 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع ريليف ويب الدولي قيام منظمة WHH الألمانية الدولية للمساعدات الإنسانية وتحقيق الامن الغذائي وبالتعاون مع برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة UNDP بتنفيذ مشروع نصب 18 محطة ألواح طاقة شمسية في منطقة سنجار وفرت طاقة كهربائية أعادت الحياة لعدة قرى زراعية فيها مشيرا الى استفاد أكثر من 40 ألف شخص بشكل مباشر او غير مباشر.

في عمق منطقة سنجار الجبلية تقع هناك أراضي قرية، وير خدر، الزراعية المصطفة الواحدة بجنب الأخرى حيث يستمر أهالي القرية بممارسة مهنة الزراعة وتربية النحل والمواشي. وتنتشر أشجار التين في اراضي القرية الجبلية بضمنها مزرعة الايزيدية، حليمة، لأشجار التين التي رعتها منذ ثلاث سنوات.
وكانت الايزيدية حليمة تعمل في الزراعة منذ فترة طويلة وبنت مزرعتها الخاصة التي نثرت فيها بذور الفاكهة،" نبات العنب يجعلني سعيدة". قالت وهي تجني عناقيد العنب وتضعه في سلة.
ويشير التقرير الى ان مهنة الزراعة قريبة لقلوب أهالي قرية وير خذر بشكل خاص وأهالي سنجار بشكل عام، حيث يزرعون أصنافا متعددة من الخضار والفاكهة ويبيعوها في أسواق منطقة سينوني وسنجار في محافظة نينوى. وتقول حليمة "انها الطريقة التي نجني فيها المال، فنحن نبيع التين وبقية صنوف الفاكهة".
وبينما كانت قرية وير خدر مزدهرة تتوفر فيها المياه، فانه منذ العام 2019 تواجه شحة بالمياه، وهو تحدي واجهه أهالي المنطقة وكذلك الايزيدية حليمة التي أدركت بان مزرعتها ستحتاج الى مصدر ماء مستمر لتبقى خضراء.
ومع وجود شحة في المياه، وصعوبة في الري بسبب الافتقار لتقنيات حديثة مثل منظومة الري بالتنقيط، فان استخدام أساليب قديمة مثل حفر القنوات والسواقي مع عدم توفر طاقة كهربائية سيزيد الوضع سوءا.
وبينما ضرب الجفاف القرية، فقد سعى الأهالي لشراء مولدات لاستخراج مياه من الابار لأراضيهم. هذا الحل غير المستدام، ليس مكلفا فقط، بل انه يسبب تلوث الجو أيضا، ويزداد الوضع سوء خلال فترة حرارة الصيف من أيار الى أيلول.
تقول المزارعة حليمة "لقد فقد الأهالي الامل وبدأوا بترك مزارعهم والانتقال الى مركز مدينة سينوني وسنجار. والذين بقوا بدأوا يفكرون أيضا بالرحيل، ولكن بالنسبة لنا، فان الأرض الزراعية غالية جدا لا يجدر مغادرتها".
واشار التقرير الى ان العراق يعتبر أحد أكثر البلدان في العالم تعرضا لتبعات التغير المناخي وموجات الحر وقلة هطول الامطار وشح المياه والتصحر. وفي نفس الوقت ذكر تقرير أخير لمنظمة الهجرة الدولية بان حالات النزوح الناجمة عن شح المياه والتصحر دفعت أكثر من 83 ألف شخص الى مغادرة مناطقهم الزراعية في 10 محافظات اغلبها في جنوبي العراق. حيث حالات التغير المناخي والتدهور البيئي منتشرة في العراق، وأدى ذلك الى الحاق الضرر بعوائل بقلة مواردها المالية وفقدان مصدر عيشها.
وخلال العام 2023 شرعت منظمة ويلثهنغرهايلف WHH الألمانية وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية وبتمويل من الحكومة الألمانية بتنفيذ مشروع، دعم وإحياء القطاع الزراعي، في سنجار وتلعفر بمحافظة نينوى. ويهدف المشروع الى توفير فرص عمل مستدامة لعوائل متضررة من خلال دعم المزارعين والمشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة والمساهمة في تحسين مهاراتهم للحصول على مصدر معيشي مستدام.
ويذكر التقرير ان الافتقار الى فرص توفير معيشة وفرص وظائف هي من أكثر التحديات التي تقف بوجه توفير حلول مستدامة في العراق، وبالتالي هذا الامر يقوض عودة نازحين لمناطقهم الأصلية. وان 68% من فرص العمل المتوفرة هي فرص عمل غير رسمية بسبب عدم قدرة القطاع العام والخاص من توفير فرص عمل مستقرة، وان شريحة الشباب تضرروا من البطالة بنسبة 36%.
هذا المشروع الذي نفذته المنظمة الدولية الألمانية يعتبر حيويا لتنمية قدرات أبناء المنطقة وزيادة فرصة تأمين دخلهم المعاشي وتوفير فرص عمل رصينة لكل من الرجال والنساء من المتضررين. وكانت المزارعة الايزيدية حليمة احدى المستفيدات من المشروع، حيث استطاعت مع عشرين عائلة أخرى من الاستثمار من مشروع لوحات الطاقة الشمسية لتوفير طاقة نظيفة لمزارعهم واستخدامها في تشغيل مضخات المياه.
قالت المزارعة حليمة "العام الماضي كانت الأشجار عرضة للجفاف والموت وكانت نسبة الثمار قليلة، أما مشروع الطاقة الشمسية فقد وفر لنا الامل. أشجارنا اليوم نمت وتحسنت من خلال ما وفرته الطاقة الكهربائية المولدة من اللوحات الشمسية في تشغيل المضخات مع عدم وجود ضوضاء ولا تلوث للجو".
ومضت بقولها " أود ان أرى تنفيذ مزيد من مشاريع الطاقة النظيفة، وأتمنى ان أرى سنجار كلها تنعم بمشاريع الطاقة الشمسية".

• عن موقع ريليف ويب الدولي