خاص/المدى
أطلقت الحكومة العراقية مشروعاً كبيراً لتوسيع وتطوير شبكات توزيع الكهرباء في محافظة نينوى، بهدف تخفيف الاختناقات الكهربائية وتحسين استقرار الشبكة في المحافظة.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من الجهود لتعزيز البنية التحتية لقطاع الطاقة في العراق، حيث تعاني نينوى نقص حاد في إمدادات الكهرباء نتيجة الأضرار التي لحقت بالشبكات خلال السنوات الماضية.
والمشروع يركز على توسيع خطوط النقل، تحديث المحطات الكهربائية، وتزويد المناطق النائية بالكهرباء، مما سيؤدي إلى تحسين نوعية الخدمة وتقليل ساعات الانقطاع التي يعانيها السكان.
وقال المختص في مجال الطاقة، عادل الفهد، خلال حديث لـ(المدى)، إن "هذا المشروع يعد خطوة أساسية نحو تعزيز استقرار المنظومة الكهربائية في المحافظة"، مبيناً أن "تطوير الشبكات سيساهم بشكل مباشر في تقليل الانقطاعات المتكررة، وزيادة القدرة الاستيعابية للشبكة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة نتيجة النمو السكاني والتوسع العمراني".
وأضاف الخبير أن "تحسين شبكات توزيع الكهرباء سيكون له أثر كبير على تحفيز التنمية الاقتصادية في نينوى، حيث سيسهم في دعم الاستثمارات وتشجيع الصناعات المختلفة من خلال توفير بنية تحتية مستقرة وفعالة".
ولفت إلى أن "المشروع سيساعد في تقليل الفاقد الكهربائي وتحسين كفاءة التوزيع، مما يساهم في تقليل الهدر في الموارد".
وأوضح المختص أن "هذا المشروع يأتي ضمن جهود إعادة الإعمار في نينوى التي تضررت جراء الصراعات السابقة"، مشيرًا إلى أن "تحسين البنية التحتية للطاقة يعد جزءًا أساسيًا من عملية النهوض بالمنطقة".
وأكد على "أهمية دمج الطاقة المتجددة ضمن الشبكة، مثل الطاقة الشمسية، لتعزيز الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري".
وقالت وزارة التخطيط في بيان تلقته (المدى)، إن "مشروع توسيع وتطوير شبكات توزيع الكهرباء في محافظة نينوى، يسهم في فك الاختناقات الكهربائية في المحافظات الشمالية".
وأردف، أن "فرق المتابعة المتخصصة في وزارة التخطيط، أجرت زيارة ميدانية إلى مشروع توسيع وتطوير شبكات توزيع الكهرباء في المحافظات الشمالية في ناحية ربيعة بمحافظة نينوى؛ للوقوف على مراحل تقدم العمل ونسب الإنجاز فيه لصالح وزارة الكهرباء".
وأكمل، أن "المشروع يعد من المشاريع الإستراتيجية والحيوية في المحافظة، إذ يعمل المشروع على توسيع وتطوير المحطات الثانوية والشبكات الهوائية والأرضية، وذلك بإنشاء محطات ثانوية جديدة مع توفر معداتها ونصبها، وكذلك توسيع وتطوير المحطات الثانوية العاملة وتنفيذ مغذيات جهد (33) Kv جديدة هوائية وأرضية؛ لغرض تغذية المحطات الثانوية وتنفيذ مغذيات (11) Kv هوائية وأرضية؛ لغرض معالجة الاختناقات في الشبكة الكهربائية مع نصب محولات للتوزيع، إضافة إلى تنفيذ شبكة ضغط واطئ".
وتابع البيان، أن "المشروع يشمل أيضا إنشاء وتأهيل دوائر الكهرباء ومراكز الجباية وتطوير الاتصالات، ويوفر مستلزمات العمل مع حاسبات وطابعات، بالإضافة إلى شراء وتصليح الآليات المطلوبة لتنفيذ المشروع وأعمال متفرقة أخرى، وأي أعمال طارئة تحدث في الشبكة الكهربائية".
وأوضح، أن "المشروع يتضمن تجهيز وتنفيذ مصادر لمحطة كاخرتة (العلكانة) من محطة عوينات (132) Kv مزدوج التغذية، بطول جغرافي (31) كيلومترا، متكون من (1) كيلومتر قابلو و (30) كيلومترا هوائيا".
وبين، أن "المشروع يتضمن أيضا تجهيز متنقلات في أحياء (المأمون والأطباء وعين الحصان والعلكانة والقوسيات)".
وأشار البيان إلى، أن "المشروع يهدف إلى معالجة الاختناقات في الشبكة الكهربائية وتأهيل شبكات التوزيع وخطوط الضغط العالي والواطئ، إلى جانب تأهيل وإنشاء أبنية دوائر الكهرباء في المحافظات الشمالية من ضمنها محافظة نينوى".
ولفت إلى أنه "من المؤمل إنجاز المشروع في شهر آذار من العام المقبل 2025″، ودعت الوزارة، “الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة التي من شأنها إنجاز المشروع، وفق التوقيتات الزمنية المُحددة وإدخاله الخدمة".
ويعتبر مشروع تطوير شبكات الكهرباء في نينوى خطوة محورية لتحسين جودة الحياة ودعم النمو الاقتصادي في المنطقة، وهو ما يعكس أهمية توفير بنية تحتية حديثة ومرنة لمواكبة التحديات المستقبلية.