ترجمة: عمار كاظم محمدكيف يستفيد التونسيون من التجربة العراقية بعد 2003؟.. هذا التساؤل طرحته اليزابيث روبن المسؤولة المحافظة في موقع الواشنطن بوست في معرض وضعها لموقع يتعلق بثورة الياسمين التونسية والذي تنتقد فيه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون بسبب بيانها الضعيف في مساندة احتجاجات الشعب التونسي ونصح الرئيس اوباما بدفع المنطقة لكي تعطي الناس رأيها السياسي الحقيقي.
وكان على الرئيس اوباما ان يتبنى سياسات صلبة للعمل على مساعدة الديمقراطية ليس فقط في تونس بل في الاردن ومصر واماكن اخرى واذا اراد اوباما ان ينتج اتصالا مع المسلمين فعليه ان يتوقف عن التزلف للزعماء الاستبداديين واظهار امريكا انها ستستمر بكونها الى جانب اولئك الذين يتوقون الى الحرية. لقد كانت المشكلة دائما هي اي عمل صلب يمكن ان يقوم به اوباما او اي رئيس امريكي آخر بشكل متوازن حيث امريكا متهمة دائما بالتنافس في المنطقة،هل هي التضحية بالمشاركة في العمل الاستخباري مع مصر او اليمن مثلا في مقابل الجزء المبدئي وقطع المساعدات العسكرية؟ هل الطلب بقيام انتخابات عادلة التي ربما تؤدي الى صعود قوة سياسية عدائية للأجندة الامريكية؟ في الحالة الخاصة بتونس فالحقيقة ان الانتفاضة التي قامت في تونس وادت الى ازاحة الرئيس زين العابدين بن علي كانت تلقائية وداخلية بمجملها وان احد اصولها العظيمة في عيون الناشطين انهم يودون محاكاة ثورة الياسمين في اماكن مثل مصر او الجزائر. هناك لغط في انه يجب على الولايات المتحدة ان تبدي دعمها للتغيير الديمقراطي في تونس وتجنب الوقوف في وجه الثورة التي ليس لديها ما تفعله تجاهها حيث تبقى نتائجها النهائية غير قابلة للتخمين. سؤال واحدة طرحته الآنسة اليزابيث روبن في عمودها كان لديه جواب واضح على اية حال وهو"الى اي مدى كان لزاما على ظهور الديمقراطية في العراق ان تتعامل مع هذه الثورة الشعبية في تونس؟ اي بمعنى آخر هل كان يجب على التغيير ان يكون من الداخل ام الخارج؟لقد غطت الانسة اليزابيث العراق ومصر ما بين 2003 الى 2008 وحاولت استكشاف السؤال مع العديد من الاكاديميين فيما اذا كان دخول العراق يدفع للتغيير السياسي الاقليمي هذا السؤال كان مطروحا للعديد من السياسيين ومتوسطي الناس في داخل وخارج المنطقة على مدى عدة سنوات كما انها تحدثت في الوقت الحاضر مع العديد من التونسيين خلال الايام القليلة الماضية وكان الجواب واضحا هو قليل او لاشيء. العنف الطائفي والتمرد والدور الامريكي في مقاتلته اودى بحياة عشرات آلاف من العراقيين وبقي العراق الى اليوم في وضع غير مستقر كما ان وجهة النظر الاقليمية حول حرب العراق كانت على العموم سلبية كما ان نموذج ما حصل في العراق هو امر يجب تجنبه على كل الاصعدة. سايمون هوكنز الاستاذ في علم الانثربولوجي في جامعة فرانكلين ومارشال كان يتحدث عن التاريخ والسياسة في تونس حيث كانت لديه اطروحة عن تونس وكان يأتي ويذهب الى هناك منذ الثمانينيات من القرن الماضي اعاد التذكر بشكل عفوي كيف ان الديمقراطية قد اعطيت لها معان سيئة بين الشباب التونسي وهي نفس المعاني التي قادت الى الانتفاضة ضد بن علي وبسبب التجربة العراقية قال له العديد من الشباب التونسيين عام 2006 عن العراق"كلا شكرا". ان سياسات ادارة الرئيس اوباما في العالم العربي قد ركزت بشكل كبير على التعاون في مجال مكافحة الارهاب وتجنبت بشدة الاصلاحات السياسية في الحكومات المستبدة مثل مصر وهو ما يمثل استمرارا لنظرة الرئيس بوش خصوصا في شقها الثاني، صحيح ان الرئيس بوش قد دق نداء الحرية في الشرق الاوسط و كان جزءا اساسيا من خطاب تنصيبه لكنه اصطدم بالحقيقة المرة في كون حلفائه المقربين في مصر والبحرين والسعودية لم يكونوا مهتمين بالتحديات التي تواجه حكمهم، فبعد ان ضاعف الاخوان المسلمون سهم الرئيس مبارك ثلاث مرات في البرلمان المصري وصعود حماس في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 تراجعت الولايات المتحدة خطوة كبيرة الى الوراء في عملية ترقية الديمقراطية في العالم العربي وهو الموقف المستمر حتى هذا اليوم. عن: كرستيان ساينز مونيتر
خبراء: هل تصلح "ديمقراطية العراق" للمحاكاة فـي تونس
نشر في: 18 يناير, 2011: 07:21 م