TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: مهاتير عراقي !!

العمودالثامن: مهاتير عراقي !!

نشر في: 23 أكتوبر, 2024: 12:31 ص

 علي حسين

هذه الايام ماليزيا مشغولة بأخبار مرض باني نهضتها الحديثة مهاتير محمد بعد أن ادخل الى المستشفى ، الرجل الذي يقترب من المئة عام كان قد خسر قبل سنوات مقعده في البرلمان وتعرض لهجمة من المعارضة ، لكنه لم يخرج على جماهير بلاده ليعلن أن هناك مؤامرة عالمية ضده ، وانه احق بالكرسي ، ولم يحاول ان يحرض انصاره ، بل قرر ان يعتزل العمل السياسي وقال للمقربين منه : "لا أرى نفسي ناشطاً في العمل السياسي حتى أبلغ من العمر مئة عام، أهم شيء هو نقل خبرتي إلى القادة الشباب ".
لا تزال صورة الطبيب مهاتير محمد وهو يبتسم تسرق الأضواء من صور معظم سياسيي بلاده، ولا يزال اسمه يشعر كل الماليزيين بكل ألوانهم وأطيافهم وقومياتهم بالاطمئنان للمستقبل ، سحر العالم بتواضعه، وصلابته، عندما قرر ذات يوم، أن ينهي التخلف في بلاده، ويضع ماليزيا في ركب البلدان الصناعية، بعد أن كانت تستورد كل شيء تقريباً، وقبل أن يرحل عن كرسي رئاسة الوزراء كان قد وضع خططاً تنموية استمرت حتى عام 2020، تاركاً وراءه إرثاً اقتصادياً وسياسياً .
السياسي الذي أصدر عام 1970 كتاباً بعنوان "معضلة المالايو" انتقد خلاله شعب المالايو واتهمهم بالكسل، فوصفته الحكومة آنذاك بالرجل الساذج، لم يتوقف عن الحلم بالتغيير ، بائع الموز الذي استطاع دراسة الطب في سنغافورة، والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، عشق السياسة، وأتقن أصولها، وقرر أن يبدأ رحلته معها عام 1964، وليصبح عام 1981 رئيساً للوزراء في بلد كان يبلغ سكانه ثلاثين مليوناً، 70 بالمئة منهم يعيشون في فقر دائم، كل ما فعله وهو ينقل شعبه من الفقر إلى الرفاهية ان يذكرهم بالعمل الجاد ، يسخر من المعجزات فيكتب: "ما حدث أبعد ما يكون عن المعجزة لقد حدث النهوض نتيجة للعمل الشاق والإيمان بالحلول العملية والواقعية والاعتراف بالسوق كقوة من قوى النمو والتعليم والانفتاح مع الأفكار ".
سيقول البعض لماذا تستشهد بتجارب الشعوب الاخرى ، السنا نموذجا حياً للديمقراطية ، بدليل ان السيد نوري المالكي رغم مغادرته منصب رئيس الوزراء منذ عشر سنوات ، لا يزال يتحكم في مؤسسات الدولة ، هل تريد ديمقراطية اكثر من اصرار التحالف التنسيقي على التحكم في كرسي رئاسة البرلمان رغم ان المحاصصة البغيضة منحته للسنة ، لكن الاطار التنسيقي " مشكورا" مصر على ان لا بديل عن محمود المشهداني .
يعاني كاتب مثل جنابي من مشكلة عميقة مع البيانات التي تصدر في الغرف المغلقة ، ولا أعرف ما إذا كنا نعيش عصر الأفذاذ كما قال المشهداني، فما معنى ان نعيد الى المنصب رجل ظل يصر على ان لا علاقة له بما يجري من فشل سياسي ما دام " يقبض المالات "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: طائفي موسوعي

العمودالثامن: حكاية علي الوردي وشباب الناصرية

العمودالثامن: مــن ســرق أحلامنا؟

العمودالثامن: هلاوس الناطق السابق!!

العمودالثامن: مهاتير عراقي !!

العمودالثامن: هلاوس الناطق السابق!!

 علي حسين ليس صحيحاً أن الحياة السياسية في العراق كلها قاتمة، فهناك جوانب مضحكة كثيرة، بل وساخرة، ولمن لا يصدق عليه متابعة " الجنرال " السابق عبد الكريم خلف الذي كنت أظن أنه...
علي حسين

كلاكيت: المخرجون عندما يقعون في غرام الأدب

 علاء المفرجي 1 -في هذا الحيز سنسلط الضوء على بعض الأعمال الأدبية والتي عولجت في السينما، مرات ومرات، من وجهة نظر سينمائية بالطبع، وكذلك عند بعض مؤلفية هذه الأعمال، التي لم تلفت نظر...
علاء المفرجي

المقاييس العربية وأهميتها في مواجهة التحيز اللغوي في مؤشرات التأثير الأكاديمي العالمية

د. طلال ناظم الزهيري في ضوء إعمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية الأخير الذي يلزم الجامعات العراقية بسحب الاعتراف من معامل التأثير العربي ومعامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربية بحجة المحافظة على الرصانة العلمية...
د. طلال ناظم الزهيري

قناطر: يحدث في ميناء الفاو الكبير

طالب عبد العزيز ميناء الفاو الكبير وما أدراك ما ميناء الفاو الكبير! كلما كثر الحديثُ عن أهميته، ونسب الإنجاز فيه كثر الحديث عن التشكيك به والتقليل من شأنه. ما ينشرُ عنه في الصحف، ويتحدث...
طالب عبد العزيز
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram