TOP

جريدة المدى > محليات > المقبرة البولندية في خانقين مهددة بالاندثار رغم نداءات الاستغاثة

المقبرة البولندية في خانقين مهددة بالاندثار رغم نداءات الاستغاثة

نشر في: 17 أكتوبر, 2024: 12:04 ص

ديالى / محمود الجبوري

حذرت الأوساط الثقافية والأكاديمية في قضاء خانقين، 105 كم شمال شرق بعقوبة، من خطر اندثار معلم أثري عالمي تركته الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، وهو المقبرة البولندية التي تضم مئات القبور للجنود البولنديين ومرافقيهم من جنسيات أخرى.
يقع المعلم الأثري على بُعد 5 كيلومترات جنوب مدينة خانقين، ويضم مئات القبور للجنود البولنديين ومرافقيهم من جنسيات أخرى قضوا خلال الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من 80 عامًا.
وأوضح الناشط المدني سرور علي الدلوي، أحد أبرز المهتمين بملف المقبرة، في حديثه لـ(المدى) أن «عدد القبور في المقبرة البولندية حوالي 450 قبرًا، منها 103 لجنسيات هندية، و3 جثث لجنسيات عربية، وهي أكبر مقبرة للبولنديين في العراق، إذ توجد مقبرة أخرى للبولنديين في بغداد قرب السفارة التركية»، منوهًا إلى أن قتلى المقبرة قضوا بسبب الحرب وتفشي وباء الطاعون آنذاك.
وخلال اندلاع الحرب العالمية الثانية ودخول القوات البريطانية إلى العراق، رافقهم مواطنون وعوائل بصفة مرافقين وخدم من جنسيات بولندية وهندية، وفي تلك الأثناء انتشر وباء الطاعون، ما تسبب في وفاة مئات الجنود والمواطنين وتعذر نقل رفاتهم إلى بلدانهم بسبب الحروب والاضطرابات العسكرية.
وانتقد الدلوي إهمال المقبرة وما لحق بها بسبب التجاوزات من قبل بعض الأهالي على الأسيجة والحدود التي تعرضت لأضرار واضحة، رغم الزيارات المستمرة للوفود والناشطين والإعلاميين البولنديين للاطلاع على واقعها، مطالبًا الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بوضع خطة إنقاذ شاملة لحماية وتأهيل المقبرة البولندية وتأمين الحماية الأمنية ونصب نقاط حراسة ثابتة للحفاظ على هذا المعلم الأثري المهم.
وأكد الدلوي أن نشطاء خانقين والطبقات الأكاديمية والثقافية وجهوا دعوات ونداءات استغاثة للحكومة البولندية لإنقاذ المقبرة، إلا أنهم لم يلقوا إلا التجاهل والإهمال وعدم المبالاة بأهميتها.
وبيّن الدلوي أن الجانب البولندي كان ضمن دول الحلفاء الذي تقوده بريطانيا ضد تحالف المحور الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي سابقًا.
وكشف الدلوي عن وجود مقبرتين أخريين في خانقين؛ الأولى تعود لليهود وتقع في منطقة حي العمال داخل خانقين وتضم نحو 100 قبر، 20 منها فقط مكشوفة وظاهرة وتعود لخمسينيات القرن الماضي، فيما تضم الثانية عشرات القبور للمسيحيين، معتبرًا أن تعدد المقابر للجنسيات والطوائف رسالة واضحة بوجود التعايش السلمي والديني في خانقين منذ مئات السنين.
أكد الناشط الثقافي والفنان التشكيلي المشهور ماجد شاليار في حديثه لـ(المدى) زيارة القنصل والسفير البولنديين وناشطين عراقيين مقيمين في بولندا للمقبرة خلال الفترات الماضية واطلاعهم على واقعها، إلا أنهم لم يتخذوا أي خطوات أو أي اهتمام حتى الآن رغم الوعود التي أطلقوها آنذاك.
واعتبر شاليار أن المقبرة البولندية محط اهتمام ثقافي ومدني واسع من خلال أعمال التوثيق والتثقيف المستمر عنها، إلى جانب قيام إحدى المنظمات بتسييج المقبرة، لكن السياج سرعان ما اندثر ودُمر بسبب الإهمال والتجاوزات.
وتابع: «لدي توثيق تام في متحفي الخاص في مدينة خانقين، الذي زاره القنصل والسفير البولنديان، يحوي معلومات متكاملة عن المقبرة وصورًا موثقة لشواخص هدمتها التجاوزات والإهمال المستمر»، مختتمًا حديثه: «الجانب البولندي غير مهتم بالمقبرة، والجهات العراقية المسؤولة لم تبدِ أي اهتمام أو خطوات عملية تجاه المقبرة البولندية حتى الآن».
وبحسرة كبيرة، يؤكد الكاتب والإعلامي أحمد محمد تحول الكثير من المعالم الأثرية والتراثية في خانقين، ومنها المقبرة البولندية، إلى بيوت أشباح جراء الإهمال، رغم حملات المطالبة والمناشدة الطويلة للناشطين والطبقات الأكاديمية في خانقين الداعية لحماية المعالم الأثرية، إلا أن دائرة الآثار والدوائر المعنية لم تنصت لمطالبنا حتى الآن.
وأشار محمد في حديثه لـ(المدى) إلى قيام نشطاء خانقين بتقديم المصادر والكتب والوثائق الخاصة بالمقبرة البولندية، وبعدة لغات، إلى السفير البولندي خلال زيارته لخانقين، إلا أن الجانب البولندي لم يتخذ أي خطوات جادة حيال المقبرة.
ضحايا المقبرة البولندية سقطوا خلال حروب طاحنة في أطراف خانقين بين دول الحلفاء والدولة العثمانية التي كانت تحكم العراق آنذاك، كاشفًا عن صراعات عثمانية - صفوية خلال الحرب العالمية الأولى والثانية للسيطرة على خانقين التي تعد معبرًا استراتيجيًا مهمًا.
وحاولت (المدى) الحصول على إيضاحات وردود من مفتشية آثار ديالى، إلا أن الأخيرة رفضت الإدلاء بأي تصريح بسبب القيود المفروضة من قبل الهيئة العامة للآثار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نتنياهو: قتلنا السنوار لكن الحرب لم تنته

الحكومة تعتزم المضي بجولة تراخيص جديدة للغاز العراقي.. ماذا ستضيف؟

لوك أويل" تقدم إيجازاً للسوداني عن عملها في حقلي غرب القرنة وأريدو

الطلاق يشتت الأسر العراقية: 9 حالات كل ساعة!

الإعلام الأمني: إعداد خطة في 7 محافظات خاصة بانتخابات برلمان الإقليم

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المقبرة البولندية في خانقين مهددة بالاندثار رغم نداءات الاستغاثة

الدعاوى الكيدية ومداهمات دور المتظاهرين تشعل التظاهرات في الناصرية

العراق على موعد مع "أمطار وبرد"

كبار السماوة يسترجعون ذكريات «الفرات» النظيف ويأسفون على تلوثه

حملة تشجير واسعة في واسط تحت شعار «إزرع شجرة باسم من تحب»

مقالات ذات صلة

المقبرة البولندية في خانقين مهددة بالاندثار رغم نداءات الاستغاثة
محليات

المقبرة البولندية في خانقين مهددة بالاندثار رغم نداءات الاستغاثة

ديالى / محمود الجبوري حذرت الأوساط الثقافية والأكاديمية في قضاء خانقين، 105 كم شمال شرق بعقوبة، من خطر اندثار معلم أثري عالمي تركته الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، وهو المقبرة البولندية التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram