TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

نشر في: 24 أكتوبر, 2024: 12:24 ص

الموصل / سيف الدين العبيدي

في قلب الموصل، وفي ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار، يواصل عبدالحق السنجري إحياء فن صناعة الدف التقليدي، ليكون الوحيد في المدينة الذي يمتهن هذه الحرفة النادرة التي بدأت تشهد إقبالًا متزايدًا.

عبدالحق السنجري، في حديثه لـ(المدى)، يقول إنه يعمل بهذه المهنة منذ صغره، واستوحاها بسبب تعلقه بالمدائح التي كانت تقام بكثرة في فترة طفولته عندما كان يسكن في الموصل القديمة، إلى جانب حبه لهذه المهنة كثيرًا، وهي تمثل تراث المدينة، خاصة أن الموصليين يحبون المدائح النبوية. وقد شجعه أهله وأصدقاؤه على امتهانها بسبب قلة من يعمل بها.
على مدار السنوات الماضية، عمل في المنزل، ولكن في عام 2020 افتتح ورشة خاصة به لتكون مهنته مستقلة ويظهر عمله للناس.
ويبيع عبدالحق إنتاجه لأصحاب الطرق الصوفية وأصحاب التكايا، وله إقبال خلال المناسبات مثل المولد النبوي وليلة النصف من شعبان، كذلك لديه زبائن من محافظات ديالى وكركوك والأنبار وصلاح الدين، وأحيانًا من مدينة أربيل.
ثلاثة أنواع من الجلود يستخدمها السنجري، وهي جلد الخروف والماعز العراقي، وجلد الماعز الباكستاني الذي وصل إلى العراق قبل أربعة أعوام، وهو أجود الأنواع وسعره أغلى، واستورده عن طريق تاجر من كركوك يأتي به من باكستان.
ويؤكد السنجري أن جلد الخروف يكون جيدًا في فصل الصيف أفضل من الشتاء، أما جلد الماعز فيمتاز بالمتانة وهو الأفضل خلال فصل الشتاء.
ويصنع الاطارات من أنواع عديدة من الخشب، أبرزها البلوط، الجوز، التوت، الزان، الخليف، وتأتيه من مدن الإقليم، وحاليًا يستخدم الخليف فهو الأفضل ويكون قويًا وخفيفًا على يد المداح.
ويصف السنجري مراحل صنع الدف التي تبدأ أولًا بوضع الجلد في الماء لمدة ساعة، ثم يقوم بحفر «مسكة اليد»، وبعدها تُصقل الجوانب، ثم تأتي بعدها صناعة الحلقات التي توضع داخل الدف، يصنع بعضًا منها والبعض الآخر يأتي بها مستوردة من تركيا، وهذه الحلقات تحسن صوت الدف وتعطيه جمالية.
ثم يضع الجلد على الإطار بواسطة الكابسة مع لاصق يتكون من مواد عشبية خاصة تسمى باللهجة العراقية «الشرياز»، وهذه المادة لكي تلتصق تستغرق يومًا كاملًا خلال فصل الشتاء وساعتين خلال الصيف.
ولفت إلى أن سعر الدف يكون حسب نوع الجلد، حيث يباع الدف من جلد الماعز الباكستاني بسعر 60 ألف دينار، وقبل ثلاث سنوات كان يباع بـ100 دولار في محافظات ديالى وكركوك والأنبار، ولكن مع توفر الجلد بكثرة قل سعره، أما الدف من الجلود العراقية فيكون سعره ما بين 20 و30 ألف دينار وهو الأكثر مبيعًا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

لينا رشاد أحد أبرز وجوه المسرح في واسط: الفن يحتاج شجاعة وإيمان برسالة

في معرضه الجديد فائق العبودي يستحضر الحضارات القديمة

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

بائع ورود متنقل يزين شوارع نينوى ببدلته الرسمية

أمتار تفصل مئذنة الحدباء عن الاكتمال.. الموصليون يحتفلون بتقدم البناء

مقالات ذات صلة

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

الموصل / سيف الدين العبيدي في قلب الموصل، وفي ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار، يواصل عبدالحق السنجري إحياء فن صناعة الدف التقليدي، ليكون الوحيد في المدينة الذي يمتهن هذه الحرفة النادرة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram