TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فـارزة: بين صمت المالكي واستقالة وزير كويتي

فـارزة: بين صمت المالكي واستقالة وزير كويتي

نشر في: 17 يناير, 2011: 08:51 م

  علي حسين أياً كان من يقف خلف الاعتداء الذي تعرض له إخوتنا المسيحيون في حادثة جمعية آشور بانيبال، فإن العقاب يجب أن يكون سريعاً وحاسما. سنسمع كلاما كثيرا عن أياد خفية وجهات معادية، بل ربما يذهب الخيال ببعض المسؤولين إلى اتهام مؤسسات ثقافية كما صرح  بعض مسؤولي محافظة بغداد،فيما كل الدلائل والوقائع تشير إلى تورط مجلس المحافظة سواء بعلم جميع أعضائه أم بتصرف شخصي من بعض النافذين فيه،
 فالطريقة التي نفذ فيها الاعتداء تشير بالدليل القاطع على أنها جريمة لها دوافع طائفية بالدرجة الأولى اتخذت من قرار المجلس القاضي بإغلاق الجمعيات ستاراً للهجوم على المسيحيين في أماكن عملهم  رغم أن الجريمة لم تستهدف المسيحيين فحسب، إنما استهدفت هيبة الدولة وأجهزتها الأمنية.أراد الجناة أن يقولوا لنا إننا في مرمى نيرانهم، وأن بإمكانهم النيل منا متى شاءوا، أرادوا أن يستخفّوا بما تردده أجهزة الدولة عن حمايتها للمسيحيين والضمانات التي قدمتها لهم، ولتثبت بالدليل القاطع أن هناك قوى لديها سلطة ونفوذ اكبر من سلطة رئيس الوزراء وحكومته التي لم تحرك ساكنا، بل أن مسؤولين كبارا تحدثنا معهم، أبدوا استغرابهم كونهم لم يسمعوا بالحادث بل البعض قال انه لم يعرف أن هناك جمعية اسمها آشور بانيبال، وهكذا وجدنا أنفسنا أمام مسؤولين لا يقرأون -الحادث نشرته معظم وسائل الإعلام في العراق والعالم-  ولا يعرفون ما يجري في البلاد ونقطة اهتمامهم الوحيدة هي الحصول على المنصب وليذهب الجميع إلى الجحيم. في مقابل الحوادث المؤلمة التي حدثت في بغداد خلال الأيام الماضية،  قرأنا وشاهدنا الموقف المسؤول الذي اتخذه وزير الداخلية الكويتي الذي قدم استقالته اثر وفاة رجل جراء التعذيب في احد مراكز الشرطة. فقد أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أن تقرير لجنة الأطباء الشرعيين الذين فحصوا جثة الرجل الذي اعتقل، اظهر أن الوفاة جنائية، الرجل الذي ضحى الوزير بالمنصب من اجله كان مواطنا عاديا، فيما المسيحيون الذين تعرضوا للضرب والتهديد والوعيد والطلب منهم بمغادرة مدينتهم بغداد التي ولدوا وعاشوا فيها، لم يحرك ساكناً من أجلهم وزير الداخلية بالوكالة نوري المالكي، ولم يخبرنا لماذا تحمي الشرطة مسلحي مجلس محافظة بغداد؟ وتتفرج عليهم وهم يعتدون على الناس الآمنين، هل سيجرؤ المالكي و يعترف بالتقصير، لا نريد منه أن يقدم استقالته أسوة بالوزير الكويتي، فنحن نعيش في بلد أصبح المنصب فيه فوق كل شيء وأغلى من أي شيء ولكننا نطالبه بتحمل مسؤولياته لا بصفته رئيسا للوزراء فقط بل بصفته مسؤولا عن امن وآمان جميع العراقيين. نبهنا حادث جمعية آشور إلى عدة أمور خطيرة، أهمها أن مجلس المحافظة تحول من جهة تشريعية تنظم أمور المدينة إلى جهة تسعى لتنفيذ مخطط مرسوم بدقة وعناية يسعى لإفراغ بغداد من المسيحيين والأقليات الأخرى. نبهنا إلى ضرورة أن يبدأ البرلمان بالنظر في تشريعات يجعل المساس بأمن الموطن أياً كانت هويته أو ديانته بالقول أو بالفعل عملا من أعمال الجرائم الكبرى التي تمس النسيج الاجتماعي للوطن. نبهنا الحادث إلى أن بعضا ممن يعيشون بيننا لا يرضيهم أن نكون على ما نحن عليه، يريدون البلاد خالصة لأهدافهم ومراميهم، يريدون أن يقسّموها على هواهم، فينزعوا عنها هويتها، ويجعلوا أقدم دولة عرفها التاريخ مجرد إمارات تعيش في عصور الظلام. ونبهنا إلى أن  بعض سياسيينا الذين رفعوا شعارات دولة المواطن في الانتخابات الأخيرة إنما كانوا يخططون ليوم يسلبون فيه المواطن حريته بعد أن سلبوا منه أمنه وحاضره ومستقبله وثرواته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram