 صلاح الدين / محمود الجبوري

أعلنت محافظة صلاح الدين انخفاض الحوادث المرورية التي سببها الجاموس السائب في عدة طرق جنوب شرق تكريت، بعدما خلفت عشرات الضحايا والمعاقين. وطالب سكان المناطق الواقعة بين قضاء تكريت وقضائي سامراء والدور جنوب شرق تكريت بمعالجات وحلول لحوادث السير التي يسببها الجاموس السائب في الطرق الرئيسية والزراعية، والتي سببت كوارث بشرية.

شهدت الطرق الرئيسية جنوب شرق تكريت، وأبرزها طرق سامراء مع الدور، وسامراء مع ناحية الحويش، وسامراء مع نواحٍ أخرى، خلال السنوات الماضية، حوادث مرورية يومية بسبب تجوال الجاموس السائب في تلك الطرق. وأكدت إحصائيات رسمية أن أغلب الحوادث مميتة وطالت أطباء وأساتذة جامعيين وأكاديميين ووافدين من مناطق أخرى.
منير أحمد العباسي، أحد سكان ناحية العباسي، بيَّن في حديثه لـ(المدى) أن «الجاموس السائب كان يتواجد في الطرق الرابطة بين سامراء وعدة نواحٍ أخرى قبل عام 2003، لكن بنسب محدودة، فيما تضاعف عدد الجاموس خلال السنوات الأخيرة».
وأوضح العباسي أن «قطعان الجاموس تزايدت بشكل كبير في أطراف سامراء وقضاء الدور جنوب شرق تكريت بعد انتهاء الحرب مع تنظيم داعش وحروب التحرير عام 2017، بعد وفود مربي جاموس ينتمون لتشكيلات الحشد الشعبي من المحافظات الجنوبية إلى مناطق صلاح الدين بسبب توفر المياه والمراعي ومقومات تربية الجاموس». وأكد العباسي أن عدة طرق بين سامراء ووحدات إدارية أخرى أصبحت طرق موت للمارة والوافدين بسبب ظهور الجاموس بشكل مباغت أمام السيارات وتسببه بحوادث مميتة، مشيرًا إلى أن الأهالي في المناطق المتضررة قدموا طلبات رسمية للجهات الحكومية لإنقاذهم من الموت المجهول في طرق تعج بالجاموس على مدار 24 ساعة.
أبو سامر العزاوي (55 عامًا)، من سكان قضاء الدور جنوب شرق تكريت، أوضح أن غالبية قطعان الجاموس مهملة من قبل الرعاة الذين يعملون بأجر، إذ يتركونها منذ الصباح ولا يعودون إليها إلا قرب غروب الشمس أو في المساء، مشيرًا إلى أن الكثير من الرعاة وأصحاب الجاموس غير مبالين بالمخاطر المرورية.ويرى العزاوي في حديثه لـ(المدى) أن الإهمال أبرز أسباب الحوادث المميتة التي يسببها الجاموس رغم التحذيرات والمناشدات الكثيرة التي أطلقها السكان للجهات المعنية، منتقدًا دور الجهات الأمنية والمرورية حيال الحوادث المميتة طيلة السنوات السابقة.
واستدرك: «الخطر الأمني والمخاوف من جيوب داعش منع الكثير من الرعاة من ملاحقة قطعان الجاموس في المناطق البعيدة أو المعزولة لتفادي الوقوع بقبضة أو كمائن العناصر الإرهابية».
وعزا مدير ناحية المعتصم سابقًا التابعة لقضاء سامراء، علاء عبد الرحمن الريحان، أسباب حوادث الجاموس إلى ضعف الثقافة المرورية وعدم المبالاة بخطورة الطرق رغم التحذيرات المستمرة للسائقين والمارة في طرق الجاموس.
وبيَّن الريحان في حديثه لـ(المدى) أن قرب الطرق ومحاذاتها لنهر دجلة جعل قطعان الجاموس تخرج بشكل مفاجئ من النهر نحو الطرق الرئيسية بسبب غياب الأسيجة والمصدات الحامية للطرق، منوهًا إلى أن لون الجاموس (الرمادي) المقارب للون الشارع ضاعف من الحوادث المرورية الليلية التي فتكت بعشرات المدنيين خلال السنوات الماضية.
فيما أكد مدير ناحية مكيشيفة، برهان محمد عبد، زوال وتلاشي حوادث الجاموس السائب بنسبة 80-90% بعد إكمال خطة الأسيجة الحديدية على جانبي الطرق والتي منعت حركة الجاموس السائب نحو الطرق الرئيسية وحمت السائقين من الحوادث المباغتة. وأشار أحمد إلى أن طول الأسيجة الحديدية تجاوز 11 كم وأسهم في درء خطر كبير كان يمثل رعبًا يوميًا للمارين في طرق الجاموس السائب خلال الفترات الماضية. وكان مجلس سامراء السابق قد صوَّت عام 2019 على مصادرة المواشي والحيوانات السائبة التي تتجول داخل المدن أو على الطرق الخارجية، وفرض غرامة قدرها 25 مليون دينار عراقي بحق المتسببين بحوادث السير من أصحاب المواشي في حدود محافظة صلاح الدين.
وأكد القرار آنذاك تولي قيادة عمليات سامراء والأجهزة الأمنية كافة تنفيذ القرار، إلا أن القرار لم يدخل حيز التنفيذ الميداني ولو بنسب قليلة.