ترجمة / حامد أحمد
في تقرير نشره موقع، ذي نيو آراب The New Arab، الإخباري أشار محللون الى ان مشاركة فصائل مسلحة عراقية مدعومة من إيران بهجمات ضد إسرائيل دعما لانصارها في لبنان وغزة قد يكون له تأثير غير مباشر بالضغط على إسرائيل في وقت التزمت فصائل أخرى التهدئة خشية على مصالحها الداخلية في حال انجرار العراق ليكون جبهة جديدة ضمن مواجهة إقليمية.
ويذكر التقرير انه منذ اندلاع الحرب في غزة أطلقت فصائل عراقية هجمات على إسرائيل بقذائف وطائرات مسيرة. واستؤنفت مثل هكذا هجمات منذ تصعيد إسرائيل لحربها على غزة ولبنان، ومن المحتمل ان تستمر طالما الحرب باقية. مهند سيلوم، بروفيسور دراسات امنية في معهد الدوحة للدراسات العليا، يقول إن "مشاركة فصائل مسلحة عراقية مدعومة من إيران في المواجهة بين إسرائيل وإيران، انما يؤشر لاستخدام طهران لمناصريها في المنطقة لتسليط ضغط غير مباشر على إسرائيل دون ان تقحم نفسها مع مواجهة عسكرية مباشرة معها".
وكانت فصائل مسلحة عراقية مثل كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق قد أطلقت عدة ضربات تستهدف مناطق جنوبي إسرائيل ومرتفعات الجولات المحتلة. وبينما يكون الضرر المادي محدودا لهذه الضربات، فإنها تشير الى تطور قدرات هذه المجاميع في اختراق منظومات الدفاع الجوي الحصينة لإسرائيل كما هو شائع، ويظهر أيضا ستراتيجية ايران في استخدام أنصارها لتسليط ضغط على إسرائيل.
فنار حداد، خبير علوم سياسية من جامعة كوبنهاغن، يرى ان هذه الفصائل قد تلعب دورا صغيرا فقط في المواجهة مع إسرائيل.
واضاف حداد قائلا "لا اعتقد انه لديهم القدرة على ان يلعبوا دورا مباشرا مهما ضد إسرائيل، أي انهم ليس لديهم العدد والقدرة كما هما لدى حزب الله اللبناني في مواجهته لإسرائيل".
ويقول حداد أيضا "اعتقد انه على الرغم من مواقفهم وتأثيرهم، فان تركيزهم منصب على العراق ومحيطهم الداخلي أكثر من إسرائيل. وكذلك انهم يدركون بأنهم قد يخسرون كثيرا في حال استفزازهم لرد إسرائيلي أميركي، والذي قد يضر بمصالحهم ومكتسباتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية في العراق".
ومنذ ان شنت إسرائيل هجومها على غزة في تشرين الأول 2023، أعلنت هذه الفصائل المنضوية ضمن محور المقاومة بصراحة عن نيتها بتصعيد العمليات وزيادة الضغط على إسرائيل وكذلك جماعة الحوثيين في اليمن.
وأشار التقرير الى انه منذ ان تصاعد التوتر بين ايران والولايات المتحدة في العام 2018 عقب انسحاب واشنطن تحت إدارة دونالد ترامب من اتفاق 2015 النووي المبرم مع إيران، فان قسما من الفصائل العراقية استهدف قواعد عسكرية أميركية في العراق لإجبار الولايات المتحدة على المغادرة.
وأكثر الفصائل مجهزة بأسلحة خفيفة ومتوسطة وطائرات مسيرة وقذائف هاون وصواريخ فضلا عن صواريخ بالستية متطورة مجهزة من إيران، هذه الترسانة زادت من قدرتهم على ضرب اهداف إسرائيلية بدقة عالية. مع ذلك فإن قوة تأثير هذه الفصائل تعيقها انقسامات داخلية مع غياب هيكلية قيادية موحدة. حيث ان قسم من الفصائل تدفع نحو نشاط مباشر أكثر ضد إسرائيل، في حين تفضل أخرى الابتعاد عن المواجهة والتركيز على اهتماماتها الداخلية.
ريناد منصور، باحث لدى معهد تشاثام للدراسات في جامعة كامبريدج، يقول "في الوقت الذي تدعو فيه بعض الفصائل الى المضي باتخاذ اجراء أكثر حدة ضد إسرائيل، فان فصائل أخرى تدعو الى التهدئة والتركيز اولا على استقرار العراق".
من جانب آخر دعت الحكومة العراقية الى تجنب الانجرار الى مواجهة في حرصها لعدم تعريض حالة الاستقرار والاعمار لما بعد الحرب في البلد الى خطر محتمل. ويوم الأحد الماضي قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، خلال زيارة نظيره الإيراني، عباس عراقجي، للعراق ان بغداد ضد توسيع رقعة الحرب أو استخدام مجالات العراق الجوية من قبل اسرائيل ضد إيران.
وقال حسين "استمرار الحرب وتوسيعها باتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستغلال إسرائيل للأجواء العراقية كممر امر غير مقبول ومرفوض بتاتا". مؤكدا بان الحرب القادمة إذا ما وقعت "ستؤدي الى فوضى في المنطقة كما أنها ستهدد أمن الطاقة والتجارة العالميين".
وفي الوقت الذي تتهيأ فيه إسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني ضدها في 1 تشرين الأول، فان كل من طبيعة ردها أو أي رد فعل إيراني لاحق سيحدد صياغة التصاعد في المواجهة، مع احتمالية ان تبقى فصائل عراقية مشتركة في أية مواجهات أخرى.
وبينما تختلف فصائل فيما بينها بين التركيز على شأنهم الداخلي او المواجهة مع إسرائيل، فان قسما من الفصائل قد تركز على زيادة الضغط على إسرائيل.
ومع إبداء فصائل عراقية لقدراتها المتنامية، وجبهات حرب إسرائيل المتعددة التي لا تبدي أي مؤشر للتهدئة، فان العراق قد ينجر بالنهاية أكثر لتصعيد مواجهة إقليمية هو غني عنها.
- عن ذي نيو آراب