TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > في معرضه الجديد فائق العبودي يستحضر الحضارات القديمة

في معرضه الجديد فائق العبودي يستحضر الحضارات القديمة

نشر في: 22 أكتوبر, 2024: 12:06 ص

متابعة المدى

افتُتح معرض الفنان التشكيلي العراقي السويسري “فائق العبودي” بعنوان “أبجدية الأسلاف” في غاليري الأرض بمدينة زيورخ، حيث عرض العبودي 15 عملًا فنيًا أثارت تساؤلات عميقة لدى الجمهور الذي توافد لحضور الافتتاح، والذي كان في غالبيته من المثقفين والفنانين. قدّم العبودي أعمالاً تبدو كأنها قطع أثرية قديمة، تحمل علامات الزمن وخدوشه، مما أضفى عليها طابعًا خاصًا يجمع بين أصالة الماضي وروح الحاضر.
ضم المعرض خمسة عشر عملا من أعمال الفنان العبودي، والتي كبقية أعمال الفنان السابقة تتميز بكونها نقدم الماضي برؤية معاصرة، وتستخدم اللغات القديمة في بلاد ما بين النهرين، حتى تكاد تبدو اللوحات رقمًا أثريًا استخرج للتو من الأرض، وتقدم رؤية فنية متفردة تجمع بين الأصالة والحداثة، قال عنه أحد النقاد الذين حضروا المعرض: " لو أخفينا تواريخ الانتهاء من العمل، لأخطأنا في تقدير الزمن الذي انتجت فيه هذه القطع، وظننا أنها جاءت من أزمان غابرة"، حيث أن استخدام الفنان العبودي للرموز القديمة، والحروف الأثرية يجعل اللوحات تثير تساؤلات عميقة في نفس المتلقي حول الهوية، والزمن، والأثر، والمعنى، والانتماء، والانسان.
في هذا المعرض، يواصل العبودي نهجه في استخدام الرموز والطلاسم القديمة التي كانت وما زالت محط تساؤلات الإنسانية عبر التاريخ، هذه الرموز ليست مجرد أشكال جامدة، بل هي لغة بصرية تعكس الفكر الإنساني القديم وتعيد طرحه بأسلوب جديد.
من خلال استخدامه لهذه الرموز، يسعى العبودي إلى استكشاف مفاهيم مثل الذاكرة والهوية الجماعية والوجود الإنساني عبر العصور.
لقد استطاع الفنان أن يدمج بين الأصالة والمعاصرة، حيث جاءت أعماله بمثابة ترجمة فنية لحضارات قديمة، إذا ما نظرنا إلى هذه الأعمال بتجرد من الزمن الذي أنتجت فيه، نجد أنها تسهم في إعادة تشكيل الماضي، لكنها ليست مجرد نسخ أثرية، بل هي محاولات ذكية لاستلهام تلك الرموز وإعادة تشكيلها بطريقة تعكس إعادة احياء التراث القديم بطريقة معاصرة.
ما يميز أعمال فائق العبودي هو ليس فقط موضوعها، بل أيضًا التقنيات الخاصة التي يستخدمها. فهو يتعامل مع المواد وكأنها كائنات حية تشارك في عملية تجديد الزمن، حيث تبدو الأسطح المتآكلة والخشونة الواضحة في أعماله الفنية، وكأنها تحمل آثار الزمن، وكل لوحة تحمل معها قصة طويلة من الاستخدام والتحول بين أصابع هذا الفنان المتمرس الذي نجح برسم الزمن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمود عبد الصاحب البقلاوة

    منذ 3 أيام

    مبارك مبارك نجاح المعرض

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

لينا رشاد أحد أبرز وجوه المسرح في واسط: الفن يحتاج شجاعة وإيمان برسالة

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

في معرضه الجديد فائق العبودي يستحضر الحضارات القديمة

بائع ورود متنقل يزين شوارع نينوى ببدلته الرسمية

أمتار تفصل مئذنة الحدباء عن الاكتمال.. الموصليون يحتفلون بتقدم البناء

مقالات ذات صلة

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

الموصل / سيف الدين العبيدي في قلب الموصل، وفي ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار، يواصل عبدالحق السنجري إحياء فن صناعة الدف التقليدي، ليكون الوحيد في المدينة الذي يمتهن هذه الحرفة النادرة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram