فراس الشاروط
ملاحظتان وخاتمة عن أورسون ويلز المنسي:
(أنا واحد من هؤلاء الذين يرون أن فيلم المواطن كين يفوق بأهميته فيلم ذهب مع الريح)….. فرانسو تروفو
(بالنسبة لي اورسون ويلز يُشبه الى حد كبير الملك المُعدم. ملكٌ مُعدم ليس لأنه طُرد من مملكته ولكن لان على هذه الارض وبالوضع الذي عليه العالم لا توجد مملكة جيدة بما فيه الكفاية لأورسون ويلز) الممثلة جان مورو
ملاحظة أولى: يقول اندريه بازان ((إن أسلوب أورسون ويلز لايتعلق فقط بتموضع الكاميرا، وبتحريك الممثلين (الاخراج) أن أسلوبه يضع القصة نفسها موضع تساؤل، بهذا الاسلوب تبتعد السينما أكثر قليلاً عن المسرح، وتصبح سردية أكثر مما هي مشهدية، بالفعل، كما هو الحال في فن الرواية، لايقتصر الامر على الحوار، الوضوح الوصفي، بل ان الاسلوب الذي انتقل الى اللغة هو الذي يخلق المعنى))
ملاحظة ثانية: يضيف: (يجب ان لا نعجب أن فيلمي ويلز الشكسبيريين (ماكبث وعطيل) هما في الواقع أثنان من أكثر التراجيديات تساوقاً مع فكرة الازدواجيه، كما يجب ان لا تدهشنا حقيقة أن فيلمه يلتمس البراءه لماكبث، ويطلب الرحمة لعطيل، هذه ليست اشارة الى عظمة الشر - رغم أن هذه العظمة موجوده- بقدر ما هي إلاشارة الى البراءة الكامنة في الخطيئة، الخطأ أو الجريمة)
خاتمة؛ لم يفكر ويلز بالتجريب بل كل همه كان أن يقدم صورة سينمائية مختلفة خصوصا بعد ان استوعب اصول المسرح وعمل بالاذاعة سنوات لذا عرف كيف يفرق بين الاتجاهات المختلفة من هنا جاء المواطن كين كفتح جديد بالسينما من خلال الفكر والاسلوب، ويكفي على حد تعبير بازان انه لو لم يخرج سوى المواطن كين وآل امبرسونز وسيده من شنغهاي لكان افضل مخرج بتاريخ السينما.
ملاحظة ثانية: للصمت
وقفة / اثنان / ربما ثلاثة و نهاية:
ممكن لحظة صمت لنخلوا مع ذواتنا
- فيلم انغمار بريغمان (الصمت) وهو الفيلم المفضل عند (كيسلوفسكي)، عنوان الفيلم يمكن أن يناقش وأن يلاحظ من أكثر من ناحية الصمت على عزلة الموت أكثر من الصمت على الموت نفسه، الصمت إزاء الاستفهام عن مغزى الحياة ومغزى الموت وعن مغزى مواجهة الموت، الصمت على الحرب ولغزها كعامل مساعد للموت أو الصمت على التنافر والتنازع البشري وعدم القدرة على التفاهم بين البشر، والصمت على الخطايا وصمت آنا بالتحديد كإستغراب على قدرة الجنس على تحقيق التواصل الحياتي المطلوب، البعد الوجودي للإنسان يأخذ حيزا أكثر من المشكلة اللاهوتية.
- كوراساوا العظيم صرخ اوقف التصوير وتوجه نحو ممثله وبصوت هاديء قال له: اصدر أوامرك للجند بنبرة أقل حدة فكلما علا صوتك قلت سلطتك
- ماركيز الرائع نصح بهدوء في مذكراته: إذا أستطعت العيش بدون كتابة فلا تكتب.
- في رواية بتول الخضيري (كم بدت السماء قريبة)، والد الراوية يذكر ان ابنته تاخذ دروساً في الموسيقى ويردد: أن آخر حاسة نفقدها عندما نحتضر هي السمع.
- روبير بريسون اعترف ان السينما الناطقة أبتكرت الصمت.
