TOP

جريدة المدى > محليات > تعثر المشاريع يغرق العمارة في غبار الأتربة

تعثر المشاريع يغرق العمارة في غبار الأتربة

نشر في: 21 أكتوبر, 2024: 12:04 ص

ميسان / مهدي الساعدي

تعيش مدينة العمارة تحت غطاء كثيف من الغبار والأتربة المتصاعدة من شوارعها، نتيجة حركة السيارات وهبوب الرياح، بسبب عدم إنجاز المشاريع التي تشهدها المدينة، والتي يتلكأ بعضها لأكثر من عشر سنوات.
وسببت أجواء الغبار والأتربة تذمر المواطنين، نتيجة المؤثرات السلبية على صحة الإنسان أولاً وعلى نظافة البيئة وجو المدينة.
وعن أسباب انتشار الغبار والأتربة في أجواء مدينة العمارة، بين موظف في مديرية بلدية المدينة لم يكشف عن اسمه لصحيفة (المدى)، أن «المشاريع غير المنجزة هي السبب الأكثر تأثيراً في تصاعد الغبار والأتربة، ومنها مشاريع كبيرة مثل مشروع نفق ومجسر الكرامة الذي يمر بعدة أحياء، أو مشروع مجسر البتيرة، وهناك مشاريع تنفذ داخل الأحياء نفسها مثل مشروع إعادة تأهيل شوارع وأرصفة منطقة عواشة».
وأضاف: «هناك أسباب أخرى تؤدي إلى تصاعد الغبار، منها وجود الأتربة المتراكمة على الشوارع العامة أو شوارع الأحياء الأخرى بسبب عدم تنظيفها بشكل مستمر، أو وجود شوارع غير معبدة بسبب حداثة تخطيطها، مثل شوارع حي الحرية ودور النفط».
من جانبه، بين الناشط البيئي أحمد جاسم لصحيفة (المدى)،أن «محافظة ميسان تتصدر قائمة تصاعد الغبار والأتربة بين المحافظات العراقية الأخرى، وعلى الرغم من جفاف الأهوار وانعدام وجود الحزام الأخضر والغطاء النباتي، إلا أن السنين السابقة كانت أقل وطأة. أما السنوات الحالية والقادمة فسيتزايد الوضع سوءاً بسبب قلة الغطاء النباتي وهشاشة التربة، بالإضافة إلى تأثيرات الجزرات الوسطية غير المستغلة والساحات الترابية بما فيها الملاعب والشوارع غير المكسية، والمناطق الزراعية التي تحولت إلى سكنية وبالتالي انعدام الخدمات». واضاف: «افتقار المحافظة إلى آلات ومكائن جمع الأتربة من الشوارع العامة والرئيسية والأرصفة، وبالتالي تراكم الأتربة وكثرة حركة السير التي تؤدي إلى تطاير الأتربة والغبار». تذمر أبناء المدينة من تصاعد الغبار في الأجواء لم يقتصر على الرجال فقط، بل كانت للنساء حصة منه. حيث أكدت الحاجة أم حسين، إحدى ربات بيوت حي الكرامة، لصحيفة (المدى)، أن «الغبار والأتربة يدخل إلى منازلنا بشكل يومي بسبب لجوء السيارات إلى الشوارع الفرعية في الحي وابتعادها عن الشوارع الرئيسية بسبب مشروع مجسر الكرامة. وعلى الرغم من غلق الأبواب والشبابيك، إلا أن الغبار يملأ المنزل، مما زاد معاناة التنظيف بشكل يومي لنفضه عن الأغراض المنزلية والغرف». وأكدت الحاجة أم حسين: «وكل هذا ونحن أفضل حالاً من البيوت التي تقع أمام الشوارع الترابية بشكل مباشر، التي تعلوها الأتربة وطبقات الغبار».
استياء أبناء المدينة وتذمرهم من مشاريع إعادة إعمار بعض المناطق، وعدم وجود كوادر بحجم المشروع وتعطيل وتأخير وتيرة العمل، كان واضحاً على محيا أصحاب المحال التجارية في منطقة عواشة وسط المدينة. وبين جواد سالم، صاحب محل تجاري في منطقة عواشة، خلال حديثه لصحيفة (المدى): «منطقة عواشة إحدى أكبر أحياء المدينة وأكثرها جمالاً، بسبب خصوصيتها، وأبناء المدينة يعرفون ذلك جيداً. ولكنها أصبحت منطقة غبارية يعلوها التراب المتطاير بسبب تلكؤ العمل في إنجاز مشروع إعادة تأهيل شوارعها، ليتحول المشروع إلى نقمة على أبناء المنطقة، وكل ذلك يرجع إلى تأخر الإنجاز وتباطؤ وتيرة العمل وعدم التنسيق والتعطيل لأسباب غير معروفة، وانعدام وجود الرقابة».
واكد أن «أصحاب المحال في فقدان مستمر لزبائنهم الذين توجهوا إلى محال في مناطق أخرى تكون وطأة التراب فيها أقل».
ونوه الناشط البيئي أحمد جاسم خلال حديثه لصحيفة (المدى)، أنه «يؤثر تصاعد الغبار والأتربة على صحة الإنسان، وبالخصوص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، والتي أصبحت من الأمراض الشائعة مؤخراً بسبب تلوث الأجواء. كما تؤثر الأجواء المتربة والمغبرة على جوانب الحياة الأخرى، ومنها العمل، خصوصاً لأصحاب البسطات والأكشاك، وعرقلة حركة الكادحين والبسطاء لضمان الحفاظ على صحتهم وعدم تعرضهم للغبار والأتربة بشكل مباشر، مما يسبب ركوداً عاماً وبالتالي التأثير على الاقتصاد العام داخل المدينة».
ورأى في الوقت نفسه أنه: «لا بد من تنفيذ حملة وطنية حقيقية ووضع آلية لزراعة الأشجار وتكثيف الغطاء النباتي والقضاء على بوادر التصحر داخل المدن، ومنها المساحات غير المستغلة للزراعة».
وأفادت تقارير محلية تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في المحافظة، انتقدت فيها ظاهرة انتشار الغبار والأتربة، وطالبت خلالها الحكومة المحلية اتخاذ إجراءات فاعلة للحد منها، وتابعتها صحيفة (المدى): «تبقى مدينة العمارة وسكانها في انتظار إجراءات جادة وفعالة من قبل السلطات المحلية لمعالجة هذه الظاهرة التي باتت تؤثر على مختلف جوانب حياتهم اليومية. فبين تأخر المشاريع الحيوية، ونقص المعدات اللازمة، والتغيرات البيئية المتسارعة، يبدو أن الحاجة أصبحت ملحة لوضع استراتيجية شاملة ومتكاملة للتعامل مع مشكلة الغبار والأتربة، بما يضمن تحسين جودة الحياة في المدينة والحفاظ على صحة سكانها وبيئتهم».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

أهالي ذي قار: مياه الشرب بلون أخضر وذات رائحة كريهة

قائد حراك قضاء الصادق: نادم على الاجتماع مع الحكومة!

العراق يصدر 13 سلعة زراعية متنوعة

نينوى تقرع ناقوس الخطر بتراجع حاد في مناسيب الخزين الأول للمياه في العراق

مقالات ذات صلة

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان
محليات

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان

 السليمانية / سوزان طاهر مشهد متكرر لحوادث الطرق التي تحصد أرواح المواطنين على مختلف الطرق في العراق، ويبدو أن طرق إقليم كردستان الرابطة بين محافظات الإقليم، باتت تحمل نفس المعاناة، فحصد الأرواح يستمر،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram