متابعة/ المدىنفت مصادر سياسية مطلعة أن يقوم العراق بالتفاوض مع الجانب الامريكي على البقاء لفترة أطول ما بعد الانسحاب. وقالت تلك المصادر انه لا وجود لأية مباحثات أو مفاوضات رسمية لبقاء القوات الاميركية في العراق بعد انتهاء مهمتها نهاية العام الحالي. وقال النائب محمود عثمان عن الائتلاف الكردستاني لوكالة كردستان للأنباء انه"لغاية الآن لا توجد مفاوضات رسمية لبقاء القوات الاميركية في العراق،
في الوقت الذي يطلق فيه جنرالات واشنطن تصريحات عن بقائهم مدة أطول إذا ما طلبت الحكومة العراقية منهم ذلك". يذكر أن بغداد وواشنطن وقعتا اتفاقية نهاية عام 2008 بشأن الانسحاب الاميركي من العراق تقضي بالانسحاب الكامل من العراق نهاية عام 2011. وأبدى عدد من النواب خشيتهم من أن يتم تمديد بقاء القوات الاميركية في العراق بالرغم من إصرار الحكومة العراقية على التزامها الكامل بتنفيذها. وبشأن إمكانية التمديد لهذه القوات قال عثمان"لايمكن أن ننفي أو نؤكد بقاء هذه القوات لان الأمر سيناقش خلال المدة المقبلة وسيعرفون مدى إمكانية وقدرات القوات الأمنية على فرض الأمن وحفظ الاستقرار في العراق". وتأتي مخاوف النواب بعد زيارة جوزيف بايدن الاخيرة الى العراق والتي ناقش خلالها الانسحاب الاميركي من العراق. وبالنسبة لحماية امن الاقليم بعد الانسحاب الاميركي قال عثمان ان"الولايات المتحدة لم تسهم في حفظ الأمن في اقليم كردستان اثناء وجودها في العراق فكيف تتعهد بحماية الاقليم بعد الانسحاب". وكان نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن جدد التزام بلاده بحماية امن اقليم كردستان خلال لقائه رئيس الاقليم مسعود بارزاني يوم الجمعة الماضي خلال زيارته للعراق. وكان الجيش الاميركي في العراق قد انهى مهامه القتالية في نهاية اب الماضي وابقى على نحو 50 الف جندي لمهام اسناد ومشورة ودعم القوات العراقية تمهيدا للانسحاب الكامل نهاية العام الحالي.وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بحث مع المسؤولين العراقيين الخميس الماضي في بغداد"التقدم"الحاصل عبر تشكيل حكومة شراكة بعد ازمة سياسية استمرت تسعة اشهر ولم تنته فصولها بعد، ملمحا في الوقت ذاته الى"احتمال"بقاء قوة اميركية الى ما بعد العام 2011.وقال للصحفيين حول الهدف من الزيارة"انا هنا للاحتفال مع العراقيين بالتقدم الذي حققوه، لقد شكلوا حكومة وهذا شيء جيد". لكنه استدرك قائلا"ما يزال هناك عمل كثير".وجاءت هذه الزيارة في وقت ينص اتفاق امني على انسحاب تام للقوات الاميركية، قبل نهاية العام 2011.لكن مسؤولين من البلدين يطالبون ببقاء قوة اميركية صغيرة خصوصا من اجل تقديم دعم جوي ومساعدة عسكرية.وينتشر حاليا خمسون الف جندي اميركي في العراق.وخلال الزيارة، توجه بايدن الى قاعدة فكتوري قرب مطار بغداد للاجتماع بالجنود هناك، وخاطبهم قائلا"ما تفعلونه هنا الان خلال هذه المرحلة الانتقالية سيضع الحكومة والشعب العراقيين في موضع سيمكنهم من الحفاظ على الانجازات التي كنتم مسؤولين عن تحقيقها".واضاف"انكم تقومون بتدريب القوات العراقية لكي تتولى موقع القيادة فهي افضل يوما بعد يوم، وستستمر حاجتها الى المساعدة لبعض الوقت. ولكن في الحقيقة، فان الكثير من الامور تتغير خلال المرحلة الانتقالية، وقد تغيرت مهمتنا بشكل كلي منذ ايلول الماضي".وختم بايدن قائلا"لكن، المهمة قد تتغير مجددا نهاية العام 2011، من المحتمل ان نكون في موقع تقديم الدعم كما من المحتمل ان نستمر، في بعض النواحي، في تدريب وتجهيز القوات العراقية".ونقل بيان عن رئيس الوزراء نوري المالكي قوله خلال الاجتماع ببايدن"هناك ضرورة لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات عن طريق تفعيل اتفاقية الاطار الستراتيجي والبدء بعقد اجتماعات فورية للجنة العليا المشتركة".لكن المالكي اكد قدرة بلاده على"مواجهة التحديات التي تعترض طريقه سواء كانت على الصعيد الامني او السياسي (...) فالعراقيون ماضون في تحقيق اهدافهم ولن يستطيع احد منعهم من تحقيق ذلك".وتعود آخر زيارة لبايدن الى العراق الصيف الماضي، عند حضوره انطلاق عملية"الفجر الجديد"في الاول من ايلول الماضي، بعد انتهاء المهام القتالية لقوات بلاده في العراق، لتبدأ تدريب القوات العراقية.
مصادر: العراق لا يفاوض لبقاء الأميركيين بعد الانسحاب
نشر في: 18 يناير, 2011: 07:23 م