محمد العبيدي
كثفت القوات الأمنية العراقية تحركاتها الميدانية وغاراتها الجوية لتعقب عناصر تنظيم داعش، وتمكنت من قتل بعض قادته، استباقاً لتحركات جديدة يعتزم التنظيم القيام بها، وفق ما ذكرت مصادر أمنية مطلعة. تسود حالة من القلق بشأن إمكانية استغلال تنظيم داعش للاضطرابات في المنطقة للظهور مجدداً في العراق، بسبب انشغال القوات الأمنية باتخاذ إجراءات احترازية ومراجعة قدراتها العسكرية في ظل التهديدات المحدقة بالبلاد. وأعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مقتل ما يُعرف بـ«والي العراق» في تنظيم داعش مع ثمانية من كبار قادة التنظيم، وذلك خلال عملية نوعية نفذتها القوات الأمنية في مرتفعات حمرين بشمال شرقي البلاد. وبحسب قيادة العمليات المشتركة، فإن العملية التي قادت لمقتل «والي العراق» جاسم خلف المزروعي، أسفرت أيضاً عن مقتل 14 من قيادات داعش، والاستيلاء على أسلحة وأعتدة ومواد لوجستية، وضبط حواسيب وهواتف، وتفجير أكثر من 10 أحزمة وعبوات ناسفة تحت السيطرة، وتدمير وحرق 7 عجلات كانت تستخدم من قبل التنظيم.
ضربات موجعة
ذكر مصدر أمني مطلع أن «تنظيم داعش تلقى خلال الشهرين الماضيين نحو 15 ضربة عراقية، جوية وبرية، وكانت أغلبها موجعة، حيث جاء التحرك بسبب ورود معلومات عن خطة استباقية يسعى بموجبها داعش لإحداث خرق أمني، مستغلاً أوضاع المنطقة، وانشغال القوات الأمنية في ترتيب صفوفها وتكثيف تدريباتها، لكن الضربات الأخيرة عرقلت كل خططه التي وضعها».
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لـ(المدى) أن «العمليات الأمنية الأخيرة جاءت بتنسيق مع قوات التحالف الدولي، الذي وفّر معلومات مهمة عن تحركات التنظيم». وأشار إلى أن «المزروعي انضم للتنظيم عام 2014، وهو غير معروف في تسلسل القيادة، لكن جيء به لسد الفراغ بعد مقتل أغلب قادته». وخلال الغارات الجوية التي نفذها الطيران العراقي، أعلن قبل أيام مقتل آمر محافظة صلاح الدين، الملقب بـ«البازي» مع أربعة عناصر، في منطقة العيث شرقي المحافظة. وجاء ذلك بعد يومين على تنفيذ عملية مشتركة بين بغداد والسليمانية في إقليم كردستان العراق، أسفرت عن قتل أربعة من تنظيم داعش بضربة جوية، كانوا يتحصنون داخل كهف بين محافظتي كركوك والسليمانية. وسبق ذلك ما أعلنته القيادة المركزية الأمريكية، الجمعة الماضية، عن مقتل ما يسمى بـ«والي كركوك» في داعش، ويدعى «علاوي صالح عليوي البجاري»، المعروف أيضًا باسم «أبو عيسى»، وهو أكبر مسؤول لداعش في شمال العراق، خلال ضربة جوية في المحافظة.
تهديد داعش مستمر
يرى العميد المتقاعد كمال الطائي أن «الضربات الأخيرة على تنظيم داعش تعادل جهوداً كبيرة بُذلت خلال السنوات الماضية، لكن يبدو أن هذه التحركات كانت منسقة، وجاءت بعد جهد استخباري أثمر عن تحقيق نتائج واضحة». وأوضح لـ(المدى) أن «داعش كان يسعى لاستغلال أوضاع المنطقة في النهوض مجدداً في بعض المناطق، لكن ما يجب فعله الآن هو الاستمرار في هذه الجهود، وعدم التراخي بعد تحقيق هذه النتائج الكبيرة». وتعليقاً على عملية التحالف الدولي الجمعة الماضية، التي أسفرت عن مقتل «والي كركوك» أبو عيسى، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا: إن «تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً للمنطقة وحلفائنا وكذلك لوطننا، وستواصل القيادة المركزية الأمريكية، إلى جانب شركائنا في التحالف والعراق، ملاحقة هؤلاء الإرهابيين بشكل حازم».
اضطرابات المنطقة تحفز داعش.. والقوات العراقية تكثف عملياتها وتستبق تحركاته المحتملة
نشر في: 24 أكتوبر, 2024: 12:38 ص