بغداد/ أحمد البديري شكلت معاناة كبيرة في حياة العراقيين وأخذت تشغل حيزاً كبيراً وراح الناس يؤلفون لها الأغاني وكتب عنها الشعراء مئات القصائد وبعضهم تغزل بها أكثر من حبيبته وأطلقوا العنان لأقلامهم لتكتب بها آلاف الخواطر.. والأدهى من هذا وذاك كله اخذ البعض يرسم لها اللوحات الفنية والتشكيلية، والأغرب من كل ذلك أطلق عليها العراقيون آلاف النكات التي
تستوضح مشاكل حقيقة وواقعية الامور التي تستحق ان يراها المسؤول او من هم في موقع القرار و المسؤولية .إذن فان ما تقدم ذكره كأنه مرآة تعكس صورة المستوى المتردي الذي وصلت اليه الحال في هذا الملف الحساس جداً والأساس في العراق.. لأجل ماتقدم استرق النظر بعض العراقيين الى إعلاناتهم ووصفوها بتعبير مجازي جميل وفق اللهجة العراقية الدارجة (خل يولن) ولم يستطع فلاسفة اللغة وأصحاب النحو والتفسير ان يقدموا تفسيراً ولو بسيطاً جداً للأسماء التي أطلقت عليها كيف.. ؟او لماذا..؟ واقترح عليهم البعض أدخالها الى القواميس العربية والعالمية لما لها من تأثير واضح على الحياة اليومية للمواطن العراقي فهي تدخل في صلب رزقه ومعيشته و السبب لتطويرعمله بل أنها المصدر الوحيد لبقاء عمله والارتقاء به الى مستوى الطموح، لانها لم تكن وليدة حاضر او جاءت من فراغ، ولاشك في ان تأثيرها امتد ليشمل تفكير السياسيين العراقيين لأمور تستحق أن ينظر لها من هم ذوو نفوذ وسلطة قويه لما آل إليه الحال في هذا الملف الحساس جدا في العراق وامتد موضوعها ليشمل الثورات المدنية (العفوية) دون تدخل أي حزب أو جهة سياسية بل على العكس استخدمت الحكومة (قوات مكافحة الشغب) لتتصدى للمتظاهرين وردعهم بخراطيم المياه والعصي الكهربائية وأطلقوا عليها (انتفاضة) لما شكلته من ثقل أرهق أصحاب الجيوب الممتلئة وحتى أصحاب العقول النيره التي تحاول إخراج البلد من أزمته الحالية المتمثلة بقله وندرة الخدمات المقدمة للمواطن وتحاول جاهدة إيقاظ ضمائر بعض المسؤولين من غيبوبتها والنهوض بواقع مرير عاشه العراق وأهله منذ عقود مضت.. وقد لاتحل الامور على الرغم من كثرة الوعود السابقة والحالية واللاحقة، إذ مازال يراوح المواطن في هذا النفق المظلم والحالك بحاجة الى من يقدم يد المساعدة وينظر الى طلبات الناس ليشعرهم بإنسانيتهم بعد ان تشاءم الكثير منهم لما لمسوه من حرارة أجسامهم المشتعلة في الصيف وقسوة برد الشتاء عليهم لأنهم لم يعرفوا طعمها الحقيقي وتبقى الحلقة المفرغة والهوة الكبيرة بين زيادة إنتاجها وتحسن تصديرها للناس وبين فقدانها والرجوع للعصور البدائية بعدما التمس الكثير منا الخير في حكومات من نبض الشارع وأزقتها الضيقة، وراحت تصيب عصب الاقتصاد العراقي ولم تقتصر على الناس البسطاء، ولمرارة هذا الموقف أنا آسف على الإزعاج انها مشكلة (الكهرباء) التي كتبت عنها المقالات و تعددت لها المجلدات وطبعت في مختلف الدول والسادة الوزراء يلقون الكرة بين ملعب ترشيد الطاقة وساحة هموم الناس دون اي تقدم في الموضوع او تحسن فيها ورغم اننا نتأمل الخير من الحكومة الجديدة لكن كما يقال بالمثل البغدادي (ذاك الطاس وذاك الحمام)...
وخــزة ..الكهرباء.. (ذاك الطاس وذاك الحمام)
نشر في: 19 يناير, 2011: 04:45 م