TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > خبراء:البزل الإيراني"إشارة سياسية مبطنة"..والسد الترابي لن يقاوم

خبراء:البزل الإيراني"إشارة سياسية مبطنة"..والسد الترابي لن يقاوم

نشر في: 20 يناير, 2011: 06:33 م

متابعة/ المدىينظر اهالي ومسؤولو محافظة البصرة بعين القلق إلى اتساع رقعة مسطحات المياه الملوثة أو ما يعرف بـ(مياه البزل) التي أطلقتها إيران خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم واجتاحت الأراضي الحدودية العراقية لتنذر بكارثة بيئية بات المسؤولون والمراقبون المحليون يتوقعونها في أي لحظة.
ونشرت وكالة السومرية نيوز امس الخميس تقريرا عن ازمة المياه الايرانية سلطت فيه الضوء على خلفيتها وتداعياتها التي يبدو انها لا تزال قائمة.فرقعة المياه بعد أن كانت لا تزيد قبل شهرين على الـ120 كيلومترا، باتت تقدر مساحتها الآن بنحو 150 كيلومترا مربعا، وتظهر جلية على بعد أقل من كيلو متر من منفذ الشلامجة الحدودي في محافظة البصرة بشكل مستنقعات متفرقة ومع التقدم شمالاً تتحول إلى مسطحات مائية واسعة تكاد تنعدم فيها الحياة لارتفاع مستوى ملوحتها، وتركيز المواد الكيماوية الذائبة فيها.وما يزيد من مخاوف أهالي البصرة هي الوعود الإيرانية بمعالجة مسألة مياه البزل التي لم تر طريقها إلى التحقق، وهو ما دفع بعضهم إلى المطالبة بتقديم شكوى إلى المحكمة الدولية باسم كل العراقيين، خاصة مع بروز تحليلات من خبراء عسكريين من أهالي المحافظة، تفيد بان إيران تعمدت إغراق المنطقة بالمياه لتشكيل خط دفاعي يحميها من أي هجوم أميركي تكون البصرة منطلقا له.rnكارثة بيئيةويحذر قائممقام قضاء شط العرب الذي تتداخل حدوده الإدارية مع الحدود العراقية الإيرانية حيدر طعمه العبادي من وقوع"كارثة بيئية"في حال حدوث فجوات في الساتر الترابي الحدودي الذي يصد تلك المياه ويمنعها من التسرب إلى الأراضي العراقية. ويوضح العبادي للوكالة المذكورة بالقول"تساقط الأمطار الغزيرة سيؤدي إلى انهيار جوانب من الساتر وبالتالي ستتدفق المياه وتغرق المنطقة".ويلفت العبادي إلى أن الساتر الذي يعول عليه حاليا لصد مياه البزل الإيرانية"يختلف ارتفاعه من منطقة إلى أخرى وهو ليس مخصصاً لمواجهة مياه البزل المالحة"، ويبين انه"أنشئ قبل ثلاثين عاماً لأغراض دفاعية".ويطالب قائممقام شط العرب الحكومة العراقية"بتقديم شكوى للمحكمة الدولية باسم كل العراقيين، لضمان عدم تضرر سكان القضاء من مياه البزل الإيرانية"، لافتا إلى أن"هذه المشكلة أدت إلى تلوث المياه الجوفية في المناطق الحدودية القريبة التي تأثرت بمياه البزل".وأدى تراكم كميات كبيرة من تلك المياه إلى تشكيل مسطح مائي على الحدود بعرض 3 إلى 4كم تقريبا وبطول أكثر من 60 كم، ويمتد بشكل متعرج من منطقة الشلامجة وحتى هور الحويزة في محافظة ميسان.وأدى ازدياد مستوى مياه البزل القادمة من مزارع قصب السكر في محافظة خوزستان الإيرانية أواخر صيف العام الماضي إلى انهيار الساتر الترابي الذي بناه العراق في عام 1982 لأغراض دفاعية، ثم قامت قوات حرس الحدود العراقية بإعادة بنائه بعلو تسعة أمتار وعرض سبعة أمتار وعلى مسافة امتدت لنحو 40 كم بمحاذاة الحدود مع إيران من الجهة الشرقية لمحافظة البصرة، في المنطقة المحصورة بين منطقتي مجنون والشلامجة الحدوديتين. وتحول الساتر مؤخراً إلى طريق تسلكه دوريات الحدود العراقية فيما تنتشر على امتداده رايات حمر تحذر المدنيين من الاقتراب.rnانهيار الساتر الترابيمن جانبه، يؤكد نائب رئيس مجلس قضاء شط العرب صادق جعفر أن"الساتر الترابي ليس منيعاً ومن المرجح أن ينهار في حال ارتفاع مناسيب مياه البزل".ويلفت جعفر إلى"وجود مناطق في القضاء ملوثة بمخلفات أسلحة كيماوية استخدمها العراق خلال حربه مع إيران، وبعض تلك المناطق قريبة جداً من المساحات المغمورة بمياه البزل، مبينا أن"انهيار الساتر سيعني حدوث كارثة بيئية تتضمن تلويث مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بتلك المخلفات إضافة إلى المواد السامة التي تحملها مياه البزل أصلا".وبحسب مدير عام مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب طه ياسين القريشي فان"مياه البزل مازالت لحد الآن محصورة على الشريط الحدودي بمساحة تقارب الـ150 كيلومترا مربعا ولم تتسرب الى عمق الأراضي العراقية".ونقلت السومرية عن القريشي ان عمليات الفحص التي أجرتها وزارة البيئة أثبتت ان مياه البزل ملوحتها عالية جداً بحيث وصلت الى أكثر من 40 ألف جزء في المليون ما يعني انها تماثل بملوحتها مياه البحر.ويؤكد القريشي ان تلك المياه"أضرت بالواقع البيئي"، ويضيف"قريبا سنباشر بدراستها بشكل تفصيلي لتقييم تأثيراتها الحالية والمستقبلية على المياه الجوفية والتربة"، لافتا الى أن"الخارجية العراقية أجرت في غضون الشهرين الماضيين اتصالات متبادلة مع نظيرتها الإيرانية، كما ان الحكومة المحلية في البصرة تبادلت مع محافظة خوزستان الإيرانية إيفاد اللجان الفنية المختصة بهدف التوصل الى حل للمشكلة".rnتدابير إيرانية مبطنةويعتقد المحلل العسكري ماجد الساري ان التهديدات التي تطلقها بين فترة وأخرى الدول الكبرى المعارضة لبرنامج إيران النووي وبخاصة الولايات المتحدة دفعت القوات الإيرانية إلى اتخاذ تدابير دفاعية مبطنة وغير مباشرة على حدودها مع أفغانستان والعراق لوجود

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram