متابعة/ المدىأطلق مفكرون وإعلاميون وسياسيون ونواب وناشطون حقوقيون عراقيون امس الأربعاء حملة وطنية لفصل الدين عن السياسة، مؤكدين أن الكثير من القادة العراقيين الحاليين ما كانوا ليصلوا إلى مناصبهم ومواقعهم القيادية لولا اتكائهم على الدين.وتأتي الحملة في وقت تتصاعد حملة الدفاع عن الحريات التي تقودها مؤسسات للمجتمع المدني تتصدرها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون تحت شعار"الحريات اولا"وهي تطلق رسائل الى كبار المسؤولين تدعوهم الى التدخل بالترافق مع تنظيم اعتصامات واحتجاجات في بغداد ومدن اخرى.
وأشار الناشطون إلى ان تجارب التاريخ قد برهنت بأن إقحام الدين في السياسة يهدف دائما إلى تحقيق مكاسب سياسية وإلى إقصاء الخصوم عن الساحة والخاسر الوحيد هم الناس العاديون الذين يحرمون من فرصة تصدي الأكفاء والخبراء المخلصين لإدارة شؤون بلدهم.وقال أحد قادة الحملة انها تستهدف إقناع العراقيين بأن أفضل وسيلة لحكم بلدهم هو بتبني نظام مدني لا يُستغل فيه الدين لتحقيق مصالح شخصية أوحزبية من قبل سياسيين لا يستطيعون الفوز بأصوات الناس إلا عبر استخدام الدين الذي هو ملك للجميع وليس لفئة معينة من الناس. ونقل تقرير نشره امس موقع ايلاف الاخباري عن حميد الكفائي أن الكثير من القادة العراقيين الحاليين ما كانوا ليصلوا إلى مناصبهم ومواقعهم القيادية لو أنهم عرضوا برامجهم السياسية على الناس، لأنهم في الحقيقة لا يمتلكون أي برامج سياسية قادرة على إنقاذ المواطنين من أوضاعهم الصعبة التي يعيشونها في ظل تسلط قوى وأحزاب تتكئ على الدين وتحاول مصادرة تعاليمه الإنسانية السمحاء لمصالحها الضيقة. وأشار إلى أنهم لجأوا في ذلك لأساليب أخرى أدت إلى تعميق الفرقة بين العراقيين الذين عاشوا شعباً واحداً متحداً متضامناً في السراء والضراء لآلاف السنين.وأكد الكفائي أن هذه الحملة لا تمتلك أي وسائل غير مقبولة، غير الإقناع عبر الحوار المباشر والتوعية من خلال وسائل الإعلام، موضحاً انها منفتحة أمام أي فكرة يمكن أن تقود إلى إشاعة الوئام والسلام بين الناس.وأشار إلى ان قادة الحملة والمشاركين والموقعين على بيانها التأسيسي هم طليعة المجتمع العراقي ويمثلون جميع الأديان والطوائف والتوجهات السياسية، وكثير منهم لم يدخلوا السياسة وليس لهم أي هدف سوى رؤية عراق مزدهر مستقر ومتطور يبقى فيه الدين برجاله الأفاضل سامياً بقيمه السمحاء، بينما يحاسب فيه السياسيون أو يكافأون بحسب طريقة إدارتهم للبلد الذي هو ملك للجميع وليس لأتباع دين أو مذهب معين، فمن أخطأ يترك الإدارة ومن نجح يستمر.من جانبهم قال ناشطو الحملة"ان معظم العراقيين يدركون أن ولادة عراق ديمقراطي تزداد عسراً يوماً بعد يوم رغم تزايد رغبة الغالبية العظمى في الخروج من الأزمات التي تعصف بالبلاد، وقد أصبح واضحاً أن كل الجهود المخلصة للقضاء على الإرهاب وكشف الفساد وإلغاء التمييز لم تصل إلى نتيجة حاسمة ولن تصل ما دامت تتعامل مع نتائج المشاكل وليس جذورها".وأشاروا إلى أنه من"المؤكد أن غالبية العراقيين يريدون نظاماً متحضراً يخدمهم جميعاً دون تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين أو التوجه السياسي، تماماً مثل جميع الدول المتطورة، وهناك إدراك واسع أن معظم أزماتهم نابعة من استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية ومادية". واعتبر الناشطون أنه"إذا كنا نريد بناء دولة متحضرة فعلينا أن ندرك أن جميع الدول المتحضرة تفصل بين الدين والسياسة وأن جميع البلدان التي لا تفعل ذلك تعاني من أزمات شبيهة بالأزمات التي نعاني منها". وأشاروا إلى ان التجارب العملية عبر التاريخ قد برهنت بأن إقحام الدين في السياسة يهدف دائما إلى تحقيق مكاسب سياسية وإلى إقصاء الخصوم عن الساحة والخاسر الوحيد هم الناس العاديون الذين يحرمون من فرصة تصدي الأكفاء والخبراء المخلصين لإدارة شؤونهم. وشددوا على أنه"قد حان الوقت لتتوجه جميع الجهود نحو أساس المشكلة بدلا من أن تدور في متاهات لن تفضي الى نتائج طيبة حاسمة، وأن نعلن عن حملة وطنية تتوجه الى جميع العراقيين للتوحد حول شعار وحيد صريح هو فصل الدين عن السياسة". وأوضحوا"هذا الشعار يعني احتراما للدين وإعلاء لقيمه الروحية، وفي الوقت نفسه شفافية للسياسة وتفعيلا لمبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وهو يعني أيضا إبعاد الدين عن السياسة لحمايته من صراعاتها وحماية العمل السياسي من الذين يستغلون الدين لأغراض تضرُّ بالانسان ومصالحه الأساسية ومما يدعو للتفاؤل أن كثيرا من رجال الدين بدأوا يتفهمون هذا التوجه السليم ويؤيدونه ويمتثلون لقيمهم الدينية بصورة تتلاءم مع قيم العصر ومتطلباته".وأكد الناشطون العراقيون أنه"حان الوقت لأن نكون صريحين مع أنفسنا ونواجه مشاكلنا بشجاعة ونبدأ العمل من أجل بناء دولة عصرية ذات دستور حر يقوم على المبادئ والأسس الوطنية والإنسانية السليمة وغير مهددة بالتحوّل الى دولة دينية أو طائفية أو عنصرية تحت أي ذريعة وهي في الوقت نفسه قادرة على احتضان كافة الأديان والطوائف والقوميات كي يعيش الجميع بأخوة وسلام رائدهم العراق وطناً للجميع".كما أعلن الناشطون أن الحملة الوطنية لفصل الدين عن السياسة تنتظر جهود جميع العراقيين التي ستتكلل حتما بالنجاح في تحقيق سلامة العمل السياسي وسلامة الدين معاً وإنصاف الناس جميعا والتعامل معهم على أساس المواطنة والانسانية. وقالوا ان فصل الدين عن الس
ناشطون يطلقون حملة لعراق مدني: نجوم السياسة استغلوا الدين
نشر في: 19 يناير, 2011: 08:10 م