كشف مسؤولون محليون في محافظة ديالى، عن وجود أكثر من 50 قرية في شمال ديالى تعاني نقصاً في مياه الشرب بسبب نقص محطات التصفية وقلة المشاريع الخدمية وانقطاع التيار الكهربائي،  وفيما أكدوا  أن أهالي القرى يستخدمون مياه الأنهر للشرب، بينت دائرة الماء أن "الأزمة" انتهت بنسبة 85 بالمئة.
وقال رئيس مجلس ناحية جلولاء عز الدين صالح، في حديث إلى (المدى برس)، إن "هناك (36) قرية تابعة للناحية تعاني من أزمة حادة في نقص مياه الشرب،منها (16) قرية بسبب الجفاف والأخرى نتيجة عدم وجود محطات تصفية مياه الشرب وعدم توفر الماء الخام عبر الأنهر والجداول"، عادا أن "تجهيز القرى النائية والقصبات البعيدة بالماء عبر السيارات ليست حلا لإنهاء الأزمة".
 ولفت صالح إلى أن "إكمال مشروع سد حمرين العملاق سيسهم في معالجة مشاكل نقص المياه في عشرات القرى من مناطق حوض حمرين".
من جهته أكد رئيس مجلس ناحية جبارة، شاكر محمود زنكة في حديث إلى (المدى برس)، إن "ناحيته تضم محطة تصفية واحدة تعتمد عليها عشرات القرى لتأمين ماء الشرب"، مشيرا إلى أن "(12)، قرية في الناحية تعاني أزمة في ماء الشرب وتعتمد على مياه الآبار الارتوازية المالحة بعد معالجتها بشكل بدائي".
وأضاف زنكة أن "معظم الأهالي يستخدمون هذه المياه للشرب على الرغم من كثرة الشوائب فيها"، لافتا إلى أن "معظم أهالي القرى يعانون من مشاكل صحية يصعب علاجها".
 ودعا زنكنة دائرة ماء ديالى إلى "توفير مصادر جديدة للماء الصالح للشرب من خلال ربط شبكة الناحية بشبكات المياه التابعة لقضاء طوز خرماتو مع ضمان توفير حصص الوقود".
من جهته يعلل مدير ماء ديالى مرتضى المكدمي، أزمة الماء الصالح للشرب "بغياب وجود محطات تصفية" بالإضافة إلى "التوزيع السكاني غير المنتظم وغير المدروس لتلك القرى".
وقال المكدمي في حديث إلى (المدى برس)، إن "هذا يعرقل مهام دائرته والدوائر الأخرى في إقامه المشاريع الخدمية في القرى".
 وأشار  المكدمي إلى  "نقص محطات التحلية التي تعمل بالطاقة الشمسية التي تسلمتها المحافظة والبالغة (23) محطة مقارنة بعشرات القرى المحرومة من ماء الشرب التي لا تتوفر إلا عبر الآبار الارتوازية".
ولفت المكدمي إلى أن "انقطاع التيار المستمر للكهرباء عن مشاريع التصفية ونقص إمدادات الماء الخام عبر الأنهار يفاقم الأزمة"، داعيا إلى  "ربط خطوط الكهرباء التابعة لمحطات التصفية بخطوط الطوارئ لمنع وقوع أي أزمة بماء الشرب".
 وأكد المكدمي أنه "سيتم تنفيذ مشاريع ماء في الكثير من القرى النائية، خلال العام الحالي بعد الحصول على الموافقات الرسمية من قبل الإدارة المحلية"، موضحا أن " أزمة المياه الصالحة للشرب في المحافظة انخفضت إلى أكثر من (85)، بالمئة بفعل الجهود والمشاريع التي نفذتها وزارة البلديات والحكومة المحلية".
 وتابع المكدمي بالقول إن "الأمطار الغزيرة للموسم الحالي أدت إلى امتلاء السدود وبحيرة حمرين ما وفر خزينا مائيا كبيرا، سيسهم في الحد من أزمة ماء الشرب بشكل كبير للعام القادم ولاسيما بعد تنفيذ مشاريع متنوعة في العام 2013، وتخصيص وزارة البلديات نحو (100) مليار دينار خلال العام الحالي للقضاء على أزمة ماء شرب ديالى".
وتعد بحيرة حمرين (50 كم شمال شرق بعقوبة) الخزين الاستراتيجي للمياه بمحافظة ديالى،إذ تستوعب كميات تصل إلى أربعة مليارات متر مكعب من المياه وتقع عليها سدة إملائية ترابية تسمى سدة حمرين تعمل على تنظيم وصول المياه المخزونة إلى مجموعة من الأنهر والجداول التي تسير لمسافات طويلة لإيصال المياه إلى أغلب الوحدات الإدارية بالمحافظة.
وأنشأت تركيا 14 سداً على نهر الفرات وروافده داخل أراضيها، وثمانية سدود على نهر دجلة وروافده، كما تحتاج إلى سنوات عدة لملء البحيرات الاصطناعية خلف هذه السدود، في حين أنشأت سوريا خمسة سدود،ثلاثة منها شيدت في منتصف الستينات.
 يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في جميع المحافظات العراقية خلال العامين 2007 و2008 وما تلاها بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال مياه السقي وانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلاً من انخفاض حصصهما في العراق بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 عاماً الماضية.