TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > عالم أكثر أماناً للجميع

عالم أكثر أماناً للجميع

نشر في: 18 يناير, 2011: 05:31 م

 جيانثا دنابالا/أميركا دوت غوفمع صيحات الاحتجاج المتصاعدة المطالبة بعالم اكثر أمناً بعد معاناة وآلام سببتها صراعات وحروب تركت آثارها السلبية على ملايين البشر وفي مختلف انحاء العالم، يبدو إن التوصل إلى اتفاقية عالمية من الممكن التحقق منها بشأن إزالة الأسلحة النووية , قد يجعل كل الناس في العالم أكثر أماناً بصورة متساوية.
 يقول  جيانثا دنابالا، هو سفير سابق لسريلانكا ومساعد سابق للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة. وهو يترأس حالياً مؤتمرات بوغواش حول العلوم والشؤون الدولية التي حازت على جائزة نوبل للسلام:السلاح النووي هو أداة العنف والرعب الأكثر تدميراً التي ابتكرها الإنسان حتى الآن. الحرب النووية لن تقتل الملايين من الناس وتدمر مدناً بكاملها فحسب، بل وأيضاً ستلحق الخراب ببيئتنا التي تدعم حياتنا كما تُنزل عواقب وراثية جينية بالأجيال المستقبلية. لا تبرر أي حجة أمنية لأية دولة الاحتفاظ بمثل هذا السلاح، ناهيك عن استعماله.في عام 2010، سوف يقوم الهيباكوشا، أي الذين بقوا على قيد الحياة بعد أول استعمال، وهو حتى الآن الاستعمال الوحيد للأسلحة النووية، الذي ألقته الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، بتقديم شهاداتهم الحية حول تجربتهم، بما في ذلك التأثيرات المستمرة للإشعاعات.واليوم، تمتلك تسع دول أسلحة نووية، منها خمس دول مشاركة في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT)؛ وأربع دول لم تشارك فيها، ويبلغ مجموع ما تمتلكه هذه الدول زهاء 23,300 رأس حربي نووي، نشر منها ما يزيد على 8 آلاف رأس جاهز للإطلاق خلال دقائق. لن نستطيع أبدا أن نتأكد من أنها لن تستعمل مرة أخرى،  سواء كان ذلك بنية عدائية أو بسبب حادث إهمال، من جانب دولة أو مجموعة إرهابية من غير الدول. وقد يكون هذا الاحتمال الأخير حقيقيا للغاية. فهناك كميات ضخمة من اليورانيوم العالي التخصيب والبلوتونيوم المفصول، وهما المادتان الانشطاريتان اللتان تصنع منهما الأسلحة النووية، مخزونة حول العالم، وفي أحيان كثيرة في ظروف غير آمنة ويرثى لها.ولا تنحصر عواقب استعمال الأسلحة النووية بالموت، والدمار، والتسمم الإشعاعي. فالأبحاث العلمية تقول لنا ان استعمال نسبة 0.03 بالمئة من الترسانة النووية العالمية فقط قد يحدث تغييراً كارثياً في المناخ.وقد تم حثّ الحكومات منذ مدة طويلة، ولا سيما دول حركة عدم الانحياز ومجموعات المجتمع المدني، مثل مؤتمرات بوغواش حول العلوم والشؤون الدولية، على إبرام معاهدة تحظر قانونيا استعمال الأسلحة النووية. وقد نشرت مؤخرا مقالات كتبها رجال دولة بارزون في الولايات المتحدة ودول أخرى يدعون  فيها إلى إقامة عالم خالٍ من الأسلحة النووية. فقد حدّد الرئيس باراك اوباما في خطابه في براغ في نيسان/ابريل 2009، الإزالة الشاملة للأسلحة النووية كهدف سياسي. وأيدت أهدافه حكومات ومجموعات عديدة في المجتمع المدني.وقد ساهمت معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وإنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية الموجودة بصورة رئيسية في نصف الكرة الجنوبي، في تخفيض هذا الانتشار. مع ذلك تؤكد بعض الدول ان معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية فشلت في تأمين وعودها الأساسية: نزع الاسلحة من جانب دول تملك أسلحة نووية مقابل تخلي دول لا تملكها عن السعي للحصول على أسلحة نووية.لا يمكن استدامة هذا الوضع إلى ما لا نهاية. وطالما ظلت بعض الدول تملك أسلحة نووية سوف تسعى دول أخرى إلى امتلاكها لمصلحة أمنها القومي، أو كرمز لمركزها في العالم، أو لاستخدامها في عمليات إرهابية. وفقط في عالم ممكن التحقق من خلوه من الأسلحة النووية، لن يكون هناك أي انتشار. وسوف يكون ذلك العالم عالماً أكثر أماناً وعالماً أفضل للجميع، بصورة متساوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram