للشعوب والحركات الديمقرطية. في العراق، وبينما تعالت، نسبيا، أصوات تدعو الى الاحتجاج على سوء الخدمات – كما حدث في ديالى والناصرية، فان سياسيين عراقيين يأملون في ان تصل رائحة الياسمين التونسية الى اماكن عربية اخرى.
يوم امس حذر مجلس محافظة ذي قار من انفجار الوضع في المحافظة وانفلاته إذا ما تواصل الإهمال الحكومي الذي وصفه بالمتعمد.وذكر، لطيف ثجيل، الناطق الرسمي باسم مجلس المحافظة إن المحافظة المدمرة والمنكوبة أصيبت بنكبات أخرى خلال المرحلة الراهنة بما فيها شح المياه والجفاف الذي أدى إلى هجرة المئات من العوائل إلى محافظات أخرى، مؤكدا إن المحافظة ذات المليوني نسمة لم تأخذ حقها الطبيعي من الاستحقاقات.واعرب عن امله بأن تأخذ الحكومة بنظر الاعتبار هذه القضايا كي لا تزداد الهوة وكي لا تنفجر الاوضاع في المحافظة في اي ساعة او وقت وحينها لا يستطيع احد السيطرة على الوضع على حد قوله.وتفاعل الشارع العراقي مع الاحداث الجارية في تونس مصحوباً بالقلق من محاولات التردي التي قد تصيب الواقع التونسي بعد اسقاط رأس النظام الحاكم، وهذا التفاعل صاحبته متابعة للسياسيين العراقيين الذين عبروا عن امنياتهم في استعادة الشعب التونسي لعافيته بسرعة فيما كانوا يقارنون بين الأحداث في تونس والعراق الذي ما زال يعيش تداعيات التغيير. ونقل تقرير صدر امس على موقع أيلاف الالكتروني عن ابراهيم بحر العلوم من التحالف الوطني العراقي الذي أشار إلى أن ما حدث في تونس هو حصاد لما زرعه العراقيون قبل نحو ثمان سنوات.وقال:"ما حدث في الشقيقة تونس هو انتصار للارادة الشعبية وانذار لكل الانظمة العربية الفاسدة، وهذا ما بذره العراقيون قبل ثمان سنوات، وستستمر الثورات، لذلك نتوقع أن يختار الشعب التونسي قيادته الوطنية السليمة". وحول إمكانية ان يكون لما حدث في تونس سيناريو عراقي شبيه قال:"اختلف معك، وأن ثورة الجوع والخبز التي اندلعت هي السبب في اسقاط الدكتاتورية، ولكن ما وراء ذلك من تراكمات كبيرة في ظل وضع سياسي جاثم على الصدور، هو الذي ادى الى قيام الثورة التونسية، وبالتالي قد تقوم انتفاضات شعبية في دول أخرى، أما في العراق فالتجربة وليدة، صحيح أن هنالك نقصا في الخدمات وعدم استتباب تام للأمن وبطالة، ولكن الحكومة تقوم بمعالجات لكل هذا، ولا زالت هذه فترة اختبار".اما النائبة تانيا طلعت عن التحالف الكردستاني فقد لفتت انتباه السياسيين إلى ضرورة احترام مواطنيهم وتلبية مطالبهم، وقالت:"أولاً أن ما حدث في تونس هو شأن داخلي، ولكن نحن كعراقيين عندما نتحدث عن هكذا ثورات فهي مطالبات الشعب، ولم أر أي تأثيرات خارجية".واضافت:"أن أي ثورة في أي بلد تنبع من قلب هذا الشعب، ومن قلب الشارع حينما يكون هناك حاجة لها بعد الشعور بالاقصاء والتهميش، وهذه الثورة دلالة على أن الشعب التونسي عاش في السنوات الماضية في وضع غير جيد، وها هو الآن يريد أن يمسك بزمام الامور بيده، وقد كانت الحكومة لا توفر للناس ما يطالبون به، انا آراها ظاهرة صحية عندما يبحث الشعب عن حريته وحياته".اما النائب المستقل سابقا وائل عبد اللطيف فلم يخف حماسه لأن تمتد الثورات الشعبية لكل الانظمة العربية الفاسدة، قائلاً:"اتمنى ان يحصل الذي حصل في تونس في دول أخرى وأن يمتد الغضب الشعبي إلى الدول العربية ويطيح بالقادة المتخلفين الذين يظلمون شعوبهم ويغمطون حقوق الانسان ويزيدونها فقرا ويتمسكون بالسلطة ويعدلون الدساتير من اجل ان يبقوا مدى الحياة على كراسيهم ولا يحترمون مواطنيهم، انا اتمنى ان تزحف ثورة تونس على جميع الظالمين لشعوبهم وتقوض اركان كل الانظمة الشمولية".
نواب: ثورة تونس تنبيه لساسة العراق
نشر في: 17 يناير, 2011: 07:58 م