TOP

جريدة المدى > سياسية > الطاقة الشمسية في العراق: بين التحديات والآمال نحو خيار شعبي

الطاقة الشمسية في العراق: بين التحديات والآمال نحو خيار شعبي

نشر في: 28 أكتوبر, 2024: 12:08 ص

 بغداد / محمد العبيدي

في ظل التحديات المتزايدة في قطاع الكهرباء العراقي، تتجه الحكومة نحو تطوير حلول طاقة بديلة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية، لمواجهة الانقطاعات المستمرة التي تصل أحيانًا إلى أكثر من عشر ساعات يوميًا في بعض المناطق، خاصة في ذروة الصيف.
ورغم إلغاء الرسوم الضريبية على منظومات الطاقة الشمسية وتأكيد الحكومة دعم استخدامها في المنازل عبر إطلاق مبادرة البنك المركزي لمنح قروض لشراء منظومات الطاقة الشمسية، إلا أنه بعد مضي نحو عام ونصف على إطلاق هذه المبادرة، لا تزال النتائج ضعيفة وبعيدة عن الطموح.
ولم تتفاعل الأوساط الشعبية في العراق مع تلك المبادرة لأسباب متعددة، حتى أن مبلغ التمويل الذي أُنفق لغاية نهاية العام الماضي لم يتجاوز 250 مليون دينار من أصل تريليون دينار كان مخصصًا للمبادرة، وهو ما يثير تساؤلات عن سبب هذا العزوف.

البداية بالمؤسسات
وقال الخبير الاقتصادي صفوان قصي إن «منح القروض اصطدم بمعرقلات عدة، منها مواصفات الأجهزة المستوردة، لكن في الوقت الحالي، تم تفعيل هذه المبادرة، ويمكن سحب ضمانات من المستفيدين مقابل إطلاق تلك القروض».
وشدد قصي خلال حديثه لـ(المدى) على ضرورة أن «تبدأ المؤسسات الحكومية بتغذية بناياتها بالطاقة الشمسية، سواء عبر القروض أو إنشاء محطة تعمل بهذا النوع من الطاقة، لتوزيعها إلى الدوائر والمباني الرسمية، واسترداد الأموال من خلال الجباية، وهو ما سيسهل من تفعيل مهمة هذه المبادرة خلال وقت قياسي».

ماذا وراء العزوف؟
ويعود هذا العزوف، وفق معنيين، لأسباب عدة؛ منها ارتفاع تكاليف الألواح الشمسية، وغياب وعي المواطنين حول فوائد هذه الطاقة، كما أن متطلبات منح القروض أصبحت معقدة، حيث يُشترط إحضار موظف كفيل براتب عالٍ، وهو ما لم يتيسر لأغلب المواطنين من الطبقة الفقيرة.
والشهر الماضي، قالت لجنة الطاقة النيابية إنها تعمل مع الحكومة العراقية لتذليل العقبات التقنية والإجرائية التي تواجه هذه المبادرة، حيث عقدت اجتماعات مكثفة مع مختلف الدوائر المعنية لمعالجة الاختلافات الفنية وتحديد المواصفات القياسية للألواح الشمسية وتوزيعها على المنافذ الحدودية والجمارك لضمان مطابقتها للمواصفات العالمية.
ويحاول العراق استغلال شمسه التي لا تغيب إلا نادرًا طوال السنة لنشر ثقافة الطاقة النظيفة والاستفادة منها في مجالات الحياة العامة وإدخالها حيز التنفيذ، إذ تحتاج بلاد الرافدين اليوم إلى أكثر من 32 ألف ميغاواط لتغطية حاجتها الفعلية من الكهرباء.
ويتمتع العراق بأكثر من ثلاثة آلاف ساعة مشمسة من أصل 8700 ساعة في السنة، لكن 98 في المئة من كهربائه تنتج بواسطة «الوقود الأحفوري»، مما يؤشر إلى عدم استغلال الطاقة النظيفة.

طريق طويل
ورغم تزايد الاعتماد على منظومات للطاقة الشمسية ونصبها على أسطح المنازل لاستغلال الطاقة النظيفة، فإن أمام العراق طريقًا طويلًا لتثبيت هذه الثقافة ونشرها بين الأوساط الشعبية، في بلد يعيش نحو 10 ملايين من سكانه تحت خط الفقر.
ويرى سجاد حسين، وهو صاحب شركة لنصب معدات الطاقة النظيفة في بغداد، أن «أغلب الزبائن هم من الطبقة المتوسطة والغنية، أما الفئات المهمشة فهي بعيدة عن هذه المشاريع بسبب ارتفاع أسعار هذه المواد وضعف الدعم الحكومي، حيث تذهب القروض لمن يمتلك الكفيل».
وأضاف حسين لـ(المدى) أن «هناك طلبًا متزايدًا على الطاقة الشمسية، وبالفعل هناك ازدياد في فهم هذه المسألة الحيوية، ويمكن القول إن العراق سيكون الأول في انتشار المنظومات الشمسية بحلول العام 2030».
ووقعت الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق اتفاقًا استثماريًا ضخمًا مع شركة «توتال إنيرجي» الفرنسية لإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 1000 ميغاواط في محافظة البصرة، وهي خطوة تُعد الأولى في إطار خطة الحكومة لتنويع مصادر الطاقة المتجددة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

العالم يذهب إلى الانضباط بعد العدوان على إيران.. والقوى العراقية تصعد بسبب
سياسية

العالم يذهب إلى الانضباط بعد العدوان على إيران.. والقوى العراقية تصعد بسبب "خرق الأجواء"

بغداد/ تميم الحسن بدأت قُوَى سياسية وفصائل "تصعد" على خلفية معلومات عن استخدام إسرائيل الأجواء العراقية بالضربة الأخيرة على إيران.وتنفس العراق الصعداء بعد ضربة اسرائيلية وصفت أنها "محدودة"، بعد أسبوعين من التوتر والترقب، وتوقعات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram