عواصم / متابعة اخبارية في اشارة واضحة الى حجم اليأس الذي وصل اليه المواطن العربي في اكثر من مكان من العالم العربي من صعوبة الحياة وارتفاع نسب البطالة واستشراء الفساد الحكومي وقمع الحريات العامة بكل اشكالها ، استمر مسلسل حوادث الانتحار حرقا ، فيما وصلت الاحتجاجات الشعبية الى دول الخليج العربي ، وسجل يوم امس الثلاثاء حادثتي انتحار في الجزائر ومصر
ليصل العدد الى ثمانية حوادث خلال اربعة ايام فقط وسط توقعات من المراقبين بتفاقم هذه الظاهرة المأساوية وانتشارها في اكثر من بلد عربي تعاني من انظمة الحكم الفاسدة التي حولت شعوبها الى اناس معدمين يبحثون عن لقمة العيش فلا يجدونها .فقد اوردت الصحف الجزائرية امس الثلاثاء ان شخصا خامسا حاول الانتحار باضرام النار في نفسه في مدينة الوادي (650 كلم جنوب شرق العاصمة) على الحدود مع تونس، احتجاجا على ظروفه المعيشية السيئة مما تسبب باصابته بحروق طفيفة.وقالت جريدة "الخبر" ان "الشاب معامير لطفي البالغ من العمر 35 سنة وهو أب لستة اطفال اضرم النار في جسده صباح امس (الاثنين)، داخل مقر المجلس الشعبي الولائي (مجلس المحافظة) بالوادي احتجاجا على البطالة وحرمانه من السكن".ونقلت الصحف عن رئيس المجلس الشعبي الولائي قوله ان الشاب "تقدم اليه يطلب سكنا ومنصب عمل، فأجابه بأنه ليس الجهة التي تمنح السكن ومناصب الشغل. فهدد بأنه سيحرق نفسه إن لم تتحقق مطالبه (...) وما هي إلا دقائق قليلة حتى عاد مجددا بقارورة ملأها بالبنزين من سيارته متجها نحو مكتب رئيس المجلس وهو يصرخ ثم صب البنزين على نفسه وأشعله بولاعة".وتعد هذه خامس محاولة انتحار بالنار تشهدها المدن الجزائرية منذ اشعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه، وهو الفتيل الذي فجر انتفاضة شعبية في تونس انتهت بسقوط الرئيس زين العابدين بن علي وفراره خارج البلاد يوم الجمعة الماضي.وكان الشاب بوترفيف محسن أضرم النار في نفسه السبت الماضي أمام مقر بلدية بوخضرة في محافظة تبسة (630 كلم شرق العاصمة) على الحدود التونسية ايضا، وهو لا يزال في المستشفى حيث يرقد في حالة خطرة.وشهدت محافظات مستغانم (355 كلم غرب العاصمة) وبومرداس (40 كلم عن العاصمة) وغرداية(600 كلم جنوب العاصمة) محاولات انتحار لم تسفر عن إصابات خطيرة وحالات ضحاياها مستقرة.وفي مصر اضرم مصري ثان النار في نفسه امس الثلاثاء امام مقر مجلس الوزراء في وسط القاهرة غداة قيام رجل في الخمسين من عمره بعمل مماثل امام مبنى مجلس الشعب، بحسب ما افاد مصدر امني.ولم تعرف بعد هوية الرجل او دوافعه، بحسب المصدر الأمني الذي قال انه تم نقله الى مستشفى المنيرة المجاور "مصابا بحروق خفيفة".وكان رجل في الخمسين من عمره اضرم النار في نفسه امس الاول الاثنين امام مقر مجلس الشعب في القاهرة ، وقال عبده عبد المنعم وهو صاحب معطم من مدينة القنطرة القريبة من الاسماعيلية (على قناة السويس) في التحقيقات التي اجرتها النيابة العامة انه احرق نفسه احتجاجا على ما لحق به من "اهانة" اثناء سعيه للحصول على حصة اسرته من الخبز المدعم.ووفق مصدر قضائي، قال الرجل في التحقيق ايضا ، انه "اعتاد ان يحصل من الوحدة المحلية بمنطقة القنطرة على كوبونات تحدد نصيبه الشهري هو وافراد اسرته من الخبر المدعم ولكنه عندما ذهب الاربعاء الماضي ليأخذ الكوبونات فوجئ بموظفة تقول له ان اسمه غير مقيد لديها وان هناك تعديلات جديدة في الاجراءات تتطلب منه ان يسجل اسمه اولا في الوحدة المحلية".واضاف امام محققي النيابة انه "تقدم بشكوى لرئيس مجلس المدينة الذي طلب تليفونيا من الموظفة ان تعطيه كوبونات فعاد اليها ولكنها قالت له انها سوف تصرفها (لله) (اي من باب الصدقة) فشعر بالاهانة وقرر ان يشعل النار في نفسه"، وفق المصدر نفسه.وسارع رئيس مجلس الشورى الامين العام للحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف الشريف الى الادلاء بتصريحات تضع هذا الحادث في سياق المشكلات البيروقراطية لينفي عنه اي صفة اجتماعية او سياسية.وقال الشريف "يجب ان نتعامل مع الموضوع بحجمه وحقيقته وعلى حد علمي فان هذا المواطن يمتلك مطعما ولديه مشكلة في صرف حصة الدقيق الخاصة به وليس هناك ما يدعو ان يناقش المجلس هذا الامر".ولكنه اكد "ضرورة العناية بهذه المشاكل واذا كانت جهة ادارية ما تعنتت معه فيجب ان تحاسبها الحكومة ويأخذ المواطن حقه".من جهته، قال وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب انه ينبغي "عدم استباق الاحداث في مثل هذه الموضوعات والقفز الى نتائج محددة نتيجة استنتاجات، والامانة تقتضي ان ننتظر نهاية التحقيقات".وأكد الحزب الوطنى الحاكم في مقال نشر على موقعه على الانترنت ان "التوجه العام لدى الرئيس (المصري حسني) مبارك هو عدم تحميل الفئات الفقيرة من الشعب أعباء جديدة أو زيادة أو فرض ضرائب جديدة".واضاف الحزب ان مبارك "يؤكد فى جميع خطبه ولقاءاته المستمرة مع الحكومة والمواطنين وبكلمات حاسمة لا تحتمل اللبس أو التأويل إنحيازه الدائم للفقراء والبسطاء، وحرصه على عدم تحميل الطبقات الفقيرة ومحد
تواصل مسلسل الانتحار حرقاً فـي مصر والجزائر احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية

نشر في: 18 يناير, 2011: 06:06 م