واسط / جبار بچاي
تُعدّ الفنانة المسرحية لينا عبد الرزاق رشاد إحدى أبرز الوجوه النسائية في مسرح واسط، حيث استطاعت بموهبتها وإصرارها أن تترك بصمة مميزة، مستلهمةً خطاها من رائدات المسرح الواسطي مثل خيرية أحمد وأمل طه وساهرة كاظم وساجدة الركابي. بدعم من عائلتها وزوجها، الذي قدم لها الكثير سواءً في مشوارها الدراسي حتى حصلت على الماجستير في التربية الفنية تخصص الفنون المسرحية، ومن خلال تفهمه للفن نجحت زوجته في تحقيق أهدافها، فكان خير رفيق درب. كيف لا؟ وهو رئيس فرع نقابة الفنانين في المحافظة والذي يشغل حاليًا مدير قسم النشاط المدرسي في تربية واسط.
تقول لينا في حديثها لـ (المدى): «بدأت ممارسة الفن منذ طفولتي، وظهرت أولى مواهبي في الخياطة في الصف الخامس الابتدائي، إذ كنت أخيط ملابس لألعابي. بالإضافة إلى ذلك، طوّرت مهاراتي في الأشغال اليدوية والفنون التشكيلية، لكنني عشقت المسرح أكثر».
تنتمي لينا، التي تشغل منصب مسؤولة شعبة الفنون المسرحية في نقابة الفنانين بالمحافظة، إلى أقدم وأشهر العوائل الفنية المهتمة بالفنون الموسيقية والمعروفة في واسط باسم «الفرقة الجوزية»، وهي أول فرقة موسيقية في واسط تأسست في سبعينيات القرن الماضي. لذلك كانت رغبتها دراسة الفن، فدخلت كلية الفنون الجميلة وتفوقت في دراستها حتى حصلت على الماجستير، وشجعها كثيرًا أستاذها الدكتور حبيب ظاهر.
وذكرت أن «أول أعمالي على خشبة المسرح كان مسرحية "ذنوب المرأة"، بينما كان آخر أعمالي مسرحية "الحر"، أديت فيها دور أم الحر. وبين العملين قدمت أعمالًا مسرحية كثيرة وتعاملت مع عدد من المخرجين، لكنني أعتز بتجربتي مع الأستاذ أحمد نجم، فهو يتميز برؤية فنية فريدة وقدرة على تجسيد الأفكار بطرق مبتكرة، كما أن تواجده في الساحة الفنية يعكس التزامه بتحقيق جودة عالية في كل عمل يقوم به».
وقالت: «لم أواجه صعوبات وأنا أعتلي المسرح بسبب العادات والتقاليد السائدة، بل أتمتع بثقة عالية وسمعة طيبة في محافظتي بفضل دعم عائلتي وزملائي الفنانين. لهذا أركز دائمًا على تقديم فن راقٍ يحظى بالتقدير، ولا أعتقد أن هناك من ينافسني من النساء في مجالي، وأفتخر كثيرًا بدعم وتشجيع طالباتي».
وأضافت: «كنت وما زلت أجد أن العمل في المسرح يحتاج إلى شجاعة وإيمان برسالة الفن، وقد قدمت هذه الرسالة، وأحسب أن التفاعل الإيجابي للجمهور وزملائي وأهالي واسط عامل مشجع لي»، مؤكدةً أن «وجود شخصيات نسوية اعتلت المسرح الواسطي مثل الفنانة خيرية أحمد (زينب)، والفنانة الكبيرة أمل طه وساهرة كاظم والفنانة ساجدة الركابي وغيرهن، يعكس إسهامات نسوية بارزة في مسرح واسط. لكن ما يؤسف له أن توثيق أعمالهن، باستثناءإسهاماتهنمحدود جدًا، مما حجب تقدير إرثهن الفني وتأثيرهن. وأرى من المهم توثيق تاريخهن الفني لإبراز إسهاماتهن كمصدر إلهام للأجيال القادمة، خاصة النسوية.»
ودعت إلى «المشاركة النسوية في الأعمال الفنية، خاصة المسرحية، سيما مع دعم فرع النقابة في واسط، وكذلك المركز العام بفتح الأبواب للجميع دون تمييز».
وقالت: «رسالتي في الحياة تتمحور حول تجاوز المستحيل… أؤمن أن الإصرار والعزيمة هما الأساس لتحقيق النجاح، وأن التحديات ليست سوى فرص قيّمة للتعلم والنمو. على الرغم من الصعوبات التي قد أواجهها أحيانًا، أستمد قوتي من تجاربي وأعتبرها خطوات ضرورية نحو تحقيق أهدافي".
