الموصل / سيف الدين العبيدي
في منطقة العبور بالجانب الايمن الواقعة شمال غرب الموصل على الطريق الرابط مع منطقة سحاجي وناحية المحلبية يوجد موقع الطمر الصحي التابع لبلدية الموصل، الذي تدخل اليه يومياً المئات من كابسات النفايات، ويعمل فيها العشرات من الاطفال والشبان وحتى النساء على جمع النايلون، البلاستك الكارتون، النحاس، الفافون، وبيعه في سوق منطقة العبور، و تتراوح ارباح كل شخص من مبيعاتهم في اليوم بين ١٠ - ١٥ الف دينار، يأتون منذ الخامسة فجراً ولغاية الرابعة عصراً.
ويتعرضون خلال عملهم الى عدة اصابات منهم من قطعت اصبعه بالكابسة، بالإضافة إلى الجروح من وراء الزجاج والابر، مع انبعاث حرائق النفايات التي تسبب امراض التنفس وتصعب عليهم الرؤية
محمد احمد أحد العاملين يقول لـ(المدى)، انه يعمل مع ثلاثة من اخوته في جمع النايلون وقناني الماء البلاستيكية والكارتون وعلب المشروبات الغازية ويبيعونها في السوق بالأوزان، حيث يبلغ سعر طن الكارتون ٧٥ ألف دينار، لكنهم بالمقابل لايستطيعون جمع أكثر من ١٥٠ كيلو باليوم الواحد، وبين ان سعر كيلو النايلون هو ٤٠٠ دينار، اما الفافون فيكون سعر الكيلو ب ٢٥٠ دينار، وأكثر ما يستخرجونه هو الكارتون والنايلون
في السياق ذاته يقول علاء محمود لـ(المدى) انه يعمل بجمع النفايات منذ أن كان صغيراً وهو الان في العشرينات من عمره بالوقت الحالي، واتجه لهذا العمل بسبب ضعف حالته الاقتصادية، مؤكدا ان العاملين هنا هم من اعمار ٨ سنوات ولغاية ٥٠ سنة.
وبين انهم يتعرضون الى بعض الاصابات وقبل فترة قد قطعت اصبعه وكذلك إصبع احد اصدقائه بالكابسة، بالإضافة إلى تعرضه في بعض المرات الى جروح بالزجاج او الابر، واضاف ان اغلب الذين يجمعون القمامة هنا هم من مناطق العبور وحي التنك ورجم حديد، ويأتون مع شروق الشمس ولغاية العصر.
الى ذلك يقول عميد كلية علوم البيئة سابقاً معاذ حامد لـ(المدى)، ان منطقة الطمر الصحي مناسبة في شمال غرب الموصل، لكن عملية الطمر غير صحيحة ويجب أن تكون غير مؤثرة على المياه الجوفية، وان تغطى النفايات بشكل نظامي مع الحدل ودون ان تنبعث منها الروائح، وكذلك استغلال غاز الميثان الصادر من هذه النفايات كمصدر طاقة، وبين ان تركيا تقوم بشراء النفايات من بلغاريا من اجل ان تحصل على الميثان واستخدامه كطاقة، لذلك اكد على تغطية النفايات بالتربة وما يصدر بالوقت الحالي منها من روائح بالتأكيد تسبب الامراض.