الموصل/سيف الدين العبيدي

تتواصل أعمال بناء مئذنة الحدباء في مدينة الموصل بخطوات متسارعة، تمهيدًا لإكمالها مع بداية العام المقبل. يترقب الشارع الموصلي عن كثب تقدم العمل، حيث ترتفع المئذنة يومًا بعد يوم، خاصة مع الوصول إلى مرحلة الميلان التي أعطتها اسمها "الحدباء".

نسبة الإنجاز وصلت إلى 80% تقريبًا، حيث بلغ ارتفاع المنارة إلى 44 مترًا حاليًا من أصل 51 مترًا، ولم تتبقَّ إلا سبعة أمتار لكي تكتمل، مع اكتمال الميلان الذي بلغ مترًا و60 سنتيمترًا. وبهذه المناسبة، أقام المركز المجتمعي لمشروع إحياء روح الموصل جلسة خاصة للاطلاع على آخر مراحل الإعمار، التي وصلت إلى المرحلة الأكثر تقدمًا منذ بدء مشروع البناء، بحضور محافظ نينوى عبد القادر الدخيل وأعضاء مجلس المحافظة والمهندسين المقيمين والآثاريين والمنقبين والعاملين وأهالي أم الربيعين.
المهندس المقيم عمر طاقة أوضح في حديثه لـ(المدى) أنه تم وضع آخر طابوقة من النطاق الثامن الذي يمثل نهاية الميلان، وهو الجزء الأصعب، وما تبقى هو الممشى العلوي والطبقة العلوية التي تتضمن الصحن والقبة، وهو جزء يكون مستقيمًا. وبين أنه جمع 44 ألف طابوقة أصلية للمئذنة وأُعيد بناؤها بها، وعُوِّضت بـ25 ألف و600 طابوقة جديدة صُنعت بنفس مواصفات الطابوق القديم.
وبالنسبة لجامع النوري، يقول طاقة إنه قارب على الانتهاء من بناء مصلى النساء ومركز تحفيظ القرآن الكريم والرواق، وإكمال الجناحين الشرقي والغربي لقاعة الصلاة. أما قبة المصلى فإن الأعمال بها مستمرة، مع إكمال بناء محلات الوضوء وبطابقين للنساء والرجال. أما مبنى الإدارة فيحتاج إلى شهر ونصف لإكماله، مع استمرار الأعمال في باحة الجامع والسياج وأبوابه.
من جانبه، أوضح المنقب بالجامع عبد الرحمن الحجار في حديثه لـ(المدى) أن المئذنة أُعيدت بكامل تفاصيلها كما كانت من حيث المداخل والأروقة والممرات الداخلية والأبواب والشبابيك وبأيادٍ موصلية. وبين أن العمل كان متداخلًا بين الآثار والهندسة، وعملوا ككادر آثاري على تجهيز الطابوق الخاص بالنقوش والزخارف الخارجية.
في الوقت ذاته، أكد عبد الله العبيدي رئيس اللجنة الآثارية في جامع النوري في حديثه لـ(المدى) أن المئذنة هي مسؤولية كبيرة وقعت على عاتق هيئة الآثار العامة، واليوم هي تكتمل بتضافر جهود وزارة الآثار ومنظمة اليونسكو ودولة الإمارات.
وبين أنهم عثروا على 22 عبوة غير متفجرة داخل الجامع، منها 7 عبوات في جدران المصلى والباقي في المئذنة. وأضاف أن ضغط الشارع الموصلي بخصوص البطء في العمل كان كبيرًا، مبينًا أن التنقيبات أخذت وقتًا طويلًا وكانت تظهر لهم مفاجآت في كل مرة.
مدير الشركة المنفذة المهندس رضوان حموشي تحدث لـ(المدى) عن درجة الميلان الجديدة بأنها أصبحت مترًا و60 سنتيمترًا، أما الميلان السابق فكان 90 سنتيمترًا عند بناء المئذنة، ومع مرور الزمن أصبح مترين و54 سنتيمترًا وكانت مهددة بالسقوط قبل عام 2014. وبين أن أول طابوقة بُنيت في إعادة بناء المئذنة كانت يوم 4 نيسان الماضي.
وأضاف أنهم واجهوا صعوبة كبيرة في عملية خزن المواد وإدخال الآليات إلى موقع العمل، إحداها كانت تزن 100 طن، بسبب ضيق المكان والأزقة المحيطة بالجامع التي بالكاد تتسع لسيارة واحدة فقط.