متابعة/المدى
تعاني المكتبات في الجامعات من تحديات كبيرة تتعلق بسوء إدارتها على الرغم من امتلاكها كنوزاً علمية وتاريخية نادرة ومتنوعة، وهذه المكتبات، التي تمثل موردًا لا يقدر بثمن للطلاب والباحثين، تفتقر إلى التنظيم الفعّال الذي يسمح بالاستفادة القصوى من محتوياتها.
وفي ظل غياب الإدارات المتخصصة والمهتمة بالجوانب الأكاديمية والمهنية، تظل كثير من الكتب والمخطوطات القيمة غير مستغلة بالشكل المطلوب، مما يؤثر سلبًا في العملية التعليمية والبحثية. وهذا الوضع دفع بعض الأكاديميين والمختصين إلى دعوات متزايدة لتعيين إدارات ذات كفاءة علمية وخبرة متخصصة لإدارة هذه المكتبات وضمان الاستفادة الكاملة من محتوياتها. وقال الأكاديمي، حسين مايع، في تدوينة على حسابه الشخصي، تابعتها (المدى)، إن "أغلب مكتباتنا الجامعية، مع ما فيها من كنوز ونوادر، بائسة بشكل لا يوصف؛ بسبب إداراتها التي لا علاقة لها بالكتاب، تخيّل معي عزيزي القارئ، ان مدير مكتبة إحدى الكُليّات الإنسانية، قال لي مرة: "نريد بيع الكتب القديمة وشراء كتب جديدة"! هذا مدير مكتبة يرى ان الكتب كالملابس لا بد أن تُستبدل كل فترة! ومدير مكتبة آخر يقول: "أكره الكتب لكنني أحب الإدارة"! وهذا الآخر لديه حب للإدارة فقط". وأردف، أن "ملف إدارة المكتبات يقع ضمن تخصص الإدارة العلمية - الثقافية، وهي: مزيج من الإدارة والمعرفة والتنظيم، ومن دون هذا النوع من الإدارة؛ فإن تطوير هذه المكتبات يبقى ارتجالياً".
من جهتها، قالت الأكاديمية، أنفال السراي، أن "سوء الإدارة وعدم وجود مختصين مؤهلين لإدارة هذه المكتبات هو العامل الأساسي الذي يؤدي إلى تراجع دورها في دعم العملية التعليمية والبحثية، فالمكتبات الجامعية تحتوي على ثروات من الكتب النادرة والمخطوطات القيمة في مجالات العلوم والتاريخ والآداب، إلا أن هذا التراث العلمي لا يُستغل بالشكل الأمثل، بسبب نقص الكفاءة الإدارية". وأوضحت أن "هذه المكتبات بحاجة إلى إدارات تمتلك فهماً عميقاً لأهمية الموارد التي تحتويها، بالإضافة إلى قدرة عالية على تنظيم المحتويات وتسهيل الوصول إليها، فالمكتبات ليست مجرد مستودعات للكتب، بل هي مراكز للبحث والإبداع، ومن هنا تنبع أهمية وجود كوادر متخصصة تدرك احتياجات الطلاب والأساتذة على حد سواء".
وأشارت إلى أن "عملية الإصلاح يجب ألا تقتصر على تحسين التنظيم الإداري فقط، بل يجب أن تشمل تحديث أنظمة التصنيف والفهرسة، والاستفادة من التقنيات الحديثة التي تتيح الوصول الرقمي للمحتويات".
ودعت إلى "دعم المكتبات بموارد مالية وبشرية كافية لتتمكن من تحديث مجموعاتها بانتظام ومواكبة التطورات العلمية".
وتابعت السراي، أن "الحفاظ على مكانة المكتبات ووظيفتها الأساسية كرافد للعلم والمعرفة يعتمد إلى حد بعيد على الإرادة الأكاديمية والإدارية لإصلاح هذا القطاع الحيوي، وتعيين مختصين ذوي كفاءة يمكنهم قيادة هذه المؤسسات نحو مستقبل أكثر إشراقًا".