صلاح الدين / مصطفى محمد
تواجه محافظة صلاح الدين أزمة حادة في وقود زيت الغاز نتيجة تقليل حصص المحافظات وإرسال الوقود إلى لبنان. هذه الأزمة تسببت في العديد من المشاكل التي انعكست سلبًا على أبناء المحافظة، أبرزها توقف الآليات الخدمية لبلدية سامراء.
وقال مدير بلدية سامراء المهندس محمد أحمد إن «تسعين بالمئة من الآليات الخدمية في البلدية خرجت عن الخدمة»، مشيرًا إلى أن العدد المتبقي من الآليات سيتوقف قريبًا جدًا في حال عدم تجهيز الوقود لدوائر الدولة. وطالب أحمد الجهات المعنية بـ«ضرورة التدخل وتزويد الدوائر الخدمية بوقود زيت الغاز لضمان عدم توقف العمل في الدوائر المهمة كالبلدية».
وعادت إلى الواجهة من جديد مشكلة انتشار النفايات في قضاء سامراء، حيث شكا عدد من الأهالي من تراكم النفايات في أحياء المدينة، خصوصًا الشرقية منها، نتيجة عدم تواجد آليات البلدية. وقال المواطن أحمد فاضل إنه «لم يشاهد آليات البلدية منذ عدة أيام»، ما تسبب في انتشار النفايات في حي المثنى الذي يقطنه، داعيًا الجهات المعنية إلى «ضرورة إيجاد حل لمشكلة تراكم النفايات التي تنامت خلال الأيام الأخيرة».
وتضاف هذه المشكلة إلى جملة من المشاكل التي تعاني منها سامراء، خصوصًا تصاعد الغبار في الكثير من الأحياء الشرقية نتيجة لانعدام عمليات التبليط وتوقفها لفترات طويلة.
بدورهم، كشف عدد من أصحاب مركبات الحمل عن أزمة واضحة لزيت الغاز، ما تسبب في ارتفاعه في السوق السوداء، خصوصًا وأن محطات الوقود أغلقت أبوابها لعدم توفر المنتوج. وأكد قتيبة الياسين، وهو صاحب مركبة حمل، أنه يضطر منذ أسبوع إلى الوقوف لساعات عديدة بغية التزود بـ«أربعين لترًا من زيت الغاز»، مشيرًا إلى أن هذه الكمية لا تكفي لسد حاجة أصحاب مركبات الحمل، وخصوصًا الذين يعملون على نقل البضائع من محافظة لأخرى.
حسين علي، وهو مزارع من أهالي منطقة جزيرة سامراء، أشار إلى أنه بات عاجزًا عن التوجه لسقي المزروعات في الأراضي الزراعية، مؤكدًا أن الكثير من أصحاب المزارع القريبة منه لم يسقوا محاصيلهم منذ أيام نتيجة أزمة الوقود، وخصوصًا زيت الغاز.
وشهدت المواد الغذائية الأساسية والخضار والفواكه ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام القليلة الماضية، ويأتي هذا الارتفاع نتيجة صعوبة نقلها من محافظات أخرى إلى محافظة صلاح الدين. ويؤكد سمير أحمد، وهو صاحب أسواق، أن «بعض سائقي مركبات الحمل اضطروا إلى رفع أسعار نقل المواد الغذائية إلى 30% نتيجة عدم توفر زيت الغاز»، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع انعكس سلبًا على المواطنين نتيجة اضطرار بعض أصحاب أسواق الجملة في المحافظة إلى رفع الأسعار على السلع الأساسية وحتى المواد الغذائية والخضار المحلية والمستوردة. وأضاف أن «تذبذب سعر صرف الدولار أمام الدينار المحلي ساهم هو الآخر في عدم استقرار الأسعار».
وفي معرض رده عن أزمة زيت الغاز، أكد مسؤول شعبة توزيع المنتجات النفطية في صلاح الدين عمار مظهر أن «المحافظة تستلم حصتها بشكل كامل، لكن بعض المحافظات تشهد زخمًا على محطاتها، ما يضطر سائقيها للتزود بالوقود من محطات صلاح الدين». وقال مظهر إن «المحافظة تعد طريقًا ستراتيجيًا لنقل البضائع القادمة من إقليم كردستان والمحافظات العراقية، وبالتالي يكون تجهيز هذه السيارات من حصة المحافظة»، وأشار إلى أن «تزوُّد سائقي مركبات الحمل بالوقود والقادمين من المحافظات الأخرى إلى محافظة صلاح الدين أثر على حصة أبناء المحافظة وساهم في تقليل المنتوج عليهم». منوهًا إلى أن «السيارات الوافدة لنقل المنتجات النفطية من محافظات العراق إلى مصافي الصمود في بيجي بمعدل 500 إلى 700 سيارة يوميًا هي الأخرى تؤثر أيضًا على حصة أبناء المحافظة». مؤكدًا أن «الأيام المقبلة ستشهد زيادة في حصة المحافظة وستساهم في تقليل الزخم على المحطات الأهلية والحكومية في المحافظة».
وتُعد محافظة صلاح الدين من المحافظات المنتجة للوقود لوجود مصافي الشمال التي تضم مصافي بيجي والصينية، والتي تعمل بصورة مستمرة لإنتاج الوقود وبطاقة استيعابية عالية جدًا.