علي حسين
أحب ساخر بريطانيا الاكبر جورج برنارد شو إحدى قريباته، لكنها لم تبادله الحب، ويقال ان جميع النساء اللواتي احبهن كن من النوع الذي لا يطيق شيئين؛ السخرية والثقافة.
كان برنارد شو في السبعين من عمره، عندما كتب " دليل المرأة الذكية الى الاشتراكية والرأسمالية " في ذلك الحين كان يوزع سخرياته على الجميع، لكنه بالمقابل كان يكدس لتاريخ البشرية ثروات أكثر لمعاناً من كل كنوز الدنيا.. يقول بريشت إن برنارد شو حاول في المسرح ان يعوض ما أهمله التاريخ.. أما ما الذي أهمله التاريخ فيخبرنا بريشت بانه الضعف البشري.. في مسرحية الانسان والسلاح يحذرنا برنارد شو من الغموض الذي يرافق الحروب، ومن المعارك التي تجري باوامر من رجال يفتقرون الى الكثير من المعلومات لنصل الى النهاية، الجنود البسطاء هم الذين يقتلون ويقاتلون، فيما الكبار يقرأون الخرائط ويصدرون الأوامر.
يعلمنا برنارد شو ان الانسان يتحول في ظل السلطة الجاهلة إلى جزء من آلة، ينفذ من دون تفكير. يسير ويقوم وينام من دون نقاش. لا نهاره له ولا غده ملك لأبنائه.
لم يكن برنارد شو يؤمن بالانتفاضات ولا بربيع الشعوب، بل كان يميل الى التحول التدريجي في المجتمع.. لكنه كان يطالب بضرورة عدم التسامح مع الفقر والعوز،
كان يقول عن الاشتراكية: "انهّا تتحرّر من عبثية الحزب المعارض الذي من سلبياته ان يكون هناك برلمان، يحاول نصف اعضائه الحكم ويحاول النصف الباقي منع ذلك".
في كتابه " برنارد شو ساخرا " يخبرنا الناقد الراحل علي الراعي ان كتاب دليل المرأة الذكية كتبه برنارد شو من اجل عيون احدى قريباته التي سألته ذات يوم عن رأيه فيما يجري في البلاد، ولانه كان على استعداد ان يلبي لها اي طلب فقد قرر ان يؤلف لها كتابا خاصا قال في مقدمته: " الى عزيزتي الانسة لموندلي هذا كتاب متعب للغاية لدرجة انني اشكّ كثيرا ان تكون هناك امرأة بعد قراءتها لهذا الكتاب ترغب في ان تقرأ شيئا اخرعن الاشتراكية والشيوعية لمدة طويلة".
كان برنارد شو في السبعين من عمره ، عندما كتب مسرحيته الشهيرة ” تابع الشيطان. يخبرنا انه حاول في المسرح ان يعوض ما أهمله التاريخ.. أما ما الذي أهمله التاريخ ، فهو الضعف البشري ، يحذرنا برنارد شو من الغموض الذي يرافق السلطة المطلقة ، ومن المعارك التي تجري بأوامر من رجال يفتقرون الى الكثير من الحكمة ، ويعلمنا ان الانسان يتحول في ظل التعاليم الجاهلة إلى جزء من آلة، ينفذ من دون تفكير ، يسير ويقوم وينام من دون نقاش.
ذات يوم قال له شارلي شابلن ممازحا إن " إحدى اكبر الدلائل على عبقريتك أن النساء لا يقرأن ما تكتبه".