TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك:(كضوا جويسم وعوفوا مردونه)

هواء فـي شبك:(كضوا جويسم وعوفوا مردونه)

نشر في: 19 يناير, 2011: 06:26 م

 عبدالله السكوتي من المؤسف أن يصادر بعض الرعاع بتصرفات هوجاء تعتمد على أساليب متخلفة في فهم الانتفاضة أو الثورة أو التغيير جهود الشعب، ويكون البعض من الأنانية بحيث لا يرى سوى مصالحه الخاصة الضيقة، وهذه القضية قديمة، حتى أن لها جذورا تضرب في أعماق التاريخ؛ تجري أعمال غير محسوبة تصبغ الثورات بصبغات دموية ربما أو فوضوية ما يؤدي إلى إفراغ الثورة من محتواها الحقيقي، وكثيرا ماسمعنا ان الثورات تصادر لتوضع في جيوب غير جيوب الثوار،
 ربما تكون المؤثرات خارجية او داخلية، لكن الامر يبقى واحدا، ان الفوضى غير المسيطر عليها تؤدي دوما الى مصادرة الجهود الخيرة، والدماء التي نزفت نحو رفعة الشعب وتحريره، ومع ان المؤثرات الخارجية مدمرة لكنها لايمكن ان تمر بدون مساعدة داخلية وتوفر الحاضنات، انه مسلسل سيتكرر ويدعو الشعوب الى الاستكانة والصمت (فمن لم يرض بجزه، سيرض بجزه و خروف)، اي من لايستطيع الصمت على الاوضاع التي تدعو الى الثورة والانتفاضة، فسيصمت على اوضاع اكثر دموية، واياكم والثورة، او التفكير بالتغيير فان التغيير سيجلب على اهله كما ترون، عصابات ومافيات، وفي هذا هناك نادرة تحكي ان الفريق العراقي لكرة القدم التقى منتخب الارجنتين، واوصى المدرب العراقي لاعبيه قبل المباراة بمسك اللاعب مردونه، وخصص لهذا الامر خمسة لاعبين، ابتدأت المباراة واللاعبين الخمسة سيطروا سيطرة تامة على مردونه، لكن الممض في الامر ان لاعبا عراقيا سجل هدفا بالخطأ على منتخبنا، وسجل مرة اخرى هدفا بالخطأ على المنتخب حتى وصلت اهدافه في شباك منتخبنا خمسة اهداف، فما كان من المدرب العراقي الا ان يطلب من اللاعبين الخمسة الذين يمسكون بمردونه قائلا:(كظوا جويسم وعوفوا مردونه). وجويسم في العراق فعل مالم يفعله اي احد من خارج الحدود، حتى تلاشى الوهم الذي كان يدعيه البعض من ان اميركا جاءت الى العراق من اجل النفط، وتخلّى عن هذا بعض معارضي التغيير، لانهم ادركوا ان اميركا صرفت على دخولها العراق مايعادل اعواما طويلة من تصدير النفط، مايعني ان وهم الاستعمار انتهى واموال النفط بأيد عراقية، وحسابات عراقية بموازنات سنوية تبلغ اقلها ثمانين مليارا، تذهب 90% كموازنات تشغيلية، لتبقى الموازنات الاستثمارية بنسبة ضئيلة لاتتجاوز العشرة في المئة، بعد ان كانت اكثر من ذلك، لكن التشغيلية تكبر وتتوسع بحسب زيادات المرتبات لكل سنة، ونضع الاستثمارية على هامش عملنا؛ كل هذا حدث وسط فوضى اقتصادية لاتقل خطورة عن الفوضى الامنية التي نحياها، بعدم توحيد المرتبات لحاملي الشهادات المتكافئة، لنمضي باتجاه صناعة الطبقات التي خلقت بمخصصات الخطورة متجاوزة عند البعض مرتباتهم الاسمية والتي ناهزت الملايين الثلاثة او الاربعة، هذه الفوضى اعطت مسوغا للفساد والسرقة، وستعطي مسوغا آخر للحقد والصراع والجريمة، اقتصاد متورط بالدرجات الخاصة والوزراء والنواب، ظنا منه انه يحصن رجاله من الفساد وترك غيرهم ينظرون اليهم بحقد واضح ويتمنون ان تزول نعمتهم لانها نعمة تخضع للغبن وسرقة الاموال من جيوب الشعب لوضعها في جيوب اشخاص آخرين، في حين ان الاقتصاد العراقي مطالب بتحصين الشعب بالكامل، والفساد المالي لايحارب بطريقة جذّاء تعطي البعض وتمنع البعض الاخر، لقد احرق تونسي نفسه احتجاجا على البطالة والجوع، واعقبه ثلاثة من الجزائريين، ومصريين ثلاثة، ونخشى ان تأتي هذه الممارسة الاحتجاجية الى العراق لنضيف الى حريق المفخخات حريقا آخر، وسيبدأ مسلسل لاينتهي بسرعة ولايمكن لنا ان نتهم القاعدة فيه، لم تسرق اطراف خارجية من العراق شيئا، وانما الاموال (بجيب جويسم، او كظوا جويسم وعوفوا مردونه).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram